ثقافي

مسلسل "فلوجة " ناجح جماهيريآ ومهم إجتماعيآ لفتح نقاش ضروري حول مشكلات الوسط المدرسي

الشعب نيوز/ حسني عبدالرحيم - لم يكن معقولآ مناقشة المسلسل الأكثر مشاهدة رمضانيآ هذا العام قبل مشاهدة أغلب حلقاته ! الزوبعة التى شاهدناها هذا العام بعد بداياته كانت فقط   حول احقية فنانيين وغير فنانيين في طرح مشكلات خطيرة ومزعجة ومعروفة للكافة تجتاح التعليم العام والخاص ويتحاشى المجتمع مناقشاتها علنآ تحت دعوى عدم الإساءة للعملية التربوية أو هتك الأخلاق العامة!الآن بعد مشاهدة اكثر من نصف الحلقات المفترضة يمكننا مناقشة كيف قامت المخرجة والكاتبة "سوسن الجمني" بتحويل المشكلة الإجتماعية المعروفة لعمل فنى درامي. النقد يحتمل الإشارة لبعض الهنات التى نلخصها في عدة نقاط.

الإطالة (التطويل) : من الواضح أنه كان يمكن توضيح وبناء الشخصيات في هذا العمل بإنقاص الحلقات إلى النصف فقط ولكن عوامل مالية كعوائد ألإشهارات المتكررة والزائدة عن الحد ربما كانت السبب الرئيسي في هذا التطويل مما تسبب عنه الملل من المشاهدة أحيانآ كثيرة!كما أن المَشَاهد نفسها مطولة بشكل غير مناسب لشد الإنتباه ودون أي تغيير في اللقطات و بدون أى متطلبات فنية وأغلب اللقطات ثابتة دون مبرر واضح! كما ساهمت الإشهارات المتكررة في إضطراب في سيكولوچية المشاهدة المنسجمة !ننتقل من تراچيدي للإضحاك الهزلي في الإشهار ثم نعود لمشاهدة بقية المأساة؟

الحوارات من ناحية ثانية يفتقد بعضها للحيوية وكثير منها لا تضئ بشكل كافى الجوانب النفسية المعقدة للشخوص وتقلباتهم وليس بها جدة درامية كما أن بعضها بها إفتعال ظاهر وتكرار وبرودة في مواضع تستدعي الإنفعال .

في دراما طويلة نسبيآ ينبغي تغيير في مواقع التصوير لكسر الملل ولكن المخرجة ارتأت موقعين أو ثلاثة " المعهد الثانوي" وشقتين على الأكثر مع تغيير بسيط في الديكور والذي ليس مناسبآ بأثاثه الفخم لمعيشة سكان من الطبقة الوسطى الدنيا يذهب أبناؤها لمعاهد التعليم العمومي وليس الخاص.

إختيار الممثلين لاغبار عليه وخاصة أدوار التلاميذ حيث أنهم يخوضون تجربة جديدة وليسوا محترفين بعد وربما يصبحوا ممثلين مستقبلآ كما صرح بعضهم !

المخضرمون كان أداؤهم متميز وخاصة "ريم الرياحي" (قامت بدور الأم للتلميذة(رحمة) الحامل الهاربة) وكذلك "محمد علي بن جمعة" الذي قام بدور ضابط الشرطة وأب لتلميذ جانح وكذلك "نسيم بورقيبة" و "محمد مراد "وعلى الأخص "نضال السعدي" الذي ادى دور السلفى بوضوح وإتقان ودون كاريكاتورية و تكلف . الجميلتان "نعيمة الجاني" و"سارة التونسي "كان إداؤهما مقبولا ضمن الحدود التى يتيحها السيناريو المكتوب

أسلوب المقدمة (الجينيريك)- إنيماشن- لايتناسب مع فحوى وأسلوب المسلسل الواقعي بينما الاغنية المصاحبة موفقة للتعبير عن المحتوى الدرامي.

المسلسل بشكل عام ناجح جماهيريآ ومهم إجتماعيآ لفتح نقاش ضروري حول مشكلات الوسط المدرسي التى تفاقمت في السنين الأخيرة.

* نشر في العدد 1742 من الشعب الورقية بتاريخ 13 افريل 2023