لماذا تضيق فرنسا الخناق على مواطنيها المتحدرين من أصول مغربية وتتهم صحفيا بالخيانة والجوسسة؟
الشعب نيوز/ متابعات - نشرت جريدة العرب مقالا تطرقت فيه الى تدهور العلاقات بين المغرب وفرنسا حيث كتبت أن البرودة استشْرت مؤخرا في العلاقات بين المملكة المغربية وفرنسا. " كذلك فان سلطات باريس قررت التوغل أكثر، في كل ما قد يعمق الخلافات بينهما ويوسع الهوة لتصبح أكبر من أي مسعى لرتقها، وبما يلقي بتبعات ذلك على كواهل مواطنين فرنسيين متحدرين من أصول مغربية وجدوا أنفسهم، على حين غرة، مجرد أكباش فداء ارتأت فرنسا التضحية بهم في صراع كسر العظام مع المغرب."
واضافت أن الخلاف بين المغرب وفرنسا اكتسى أبعادا مختلفة، بعدما انبرت باريس عبر وزارة داخليتها إلى التضييق على مواطنيها المتحدرين من أصول مغربية، ومن ثمة صرف اتهامات مجانية وجزافية في حقهم تحاول من خلالها النيل منهم. وقد وجدوا أنفسهم محشورين في دوامة وضعتهم فيها السلطات الفرنسية، الرامية من وراء ذلك لبعث رسائل إلى نظيرتها المغربية، وتظنها بذلك مشفرة وهي واضحة، بل ومفضوحة.
اتهامات جاهزة
ومنذ تفجر الخلاف بين المغرب فرنسا ، انهمك جيرالد دارمانان، وزير الداخلية الفرنسي، في تقفي ما يفرق بين البلدين أكثر مما قد يحلحل المشاكل التي تسببت فيها الرئاسة الفرنسية، والتي شكلت سابقة في تاريخ البلدين معا.
وشنت وزارة الداخلية الفرنسية موجة تشويه شعواء تتصيد مواطنين فرنسيين من أصول مغربية، وقد فصَّلت لأجلهم اتهامات جاهزة ومجانية، تزيد من تشنج الأوضاع بين بلدين لطالما درجت علاقتهما على التميز، إلى حين منعطف الرئاسيات الفرنسية التي جنحت لرئيس هو أخف من أن يتحمل مهمة جسيمة مثلها ولا ينفلت بالمرة.
لم تبقِ وزارة الداخلية الفرنسية في عهد جيرالد دارمانان أحدا من الفرنسيين ذوي الأصول المغربية، ولم تذر أي أحد منهم يتبوأ مكانة مرموقة هناك إلا واتهمته بالتخابر لصالح المغرب، فكما تغيرت الوجوه والنماذج ظلت التهمة واحدة لتنم عن مزاج فرنسي مجبول على العجرفة.
لم يشر يوما أنه مغربي
وتعرضت الجريدة بشكل خاص الى وضعية صحفي فرنسي من اصول مغربية هو رشيد امباركي، من قناة BFMTV، الذي وجد نفسه حسب الجريدة ضحية اتهامات بالتخوين وخدمة الاستخبارات المغربية، وقد ألصقت على ظهره جريرة الدفاع عن مصالح المغرب في فرنسا، عبر تأكيده في نشرة إخبارية مسائية على مغربية الصحراء.
وكان رشيد امباركي اتهم في شهر فيفري الماضي ببث أخبار تخدم مصلحة المغرب، وهو الاتهام الذي اختُلق لتقويض مسار صحافي لم يشر يوما الى أنه مغربي إلى أن تقرر الزج به في حرب قذرة تريد جعله كبش فداء لعلاقة متذبذبة بين المملكة الشريفة وساكن قصر الإليزيه الذي تفنن في تسميم العلاقات بين البلدين.
وقد مثل رشيد امباركي، أمام لجنة تحقيق برلمانية في شهر مارس 2023، حيث دافع عن نفسه ومن جملة ما قاله “أصبحت بقدرة قادر أنعت بالصحافي المغربي – الفرنسي، وهو أمر لم يحدث من قبل ولم يتم التطرق إلى أصولي المغربية من طرف الإعلام”.