"إذا وقع شقيقك أسيرا في يدك أو وقعت أسيرا في يده فأخبره بهذا الخبر"
نقلت "سكاي نيوز عربية " قصة مؤثرة عن ثلاثة أشقاء سودانيين فرقت بينهم الحرب الدائرة رحاها منذ ايام بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع. الشقيق الاكبريعمل في الجيش الرسمي فيما يعمل االشقيق الاصغر في قوات الدعم. أما الشقيق الاوسط فهو في حيرة من أمره ومن أمر شقيقيه.
وجوه التاثر في القصة كثيرة ومنها أن الشقيق الاوسط واسمه محمد لم يجد من وسيلة للتواصل مع شقيقيه - مصعب المنتمي للجيش ويعقوب المنتمي لقوات الدعم - الا موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
فقد نشر أول رسالة في الغرض يوم الثلاثاء الماضي، أي بعد مرور 4 أيام على بدء الاشتباكات، وجاء فيها: "إلى شقيقي مصعب جالي بالقوات المسلحة، ليلة البارحة رزق الله شقيقنا الأصغر بقوات الدعم السريع يعقوب جالي (أب جك) بولد وحتى الآن لا يعلم بذلك".
وأضاف: "إذا وقع أسيرا في يدك أو وقعت أسيرا في يده فأخبره بهذا الخبر". وتابع: "أسأل الله أن يحفظكما جميعا في هذه المعركة التي أرى أن الخاسر الوحيد فيها أنا".
وفي وقت متأخر من نفس اليوم، نشر محمد رسالة أخرى، أعلن فيها أنه تمكن من التواصل مع شقيقيه.
وأوضح: "الحمدلله تواصلت مع أشقيقيي الاثنين وهما بصحة جيدة و قد فرحا لخبر المولود، و اتفقا على تسميته (محمد)، كما أنهما سخرا من قلقي و أخبراني بأنهما يقاتلان وفق قناعاتهما وقد احترمت ذلك رغم أنفي".
و في يوم الخميس، نشر الشاب السوداني رسالة أخرى، لكن هذه المرة، وجهها إلى منتقديه، الذين عبروا عن رفضهم لتحويل المواقع الاجتماعية إلى صفحات استغاثة.
وجاء في رسالته: " لا توجد معركة وطنية نخوضها، بل معركة بين أبناء الوطن الواحد تشتت بينهم مصالح الحكم، و يصطادون في الماء العكر أصحاب امتيازات فُقدت منذ أمد بعيد، فلا تبتلع طُعم الجهوية والقبلية مقابل صكوك الوطنية التي يوزعونها".
في المقابل، عبر عدد كبير من المتابعين عن إعجابهم بالخطوة التي اتخذها محمد، رغم وصفهم رسالته بـ"الأليمة"، لأنها تكشف الانقسام الذي يعاني منه البلد.