الولايات المتحدة وفرنسا تجليان رعايا من السودان
الشعب نيوز / وكالات - أخلت الولايات المتحدة الأمريكية سفارتها في الخرطوم، بينما أعلنت فرنسا بدء عملية إجلاء بدورها لمواطنيها ورعايا آخرين، في وقت تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من أسبوع.
وخلفت المعارك الشرسة الجارية في السودان منذ 15 أفريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح، بالإضافة الى نزوح عشرات آلاف الأشخاص من أماكن المعارك نحو ولايات أخرى في السودان، أو في اتجاه تشاد ومصر...
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن فجر الأحد 23 أفريل 2023 أن القوات الأميركية "نفّذت عملية" لإخراج موظفين حكوميين أميركيين من السودان.
وأوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية جون باس أن "أكثر من مئة" شخص بينهم عدد من الدبلوماسيين الأجانب أخرجوا في عملية بواسطة المروحيات.
لكن لم يتمّ إجلاء المواطنين الأميركيين الآخرين الذين يعدّون بالمئات في السودان، ولا عملية إجلاء مقرّرة لذلك "في الوقت الحاضر".
وشارك أكثر من مئة من عناصر العمليات الأميركية الخاصة في عملية الإجلاء التي ساهمت فيها ثلاث مروحيات من طراز "إيتش-47 شينوك" CH-47 Chinook توجهت من جيبوتي إلى إثيوبيا ثمّ إلى الخرطوم حيث بقيت لأقل من ساعة في المطار.
في باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الأحد بدء "عملية إجلاء سريع" لمواطنين فرنسيين وبعثتها الدبلوماسية شملت أيضا مواطنين أوروبيين وآخرين من "دول شريكة وحليفة" دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وكانت السعودية أجلت السبت أكثر من 150 شخصا من السعوديين ورعايا دول أخرى بحرا السبت، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع المعارك. ونقلت القوات البحرية السعودية المدنيين عبر البحر الأحمر من بور سودان إلى جدة.
وأشارت الخارجية السعودية الى أن الأجانب هم من 12 دولة.
وأعلنت دول أجنبية أخرى أنها تستعد لإجلاء محتمل لآلاف من رعاياها. وتقوم أطراف عدة بينها الاتحاد الأوروبي، بإعداد خطط لذلك، بينما نشرت كوريا الجنوبية واليابان قوات في دول مجاورة استعدادا لعمليات إجلاء.
وأفاد شهود الأحد أن المعارك وإطلاق النار متواصلة في العاصمة وضواحيها. وحلّقت طائرات حربية فوق الخرطوم. وتسبّبت الغارات الجوية والقصف المدفعي حتى الآن بإغلاق "72 في المئة من المستشفيات" في مناطق النزاع، وفق نقابة الأطباء.
في الشوارع، يمكن رؤية آثار الاقتتال: أعمدة كهربائية على الأرض، محال تجارية محترقة، ودخان يتصاعد من هنا وهناك.
وكان الطرفان أعلنا الجمعة وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة ايام لمناسبة عيد الفطر، ثم تبادلا الاتهامات بخرقه.
وكان دقلو المعروف بحميدتي والبرهان حليفين عندما نفذا انقلابا في العام 2021 أطاحا خلاله بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهم، من الحكم. لكن الخلافات والصراع على السلطة ما لبثت أن بدأت بينهما وإن بقيت كامنة في فترة أولى.
وتشكّلت قوات الدعم السريع في إقليم دارفور لمساندة قوات الرئيس السابق عمر البشير آنذاك لقمع المتمردين في الإقليم الواقع في غرب السودان. واتهمت بتجاوزات عدة وبانتهاكات وقمع.
وتسيطر قوات الدعم السريع على مطار الخرطوم الذي شهد معارك عنيفة واحترقت فيه طائرات. لكن يصعب التحقّق ممّا حصل فعليا على الأرض ومن يسيطر على ماذا.
- العيش في العتمة
في الخرطوم التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، يتملّك الرعب المدنيين داخل منازلهم، في ظل انقطاع شبه تام للكهرباء والمياه منذ بدء المعارك. ويتخوّف الجميع من استئناف المعارك بشكل أقوى بعد خروج الأجانب.
ويجازف عدد منهم بالخروج للحصول على مواد غذائية على نحو عاجل أو للفرار من المدينة.
كما تحدذثت منظمة "نتبلوكس" ومقرها في لندن المعنية برصد الشبكة العنكبوتية في أنحاء العالم، عن "انقطاع شبه تام" في الإنترنت.
وتشهد مناطق أخرى غير الخرطوم معارك أيضا، لا سيما في إقليم دارفور حيث قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن الوضع "كارثي" في مدينة الفاشر، و"لا يتوفر عدد كافٍ من الأسرّة لاستيعاب عدد الجرحى الهائل"، وبينهم عدد كبير من الأطفال.