امتلاء حجوزات السفر الأوروبية في الصيف المقبل رغم الارتفاع الكبير في أسعار الرحلات الجوية
الشعب نيوز / وكالات - ارتفاع أسعار المحروقات وزيادة تكاليف الصيانة وزيادات أجور الموظفين وارتفاع نسبة التضخم، على الرغم من كل ما سبق تؤكد شركات الطيران في أوروبا امتلاء الحجوزات الصيفية وارتفاع عدد الزبائن المقبلين على تذاكر الطيران بأعداد أكبر مما كانت عليه عام 2022.
آملة في طي صفحة أزمتها بعد تجاوز ذروة تفشي فيروس كوفيد ، تؤكد شركات الطيران في أوروبا امتلاء الحجوزات الصيفية على الرغم من ارتفاع أسعار التذاكر وتقويض التضخم للقدرة الشرائية.
لم تستأنف بعض الشركات بالكامل قدرتها التشغيلية التي تقلصت خلال الأزمة الصحية، فيما تواجه شركتا إيرباص وبوينغ صعوبات في تسليم الطائرات الجديدة في الوقت المحدد، لكن الزبائن يقبلون على تذاكر الطيران بأعداد أكبر مما كانت عليه عام 2022.
في ظل هذه الظروف، تتجلى تداعيات قانون العرض والطلب، ففي فرنسا مثلا زادت أسعار التذاكر بنسبة 23,6% على أساس سنوي في الربع الأول من عام 2023، وفق ما تظهر إحصائيات وزارة التحول البيئي.
من أهم أسباب ارتفاع أسعار التذاكر تنامي سعر المحروقات منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ يمثل وقود الطائرات نحو 30% من تكاليف شركات الطيران.
و سجلت رحلات "ترانسافيا" الصيفية إلى اليونان، إحدى وجهاتها الرئيسية، امتلاء بنسبة 60% بحلول منتصف أفريل 2023 .
كما فتحت الشركة وجهات جديدة (دكار، يريفان، بافوس، وغيرها) وزادت أسطولها إلى 71 طائرة، وقد شهدت شركة الطيران منخفض التكلفة التابعة لمجموعة "إير فرانس- كاي إل إم" زيادة في قدرتها بنسبة 65% على مدى أربع سنوات.
والمدن المغاربية من الوجهات الأخرى التي تشهد "انتعاشا مهما للغاية"، وذلك لأن "الناس لم يتمكنوا لفترة من زيارتها لرؤية عائلاتهم" وقد رفعت الجزائر مؤخرا فقط القيود على الرحلات الجوية.
بعد أن كانوا يميلون إلى الحجز في وقت متأخر جدا أثناء الوباء وسط حالة عدم اليقين بشأن إغلاق الحدود، يعود أيضا تدريجيا الزبائن "الأكثر انتقائية في الأسعار" إلى سلوكهم القديم، ومنه حجز تذاكرهم مقدما بخمسة أشهر مثلا للوجهات البعيدة.
ذلك هو حال شركة "إير فرانس- كاي إل إم" التي أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع أنها "سددت بالكامل" المساعدة التي نالتها من الدولة الفرنسية لتمكينها من تجاوز الأزمة الصحية.
لكن هناك من ينبه من الإفراط في التفاؤل، إذ يحذّر فاعلون في القطاع من تكرر نقص الموظفين خلال ذروة الموسم على غرار الصيف الماضي، ما قد يسبب فوضى خبروها أيضا في مارس أثناء إضراب مراقبي الحركة الجوية في فرنسا.