آخر ساعة

"1703-2023".. أقدم صحيفة في العالم تودع قراءها

الشعب نيوز / وكالات  - لا شيء أصعب من أن تتلقف قلمك وتخط على ورق أبيض كلمات وداعك للعالم، قبل أن تلفظ أنفاسك الأخيرة، أو قبل أن تنفد قارورة حبرك الأخيرة.

في عالم الصحف، هذا الوداع معتاد، خاصة في عصر الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، حيث تختفي صحف بين ليلة وضحاها، وتندثر عناوين في ثنايا التاريخ. 

لكن الوداع يكون ثقيلا كلما زادت المسافة بين فترة الصدور ولحظة الاندثار، فما بالك بـ 320 عاما  .. نعم، الرقم صحيح، فصحيفة "فينر تسايتونغ" تودع قراءها هذا العام بعد 320 عاما من الصدور بشكل يومي.

"فينر تسايتونغ" أقدم صحيفة مطبوعة لا تزال تصدر في العالم، نشرت عددها اليوم 27 أفريل 2023 بشكل مختلف ومؤلم، حيث حمل الغلاف تاريخين فقط بخط عريض. تاريخ الصدور 1703 وتاريخ التوقف 2023.

يأتي نشر هذا العدد بالتزامن مع نظر البرلمان النمساوي، اليوم الخميس، مشروع قانون يضع نهاية لصدور الصحيفة المملوكة للدولة بشكل يومي مطبوع، ويحولها إلى منصة رقمية ومركز تدريب للصحفيين.

ومن المنتظر أن يصوت البرلمان على المشروع الذي قدمه الائتلاف الحاكم اليوم، ما يعني أن العام الجاري هو الأخير لصدور الصحيفة التي ارتبطت بالعاصمة النمساوية وتقدم محتوى سياسيا وثقافيا رصينا منذ أكثر من 3 قرون.

ومن المنتظر أن تظهر الصحيفة بشكل يومي مطبوع حتى يوم 30 جوان  المقبل، بعد تمرير البرلمان مشروع القانون.

والعدد التاريخي الذي صدر اليوم برسالة وداعية، جاء بعد أن عقدت هيئة تحرير الصحيفة اجتماعها التحريري أمام مقر البرلمان النمساوي، في الهواء الطلق، احتجاجا على القانون الجديد.

ويحظى القانون الجديد بمعارضة كبيرة من النخب وأحزاب المعارضة المختلفة، لكن أحزاب الائتلاف الحاكم قررت المضي قدما فيه للنهاية، ووضع حد لصدور الصحيفة بشكلها اليومي المطبوع.

وصدرت آخر عبارات الاحتجاج من مفوض الاتحاد الأوروبي السابق فرانز فيشلر، منحدر من الحزب النمساوي الحاكم، حيث قال: "من أين جاءت الحكومة بالشجاعة والجرأة لوضع حد لهذه المؤسسة التي يبلغ عمرها 320 عاما؟ مضيفا: "لم تعد الديمقراطية في النمسا آمنة كما كانت في السابق".

القانون الجديد المتعلق بـ"فينر تسايتونغ"، الذي سيقره المجلس الوطني، الخميس، على الأرجح فقط بأصوات حزبي الائتلاف الحاكم "الشعب" و"الخضر"، سيضع الآن وصفا دقيقا للغاية من 5 صفحات للشركة التي تدير الصحيفة، والغرض منها وكذلك الإطار المالي.

وكانت هذه الصفحات الخمس صادمة لهيئة التحرير عند إعلانها لأول مرة الخريف الماضي، لأنها تقوض الظهور المطبوع بسبب المشاكل المالية وأيضا قوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة التي تطالب برقمنة المطبوعات الرسمية، علما بأن "فينر تسايتونغ" تلعب دور الصحيفة الرسمية للنمسا بجانب دورها كصحيفة يومية رصينة.

ووفق الصحيفة، فإن القانون يخالف مشاورات الحكومة مع مجلس تحرير الصحيفة في السابق والخط الإيجابي الذي حظت به المناقشات، وأوضح إمكانية استمرار صدورها، قبل أن تعلن الحكومة مسودة قانونها الجديد.

إعلان الحكومة للقانون بعد المناقشات مع مجلس التحرير، دفعت رئيس تحرير الصحيفة والتر هامرل إلى الاستقالة وترك منصبه نهاية العام الماضي، بعد أن ترأس الصحيفة لأكثر من 20 عاما.

لمزيد من الأخبار  حمّلوا تطبيقنا Echaabnews عبر  AppGallery و فعّلوا زر الإشعارات ( Notifications) كي يصلكم كل جديدنا