ثقافي

بعد سحب كتاب وغلق جناح ناشره : كيف سيكون حال زوار معرض الكتاب ونقاده وناشريه اليوم

الشعب نيوز / ناجح مبارك - يتطلع عدد من الزوار والنقاد والمتابعين للشأن الثقافي الى اليوم الثاني من مسار الدورة السابعة والثلاثين من معرض تونس الدولي للكتاب بقصر المعارض بالكرم فهل سيتضامن الناشرون التونسيون مع زميلهم الزغبي بعد غلق دار نشره "دار الكتاب" مساء الجمعة 28 افريل بالقوة العامة حسب ما صرح به وهو الذي دعا زملاءه الى تعليق نشاط مؤسساتهم المشاركة في هذه الدورة.

فكيف سيتفاعل الناشرون العرب والاجانب مع ما حدث ،؟واي تأثير لما حدث على الانشطة الرسمية والموازية للمعرض الذي يؤثثه أكثر من 320 ناشر ؟

* قوة عامة وكتاب خاص

 فإثر افتتاح المعرض من قبل وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي أمر مسؤولوه، مدعومين بقوة عامة بغلق دار الكتاب لصاحبها الزغبي الذي صرح ان الغلق يعود الى عرضه لكتاب "فراكنشتاين تونس ",للكاتب كمال الرياحي المدير الاسبق لبيت الرواية والمقيم حاليا بكندا.

أما الكتاب في حد ذاته فيبحث "في السياسة وتدبر الشأن التونسي "من خلال سلسلة مقالات سياسية كما عرفها صاحبها 256 صفحة تتناول الشأن السياسي التونسي وكيف تعامل الشعب التونسي مع رؤسائه من الحبيب بورقيبة الى قيس سعيد مرورا بزين العابدين بن علي وفؤاد المبزع ومحمد منصف المرزوقي ليوجه نقدا لاذعا "الى مرحلة الحكم الاخيرة وكان الشعب انتقم من السيستام القديم وأخرج لنا رجلا سوريالي لم يعد بشيء."

كتاب "_فراكنشتاين تونس "لكمال الرياحي صنع "البوز " الاعلامي ودفع الفضوليين للبحث عنه في تونس وخارجها.

فكرة الكتاب ليست جديدة بل سبق وان كتب العراقي احمد السعداوي "فراكنشتاين بغداد " وفي الاصل فان الرواية الام هي للكاتبة الانقليزية ماري شيلي وتتناول منذ 1818 قصة فيكتور فراكنشتاين الذي تحوله حادثة موت والدته الى ان صنع وحوش غير آدمية تاتي بمشاعر النقمة لتحول العالم الى محل تنازع بين كائنات فوق بشرية .

* توضيحات الطرفين 

 نشير الى أن المؤسسة التونسية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية، بصفتها جهة الاشراف، نشرت بلاغا توضيحيا أكدت فيه على ان الناشر  صاحب دار الكتاب لم يحترم تراتيب وقوانين المعرض ولم يعلم بقائمة الكتب المعروضة وهي قائمة تقدم مسبقا للادارة ولم يعرض كتاب " فراكنشتاين تونس " على لجنة المعارض بل عرضه " في ركن مخفي من زاوية  جناح دار الكتاب "

من جهته نشر الناشر توضيحا تضمن جملة من الاسئلة منها "كيف تفطنت إدارة المعرض للكتاب و قد كان مخفيا في ركن من الجناح ، والمعرض لم يفتح بعد للعموم، كيف تفطنت إدارة المعرض للكتاب ونحن مازلنا بصدد تهيئة الجناح، كيف تفطنت إدارة المعرض للكتاب ونحن قد قمنا بالايداع القانوني قبل عرضه ، كيف تفطنت إدارة المعرض للكتاب وهي لم تحرر محضر معاينة ونحن لم نمض على أي شيء ، كيف تفطنت إدارة المعرض للكتاب وكنا قد ارسلنا لها ايميل بتاريخ 25 افريل نعلمها فيه بكل العناوين التي تعطلت طباعتها، كيف تفطنت إدارة المعرض للكتاب وكل الناشرين التونسيبن يستقدمون كتبهم المتاخرة طباعة مباشرة في المعرض ، كيف تفطنت إدارة المعرض للكتاب ونحن لدينا على الأقل اربعة كتب أخرى ارسلناها ضمن القائمة التكميلية ولم يقع سحبها."

مواقف أخرى

كثيرون من اهل الثقافة والفكر والصحافة اعترضوا على الاجراء باعتباره اعتداء على حرية التعبير والتفكير والنشر، رغم خلافاتهم السياسية والفكرية مع الكاتب كمال الرياحي. نكتفي هنا بما قاله الكاتب الاسعد بن حسين كنموذج راق للدفاع عن الحرية. فقد كتب الاسعد بن حسين:

ماذا يحدث في تونستان..

ان صح ما سمعته من منع كتاب فرنكنشتاين تونس من التواجد في المعرض ومنع دار النشر من عرضه للقراء فإني انا الكاتب لسعد حسين أعبر عن تضامني مع المؤلف الذي أختلف معه منذ سنوات ومع دار النشر ...

لا يمكن مصادرة الافكار..لا يمكن منع الكتب..ولصاحبة معرض الكتاب أقول : " لم تحاكمي على كتابك المدحي في بن علي فكيف تمنعين كتابا ابداعيا. ؟!!!.. هزلت.

المناضلون الحقيقيون في السجن

من جهته، كتب الاخ خالد الهداجي:

كنت رفقة الأخ الناصر بن عمارة (الموقوف ظلما و بهتانا ربي يفك أسرو ) Naceur Ben Amara من بين الذين قادوا الحملة ضد مدير بيت الرواية السابق المطبع كمال الرياحي وانتهت بانتصارنا حين تم اعفاؤه من ادارة بيت الرواية وتعيين الكاتب والصديق لسعد بن حسين Lassaad Ben Hsin بدلا عنه، ذلك ان الرفيق والأخ الناصر، ومنذ سنوات، يقاوم الفساد ويخوض المعارك و يدافع عن المضطهدين.

ماحدث اليوم في معرض الكتاب هو نتيجة للاستهتار والاهتمام بالقمع و الملاحقات وتلفيق التهم و الانشغال بالممارسات الانتقامية والتنكيل بكفاءات الوزارة و اطاراتها حيث اعطيت الاولوية القصوى لمجالس التاديب و الاستجوابات و الاعفاءات، والنقل و المحاكمات مما حول وزارة الثقافة الى مايشبه المعتقل اخر همها التظاهرات الثقافية.

كنا ننبه منذ مدة ونحذر من الوصول الى كارثة..كان من الممكن سحب الكتاب من الجناح دون غلقه وهكذا يمكن تفويت الضجة والشوشرة التي يبحث عنها كبير المطبعين... نحن لن ندافع عن المطبع وكتاباته التافهة و بحثه المريض عن الشهرة..

نحن ندافع عن صورة تونس ومعرض تونس الدولي للكتاب بتاريخه و عراقته. ان ما يحدث في الوزارة من فوضى ستكون له نتائج كارثية اكبر بكثير مما حدث اليوم...

نطالب سيادة رئيس الجمهورية ببعث لجنة للتقصي والتحقيق حول مايحدث في الوزارة..وحول ممارسات التنكيل و الظلم و القهر الذي يمارس على أغلب شرفاء القطاع.

لمزيد من الأخبار  حمّلوا تطبيقنا Echaabnews عبر  AppGallery و فعّلوا زر الإشعارات ( Notifications) كي يصلكم كل جديدنا