دولي

الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: أكثر من نصف سكان السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية

الشعب نيوز / وكالات - قالت الأمم المتحدة الأربعاء 17 ماي 2023  في تقديراتها إن ما يقارب 25 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في السودان وحوالي 3,03 مليارات دولار هي حجم المساعدات الطارئة الضرورية للبلاد والفارين من الحرب إلى البلدان المجاورة والذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام.

وقد عمّق القتال الأزمة الإنسانية في السودان حيث كان شخص من كل ثلاثة يعتمد على المساعدات الإنسانية وذلك قبل اندلاع الحرب.

منذ اندلاع النزاع الدامي في السودان في 15 أفريل 2023 الماضي  ،   ما انفكت الاحتياجات الإنسانية في البلاد في التفاقم، بحسب الأمم المتحدة التي راجعت خطتها من أجل الاستجابة للأزمة.

وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف راميش راجاسينغهام للصحافيين الأربعاء "يحتاج اليوم 25 مليون شخص - أي أكثر من نصف سكان السودان - لمساعدات إنسانية وللحماية"، موضحا أن هذا العدد "هو أكبر عدد" محتاجين لمساعدات إنسانية تسجله الوكالة الأممية في هذا البلد على الإطلاق.

هذا، وقد أفادت الأمم المتحدة أيضا بأنها تتوقع حاجتها إلى 2,56 مليار دولار لتقديم مساعدات داخل الأراضي السودانية مقابل 1,75 مليار دولار وفق تقديرات نهاية العام الماضي.

و ستسمح هذه الأموال لهيئات الإغاثة بالوصول إلى 18 مليون شخص يعدّون الأكثر عرضة للخطر داخل البلاد.

وقد بدت الأربعاء أحياء الخرطوم مهجورة وأعمدة الدخان تتصاعد من جراء المعارك.

ومن جهتها، نشرت الوكالة السودانية الرسمية للمرة الأولى لقطات تظهر الجنرال البرهان محاطا بجنود وهو يتفقد مبنى متفحما تابعا للقيادة العامة للجيش في الخرطوم.

ويذكر أن معارك اندلعت منتصف الشهر الماضي بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.

ولقي نحو ألف شخص حتفهم معظمهم في الخرطوم ومحيطها وفي ولاية غرب دارفور، بحسب مصادر طبية.

كما أُصيب أكثر من خمسة آلاف شخص بجروح. فيما لا يزال الملايين عالقين في منازلهم وعاجزين عن الوصول إلى الخدمات الأساسية والرعاية الصحية، وفق مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف راميش راجاسينغهام.

ومن جهتها،  أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن "مسلّحين دخلوا الثلاثاء مستودعها في الخرطوم ونهبوا" على الأقل "سيارتين مليئتين بالمواد الغذائية".

هذا، وقد عمق القتال الأزمة الإنسانية في السودان حيث كان شخص من كل ثلاثة يعتمد على المساعدات الإنسانية حتى قبل اندلاع الحرب.

أكثر من مليون سوداني سيغادرون البلاد هذا العام

وعبر راجاسينغهام عن أسفه لتعرض العاملين الإنسانيين لعدة هجمات، منهم من قتل، فيما نُهبت مكاتب ومخزونات.

كما أعرب عن أمله بأن يلتزم الطرفان المتحاربان بقواعد إنسانية توصلا إليها الأسبوع الماضي بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية.

وقال المسؤول الأممي أيضا إن المقاتلين انسحبوا من بعض المرافق الصحية التي كانت محتلة في السابق، مشيرا إلى زيادة في تسليم المساعدات، لكنه شدد على الرغم من ذلك على "الحاجة إلى المزيد". وتابع "الأزمة في السودان بدأت تتحول بسرعة إلى أزمة إقليمية".

وفي الوقت ذاته، أشارت الوكالة الأممية إلى حاجتها إلى مبلغ 470,4 مليون دولار إضافي لمساعدة الأشخاص الذين فروا من البلاد، وأضافت بأنها تستعد حاليا لتأمين احتياجات ما يصل إلى 1,1 مليون شخص يتوقع أن يفرّوا من السودان خلال العام الحالي وحده.

وكانت قد ذكرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين قبل أسبوعين فقط، أنها ستحتاج إلى 445 مليون دولار إلى غاية تشرين الأول/أكتوبر لسد احتياجات ما يصل إلى 860 ألف شخص قد يفرون من البلاد.

هذا، وتتوقع الأمم المتحدة أن يكون من بين أكثر من مليون شخص يتوقع فرارهم من السودان نحو 640 ألف سوداني و204 آلاف شخص كانوا لاجئين في السودان وقد يعودون إلى وطنهم، ربما جنوب السودان بشكل أساسي.

وللعلم، كان نحو 1,1 مليون لاجئ يعيشون في السودان قبل بدء النزاع.

وبينما يبقى الطرفان السودانيان في جدة بالسعودية، يجريان محادثات حول وقف إطلاق نار إنساني  للسماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات.

وفي السياق أيضا تستضيف المدينة السعودية الجمعة قمة عربية، تطرق خلالها وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والسعودي فيصل بن فرحان مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى مسألة النزاع في السودان.

وعبر ثلاثتهم عن تأييدهم لوقف إطلاق النار لكن من دون اقتراح أي خطوط عريضة له فيما تبقى الانقسامات بين الدول العربية عميقة بشأن السودان، علما أن دقلو حليف كبير للإمارات في حين تلقي مصر بثقلها خلف البرهان، فيما تسعى السعودية إلى التوسط في مفاوضات بين الجنرالين المتنازعين على السلطة.

ومن جهته، دعا رئيس كينيا وليام روتو الأربعاء الجنرالَين إلى "وقف هذه العبثية".

وتتزايد الجهود الدبلوماسية في جميع الاتجاهات - وهي متوازية بشكل واضح - في ظل عدم نجاح أحد حتى الآن في فرض وقف القتال على الجنرالَين، وسط مخاوف في الدول المجاورة للسودان من انتقال عدوى النزاع.

وقد حذر معهد "ريفت فالي" للأبحاث في تقرير من "صعوبة تصور كيفية إرغام (الجنرالَين) على وقف العنف" على الرغم من انطلاق المحادثات في جدة. وأكد المعهد أن "كلَيهما ينظر إلى وجود الآخر كتهديد".

كما أنه يمكن للرجلَين المتحاربَين التعويل على ضغائن قديمة للتعبئة من حولهما، بحسب محللين. فخلف صراعهما الدامي هناك أيضًا منافسة بين سكان يحتكرون تاريخيا السلطة والموارد ومكونات أخرى مهمّشة في فسيفساء عرقية في السودان.

وتابع معهد "ريفت فالي" للأبحاث "إذا استمر النزاع، ستزداد فرص تورط أطراف خارجية".

ويذكر أن المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في السودان قد خلفت ما يقرب من ألف قتيل ونحو 840 ألف نازح و220 ألف لاجئ.

لمزيد من الأخبار  حمّلوا تطبيقنا Echaabnews عبر  AppGallery و فعّلوا زر الإشعارات ( Notifications) كي يصلكم كل جديدنا .