يوم تحسيسي حول الصحة والسلامة المهنية : حماية العمل والمؤسسة ثقافة وجهد مشترك
الشعب نيوز / طارق السعيدي - قال المشاركون في اليوم التحسيسي حول الصحة والسلامة المهنية المنعقد اليوم الأربعاء 31 ماي 2023 أن حماية الرصيد البشري مهم وضروري يمثل أولوية للجميع.
وأكدوا أن توفير شروط الحماية يستوجب جهدا مشتركا من أجل ترسيخ ثقافة الحماية والصحة والسلامة لدى المؤسسات ولدى العمال على حد سواء.
وبينوا خلال اليوم المنظم بالشراكة بين الجامعة العامة للبناء والجامعة الوطنية لمؤسسات البناء ان الشراكة مهمة وان الحوار بين الأطراف الاجتماعية يمثل عنصرا دافعا لتعزيز حماية العمال والمؤسسة .
* اهتمام تاريخي
وقال السيد عبد السلام بن عياد الرئيس المدير العام لشركة البناء والتشييد (سوكوباد) ان محور الصحة والسلامة المهنية مثل تاريخيا محل اهتمام الإدارة نظرا لانعكاساته على صحة العمال وعلى واقع الشركة وقال ان الرصيد البشري يمثل أهم رأس مال للشركة ولذلك سعت الى تأمينه وتوفير شروط الصحة والسلامة له.
و شدد السيد عبد السلام بن عياد على ان إدارة الشركة تعتزم مواصلة الاعتناء بهذا المحور وبذل كل الجهد ومواكبة التغيرات من ان توفير مناخ عمل آمن.
وأشار السيد رفيق بن عياد وكيل شركة سوكوباد ان الاهتمام بالصحة والسلامة المهنية انطلق منذ اكثر من ثلاثة عقود وقد ساهمت الشراكات التي اقامتها الشركة مع مؤسسات أوروبية وخاصة ايطالية في لفت الانتباه الى أهمية وخطورة هذا المحور وقال ان المؤسسة حولت ذلك الاهتمام والعناية بالصحة والسلامة إلى ثقافة وسياسة.
وقال ان كل الحضائر تعتمد عل أشد المعايير صرامة في مجال الصحة والسلامة المهنية.
وفسر ان علاقة الإدارة بالعمال هي علاقة اخوة وصداقة على اعتبار ان الجميع يمثل أسرة متماسكة هدفها المصلحة المشتركة وهو ما مكن من نجاحها.
* العمل المشترك
وقال السيد جمال كسيبي رئيس الجامعة الوطنية للبناء والأشغال اليوم يمثل فرصة للتأكيد على العمل المشترك بين اتحاد الصناعة واتحاد الشغل وقال ان الاشكاليات الاجتماعية في القطاع ضئيلة نتيجة الحوار والتشارك.
وقال ان الاتحاد وجامعة البناء كانت سندا للقطاع في مختلف المحطات وخاصة منها مسألة التنافسية وديمومة المؤسسات.
وقال أن السلم الاجتماعية تقليد في تونس وفي القطاع وهي خيار وتمثل نقطة قوة وتعزز تنافسيته مع الخارج.
وفسر ان الاستقرار الاجتماعي يجلب المستثمرين ويعزز مكانة القطاع كما يمكن من تطويره.
وشرح السيد جمال كسيبي أن قطاع البناء مهم اقتصاديا ويتوفر على إمكانيات تشغيلية كبرى غير انه مازال يمثل قطاعا خطر وقال ان الأرقام تشير الى ان 27 بالمائة من الحوادث القاتلة تحصل في قطاع البناء مؤكدا ضرورة العمل على تفادي هذا الامر وذلك عبر جعل الصحة والسلامة المهنية ثقافة لدى الجميع .
واعتبر ان اليوم الدراسي والشراكة بين الأطراف الاجتماعية ستمكن من تطوير واقع الصحة والسلامة في القطاع.
وأشاد السيد جمال الكسيبي بجهد المؤسسات الوطنية في هذا المجال ومنها مؤسسة سوكوباد التي تحترم شروط الصحة والسلامة وتعتني بالعمال.
وقال ان الشركات الوطنية قادرة على تقديم الإضافة للاقتصاد.
* أهداف وتشاركية
وقال الأخ بدر السماوي في كلمة القاها نيابة عن الأخ عثمان الجلولي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الحماية الاجتماعية والقطاع غير المنظم ان الاتحاد العام التونسي للشغل يولي أهمية كبرى لمحور الصحة والسلامة المهنية نظرا لانعكاسها على واقع العمال والمؤسسة.
وقال ان الاتحاد يثمن الجهد الذي تقوم بها الشركات في توفير شروط الصحة والسلامة المهنية كما يثمن الشراكات التي يقيمها الاتحاد مع شركائه الاجتماعيين من أجل التوعية وتطوير الصحة.
واكد انه بقدر ما يثمن الجهد المبذول بقدر ما يعتبر ان العمل مازال طويلا من اجل بلوغ هدف الصفر حادث شغل.
وقال ان نسب الحوادث الشغلية في القطاع مرتفعة في ذاتها ، مرتفعة مقارنة ببقية القطاعات وهو ما يستوجب مزيد العمل.
وأكد على حرص الاتحاد على تطوير واقع الصحة والسلامة مشيرا الى ان الاتحاد يكون النقابيين في مجال الصحة والسلامة المهنية لا فقط للمطالبة بتوفير شروط الصحة من الإدارة بل وأيضا لتوعية العمال على استعمال وسائل الوقاية والالتزام بها.
وقال انه من الواجب أيضا العمل على إيجاد حلول للتشغيل الهش في القطاع الذي يؤرق العمل كما شدد على شكر الاتحاد للقائمين على اليوم التحسيسي على روح التشاركية .
وقال الاخ الطيب البحري الكاتب العام للجامعة العامة للبناء والاخشاب ان تحقيق هدف "صفر حادث ممكن وغير مستحيل وان لتونس الإمكانيات والقدرات لتحقيق ذلك شرط الالتزام والتشاركية.
وشرح الأخ الكاتب العام ان تونس تزخر بالمؤسسات الوطنية القادرة على تحقيق النمو و ان الكفاءات الوطنية والمقاولات الوطنية تتمتع بالقدرة على البناء دون أن تجد حظها في تونس وقال ان لتونس إرث كبير في مجال المقاولات كان سببا في بناء تونس .
َتحدث الأخ الطيب البحري عن وجود أزمة في البلاد َقال أن الجميع يريدون انقاذ تونس وقال ان استمرارية المؤسسات ديمومتها هو معركة القطاع بمختلف الفاعلين فيه. َقال أن الاتحاد يريد للمؤسسات الاقتصادية النجاح والتفوق لأن ذلك سينعكس على واقع العمال مكحرك للنمو والتنمية وقال الأخ جاد بوبكر منسق مشاريع منظمة العمل الدولية بتونس ان قطاع البناء قطاع محرك ضروري وأساسي للاقتصاد وهو قطاع حيوي يتوفر على الكثير من القدرة على تحريك النمو الاقتصادي.
وشرح ان القطاع يستوجب التطوير والعمل من أجل النهوض به في مختلف الجوانب وقال ان الأرقام التي تضمنتها دراسة أعدها مكتب منظمة العمل الدولية في تونس تشير الى ان القطاع ليس في وضع جيد في مختلف الأصعدة.
وقال في الزيارات الميدانية التي يقوم بها فريق منظمة العمل الدولية تثبت الكثير من النقائص في مجال الصحة والسلامة المهنية وقال ان الفريق انهى لتوه زيارة الى تطاوين في الجنوب التونسي حيث مازال محور الصحة والسلامة المهنية ينقصه الكثير.
واعتبر أن القطاع غير جاذب للشباب رغم انه يمثل فرصة لتطوير مسار مهني.
واعتبر ان عدم جاذبية القطاع تفرض على الجميع العمل لمواجهة الاشكال.
وقال ان مشكل القطاع يتمثل في نقص اليد العاملة الكفأة و الإطار الترتيبي والتشريعي الذي يستوجب المراجعة.
وقال ان المنظمة وشركائها في الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة وفي الحكومة التونسية تعمل على حل هذه الإشكاليات عبر جملة من المشاريع المهمة وقال ان منظمة العمل الدولية تؤمن بالقطاع وبإمكاناته وبقدرته على خلق التنمية بمفعول فوري.
وقال إن قطاع البناء وقطاع الفلاحة يمثلان حلا وتنمويا كبيرا.
وقال ان الحضور في اليوم التحسيسي يمثل اطارا مهما للتقدم في مختلف المجالات المذكورة كجهد جماعي .
وقال لطفي محجوب مدير عام تفقدية الشغل والسلامة المهنية إن الشركة تؤمن بثقافة الصحة و َالسلامة َمؤكدا أن القطاع يضم 27 بالمائة من حوادث الشغل و َقال أن شروط الصحة والسلامة المهنية يمكن ان تتوفر شرط تظافر جهود كافة الفاعلين.
* ثقافة ليس تنفيذ قانون
وشرح السيد شكري والي مدير عام تفقدية الشغل ان مسألة الصحة والسلامة المهنية لا تتعلق بالقانون بل بإرادة تطبيق القانون عبر توفر العقلية اللازمة لدى الجميع وقال ان الصحة والسلامة المهنية ليس تنفيذا للقانون بل هي ثقافة وشدد على ان القوانين موجودة ولكنها لا تطبق.
وقال ان هناك عدة امثلة لتطبيق قواعد الصحة والسلامة المهنية ومنها مؤسسة سوكوباد التي تعتبر مدرسة من عقود وفسر ان هذه المؤسسات نجحت في مجال الصحة لانها تمتلك وقال ان الصحة والسلامة المهنية تمكن من ديمومة القطاع وهو ما يفترض تحويله الى قطاع جاذب.
وشرح السيد شكري ان الشراكة بين الأطراف الاجتماعية ايجابية ويمكن البناء عليها لتحقيق نتائج مهمة.
وقال ان العمل الكبير الذي ينتظر الجميع هو العمال على الهامش في القطاع وبين ان هناك عمال يعملون في إطار المناولة في الاعمال المرافقة للبناء وهو ما يستوجب العمل لتدارك هذا الوضع.
وقال ان مؤسسات الدولة المعنية مستعدة لمساندة كل الجهود التي تخدم هذا الهدف.
لمزيد من الأخبار حمّلوا تطبيقنا Echaabnews عبر AppGallery و فعّلوا زر الإشعارات ( Notifications) كي يصلكم كل جديدنا