دولي

قتلى بقصف عنيف جنوب الخرطوم و شرط أمريكي لاستئناف الوساطة

الشعب نيوز / وكالات - أكدت الولايات المتحدة الخميس 1 جوان 2023  أنها ما زالت مستعدة للقيام بوساطة بين المتحاربين في السودان شرط أن يكونوا "جديين" في مسألة الهدنة، بعد انسحاب قوات الدعم السريع من محاذثات جدة. 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية خلال زيارة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى أوسلو: إن الولايات المتحدة والسعودية "مستعدتان لاستئناف تسهيل المحادثات المعلقة لإيجاد حل تفاوضي لهذا الصراع (...) عندما تظهر القوات بوضوح من خلال أفعالها أنها جدية في التزام وقف إطلاق النار".

وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن هناك "انتهاكات خطيرة لوقف إطلاق النار من كلا الجانبين" في النزاع.

وتابع أن "هذه الانتهاكات دفعتنا بصفتنا مسهّلًا لهذه المحادثات، إلى التساؤل بجدية عما إذا كانت الأطراف مستعدة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها نيابة عن الشعب السوداني".

ومساء الأربعاء، أعلن الجيش السوداني، تعليق مباحثات جدة بسبب عدم التزام  قوات الدعم  السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات.

وفي 26 ماي الماضي أعلنت السعودية والولايات المتحدة، اتفاق طرفي النزاع في السودان على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينهما، لمدة 5 أيام إضافية.

ومنذ 15 أفريل  الماضي اندلعت في عدد من مدن السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو  "حميدتي "، راح ضحيتها مئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.

- قتلى جراء قصف عنيف جنوب الخرطوم

 

في غضون ذلك، أعلنت نقابة أطباء السودان، الأربعاء 31 ماي 2023، سقوط 17 قتيلًا وإصابة 106 أشخاص جراء قصف عنيف بمنطقة "ماي" جنوب العاصمة الخرطوم.

وقالت النقابة الطبية (غير حكومية) في بيان، إن "منطقة ماي (سوق 6) شهدت ظهر اليوم (الأربعاء) قصفًا عنيفًا وداميًا، خلف 17 حالة وفاة وأكثر من 106 إصابات، منها 36 حالة احتاجت لتدخل جراحي".

وأشارت النقابة إلى أن عدد الحالات المتضررة من القصف "لا تزال في تزايد".

وأضاف البيان: "عاش الطاقم الطبي في مستشفى بشائر التعليمي الحكومي ضغطًا كبيرًا في التعامل مع الحالات لكثرتها وقلة عدد الطاقم الطبي".

وناشدت النقابة جميع الأطباء والكوادر الطبية الموجودة قرب المستشفى "بتقديم يد العون قدر الاستطاعة لزملائهم المرابطين في مستشفى بشائر، مع مراعاة السلامة الشخصية في التحرك"، وفق البيان.

وفي وقت سابق الأربعاء، تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق بالخرطوم.

- ما هي دلالات تعليق محادثات جدة؟

 

وبشأن إعلان القوات المسلحة السودانية تعليق مشاركتها في محادثات جدة، يعرب الكاتب الصحفي محمد حمدان عن اعتقاده أن هذه الخطوة جاءت لوضع قوات الدعم السريع تحت الضغط السياسي وليس كما يشاع لعدم تنفيذ هذه القوات شروط الهدنة، مشيرًا إلى أن هذا الموقف ليس وليد اليوم، وربما يكون له عوامل أخرى وارتباط بالواقع على الأرض في ظل المعارك التي تدور بين الطرفين.

ويضيف أن البرهان أراد أن يضع الدعم السريع تحت الضغط السياسي وفي مواجهة الرأي العام المحلي السوداني والرأي العام الإقليمي والرأي العام الدولي، وأراد أن يوصل رسالة أن الدعم السريع غير ملتزم بالهدنة، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني لم يلتزم بالهدنة أيضًا.

و يرى حمدان  أن العمليات العسكرية قد تتزايد بين الطرفين خلال الفترة المقبلة، مذكرًا بوقوع اشتباكات مسلحة الثلاثاء في منطقة وسط الخرطوم أو ما يعرف بالمنطقة الإستراتيجية بالنسبة للجيش السوداني، التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع حسب المعلومات المتداولة وبيان قوات الدعم. 

كما يرى أن الموقف الحاسم الذي يجب أن يقوم به الوسطاء بشكل رئيسي، هو ضرورة وجود آليات مراقبة على الأرض، موضحًا أن ما ينقص الوساطة والمطلوب معالجته بشدة خلال الفترة المقبلة، هو رفع التقارير بشكل دقيق جدًا، والبناء عليها لمحاكمة كل طرف أو معالجة أوضاع كل طرف.

وبشأن مبادرة الاتحاد الإفريقي لحل النزاع في السودان، يعرب حمدان عن اعتقاده أن هذه المبادرة ستشكل خطوة إضافية لمبادرة الرياض وواشنطن، لأن الأفارقة لديهم إلمام كاف بقضية السودان، إلا أنه يرى أن المبادرة الأساسية والتي يجب أن تحظى بالدعم من قبل كافة الأطراف على المستوى الإقليمي والدولي هي مبادرة الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية باعتبار أنها قطعت شوطًا كبيرًا في الصراع.

ويخلص الكاتب الصحافي إلى أن توحيد المبادرات مهم أيضًا في اتجاه الدفع بالحل الشامل بالنسبة للسودان وفي مقدمتها وقف إطلاق النار، ومن ثم الانتقال ومعالجة الملفات السياسية في البلاد. 

لمزيد من الأخبار  حمّلوا تطبيقنا Echaabnews عبر  AppGallery و فعّلوا زر الإشعارات ( Notifications) كي يصلكم كل جديدنا