وطني

عائلات دون اجور : ابناء دار الصباح يطلقون صيحة فزع فهل من سامع ؟

الشعب نيوز / ناجح مبارك -  تمر مؤسسة دار الصباح بصحفييها وادارييها وتقنييها بوضع صعب لم تشهده من قبل 72 سنة من عمرها المجيد والمرتبط بالنضال ضد المستعمر وبناء الدولة الحديثة وهي المؤسسة الوطنية التي تعاقب على الكتابة على أوراق صحفها المختلفة والتي أفلت ولم يبق منها الا صحيفة " الصباح" و "le temps "بعد غلق الصباح الاسبوعي والصدى وصباح الخير .

أجور العاملين بالمؤسسة وعددهم 128 عون لم تصرف علاوة على نقص المواد الاولية من ورق وحبر ومستلزمات طبع وهذا ما ينذر بزوالها وكما كتب رئيس التحرير سفيان رجب نيابة عن ابناء الدار فان الجريدة بنسختها العربية والفرنسية مهددة بعدم الطبع والتوقف عن الصدور وظهرت نسختها لهذا اليوم هزيلة ورقيا وسوداء دون الوان وحتى صفحتها الاولى .

صيحة الفزع ستكون مدوية غدا الخميس 15 جوان 2023  وبمقر الدار بالمركز العمراني الشمالي من خلال ندوة صحفية ينظمها ابناء الدار ونقابتهم الاساسية والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على الساعة العاشرة صباحا .

تداول على هذا الملك المصادر 12 مديرا عاما ولم يتخذ هؤلاء الاجراءات المطلوبة للانقاذ، وهذا ما عقد وضعيتها مع المزودين والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومنح الكوفيد لم تصرف والانتقال الرقمي لم يتحقق .

في سياق متصل، اصدرت الجامعة التونسية لمديري الصحف بيانا جاء فيه أنه  " يتأكد يوما بعد يوم قرار الدولة التونسية بالتخلي نهائيا عن عدد من المؤسسات الرمزية للصحافة والإعلام الوطنيين ودفعها الى التوقف النهائي والاندثار، متجاهلة دورها، قديما وحديثا، في بناء الدولة الوطنية وعملها في الاعلام اليومي والتثقيف والتكوين ومرافقة الانتقال الديمقراطي.

 آخر مظاهر هذا التخلي لمسناه اليوم من خلال ما يجري لمؤسسة دار الصباح حيث لم يجد أبناؤها من حل غير الالتجاء، عبر رسالة مفتوحة، الى السيد رئيس الجمهورية، آملين منه، باعتباره الملاذ الاخير، ان يدفع هياكل الدولة الى تنفيذ الاتفاقيات المبرمة في الغرض والتي من شأنها ، في رأي أهل القطاع والشركاء الاجتماعيين، ان تنقذ مؤسسة دار الصباح وغيرها من مؤسسات الصحافة الورقية وان تضمن لها الاستمرار في أداء دورها كمرفق عمومي.

 فلقد يئس أبناء دار الصباح ومعهم ممثلو الهياكل المهنية من تجاهل مؤسسات الدولة وتسويفها ومماطلتها المستمرة وخاصة عدم التزامها بتنفيذ اتفاقيات تم التوصل اليها وميزتها انها لا تكلف الدولة أية اعتمادات اضافية غير تلك التي ادرجتها في ميزانيات مختلف هياكلها.

 من هذه الاتفاقيات، تلك المتعلقة بحوكمة الاشهار العمومي واقتناءات الصحف وخلاص ديون هياكل الدولة والمؤسسات العمومية لفائدة الصحف وخلاص مقابل الخدمات الاتصالية المسداة خلال فترة كوفيد_19 واعتماد مرونة اكبر في علاقة بالجباية والانخراط في الضمان الاجتماعي اضافة الى اتفاقيات اخرى خاصة بكل مؤسسة على حدة."

وحملت الهيئة المديرة للجامعة التونسية لمديري الصحف مسؤولية الوضع السائد في القطاع للحكومة وعبرت عن قلها الشديد ازاء ما آلت اليه الامور في  دار الصباح، وأعربت عن مساندتها المطلقة للزملاء العاملين فيها. وأكدت أنها:

  1. تدعو كل الاطراف المسؤولة في الدولة وذات العلاقة بالجلوس الى طاولة الحوار بحضور ممثلي هياكل المهنة وبحث سبل تنفيذ الاتفاقيات المشار اليها باقصى سرعة، من جهة، ضمانا لبقاء دار الصباح وغيرها من الصحف، ومن جهة أخرى، التفكير المشترك في الحلول الضامنة لإنقاذ القطاع برمته واستمرار مؤسساته.
  2. تطالب وزارة المالية باعتماد اقتطاع مرن لمعاليم الجباية على المبالغ الراجعة لدار الصباح من الخدمات التي تسديها للمؤسسات العمومية وذلك لضمان اقصى ما يمكن السيولة اللازمة للعمل. كما تدعو وزارة الشؤون الاجتماعية الى اعتماد نفس المرونة عند اقتطاعها معاليم خلاص الضمان الاجتماعي.
  3. تطلب وبإلحاح شديد من الكرامة القابضة صرف أجور العاملين في المؤسسة فورا في انتظار التوصل الى حلول دائمة.