مهرجان خليفة السطنبولي للمسرح بالمنستير: جمالية السينوغرافيا تميز مسرحية « العمى »
الشعب نيوز / كاظم بن عمار - واكب مساء أمس الإثنين 19 جوان 2023 جمهور الفن الرابع بالمركب الثقافي بالمنستير في إطار مهرجان خليفة السطنبولي للمسرح الذي يتواصل إلى غاية السبت 24 جوان 2023 الجاري عرض مسرحية « العمى » للمخرج أمير العيوني واقتباس حرّ لرضا بوقديدة عن نص للكاتب البرتغالي خوزيه دي سوسا سراماغو وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بجربة.
وكان عنصر السينوغرافيا المبهر أبرز ما شد الجمهور خاصة في بداية العمل وخاتمته، فقد أجمع المسرحيون والجمهور الحاضر إثر العرض ممن ناقشوا العمل إثر العرض، على وجود متعة رهيبة في الصور والألوان والإضاءة.
واعتبر البعض أنّ هناك لعب الممثلين يفتقد للعمق والحركة بسيطة، مع وجود نسق بطيء في حركة الممثلين التي لا تشد انتباه المتفرج لذلك وجب العمل على تطويرها. ولاحظ المسرحي كمال العلاوي الذي أدار حلقة النقاش،أن جميع الشخصيات الموجودة في العمل، تبحث عن ذواتها وعن هويتها وذلك حتى لو في الموت والشر.
ومسرحية « العمى » هي أوّل إنتاج لمركز الفنون الدرامية والركحية بجربة للكهول بعد تجربة في مسرح الأطفال وهي تجمع أجيالا مختلفة من خريجي المعهد العالي للمسرح.
وانطلقت فكرة إعدادها منذ قراءة أمير العيوني لرواية ساراماغو « العمى » خلال فترة الحجر الصحي.
وتطرح الرواية ماهية الإنسان وكيف أنّ انسانيته أصبحت تنحدر إلى مراتب أقل من الحيوانية وهو ما وقع الاشتغال عليه في المسرحية إذ لا مكان للإنسان خارج الحضارة والثقافة والمدنية حسب تصور المخرج، الذي بين أن المسرحية اعتمدت على الكتابة مع الممثل فوق الركح وعلى حركة الممثل وانطباعات الصورة وارتسامها لدى المتلقى وهو مقترح جمالي مفتوح فيه الكثير من المجازفة.
ولايصال فكرته بدأ أمير العيوني تدريجيا بالمكوّنات الركحية فجرد الركح إلاّ من الأساسي فحركة جسد الأعمى هي التي تفترض ما هو موجود في الركح من ذلك أن « السقالة » هي تذكير بالمسرح وهي برج المراقبة وأيضا الشاحنة التي نقلت عليها المجموعة. وأصبحت السقالة تقسم الأماكن داخل فضاء الملجأ، وهناك حركية الأًسِرة مع حركة الممثل في السينوغرافيا.
ويعتبر المخرج أنّ « الفن هو الشكل، والشكل هو الذي يحكي المضمون » مؤكدا أنّه في أعماله « غير مناسباتي »، إلا أنّ نص ساراماغو قلب كيانه، وفق قوله، فاتخذ من العمى والحجر الصحي تعلة للتساؤل عن الإنسانية».