أجورهم بين 50 و 85ألف دينار : فنانونا يستقطبون جماهير المسارح بأي ثمن و بأي مضمون ؟
الشعب نيوز / ناجح مبارك -
* يكسر فنان الداخل قاعدة "قنديل باب منارة"
رفض الفنان زياد غرسة أن يعتلي مسرح سيدي منصور الفضاء الامثل لمهرجان صفاقس الدولي قبل ان يقبض 50 الف دينار لقاء الغناء مع فرقة محدودة العدد اما الفنان صابر الرباعي فقد أكد للشعب نيوز ان أجرة 85 الف دينار هي الحد الادنى للحفلات المبرمجة في تونس وضواحيها .
ولكن لا صابر ولا زياد قد وقفوا عند أهمية عدد الجمهور في حفلات هذه السنة بل ان فنانين صاعدين مثل نوردو ومرتضى قد ألهبوا المدارج بين قرطاج والمسارح الصغرى فهل تغيرت نظرة هيئات المهرجانات لفناني الداخل وقطعت مع نظرية "يعني"؟ هل ان جماهير المهرجانات تعرف كيف تقبل على فنانيها ولن تدفع الثمن الا للفنان الذي يستحق ؟ وهل ان الشباب الصاعد من مرتضى الى رؤوف ماهر له مستقبل في فضاءات قرطاج والحمامات وغيرها ؟
* محفل حافل و جمهور متقلب
وإن اختلف النقاد مثل الجماهير الحاضرة بين "متبرم "وساخط على العرض فان "محفل "الفنان الفاضل الجزيزي ذاته والذي افتتح به مهرجان قرطاج الدولي في دورته السابعة والخمسين استقطب بدوره الالاف المؤلفة من الجماهير وغنمت ادارة المهرجان منه 150 الف دينار على حد تأكيد صاحب ال"محفل "وهو الذي جمع أكثر من عشرة فنانين مختلفي الهويات الفنية والابداعية مثل علي الجزيري وهيثم الحذيري ونور شيبة ومن الاصوات التي تحتفي بأعراسنا في الجهات الداخلية ومنها جربة حيث "نبت " العمل حسب تأكيد الفنان الفاضل الجزيري .
كان ثمة تخوف من إنعكاس عرض حفل الافتتاح على تقبل الجمهور للعروض التونسية التي عقبت حفل "محفل" للفنان المذكور ولكن هذا الجمهور كذب التوقعات بعد ان أقبل على حفلات "مرتضى "أولا وهو الذي تقاسم ركح قرطاج مع الفنان المغربي "دوزي" اذ تفاجىء الفنان مرتضى الفتيتي بحضور جمهور قياسي حفظ أغانيه التي خرجت من دائرة بث التلفزيون الى القناة الخاصة على "اليوتيوب "فكانت أغاني "2000كتاب" و"انا اللي بغيت" و"بورا بورا"وعدة عناوين اخرى .
* تذكرة عبور المهرجانات الاخرى
وإن قطع الفنان مرتضى الفتيتي" تذكرة العبور "إلى المسارح الاخرى خارج قرطاج في "ليلة الجمهور "كما أكد على ذلك بعد الحفل فإنه عانق النجاح الجماهيري أينما حل بين المنستير والقيروان مسقط رأسه وسوسة مما ينبئ بحضور لافت له في السنوات القادمة .
وإشارة أخرى أعطاها مرتضى لفنان آخر يعتلي ركح قرطاج لأول مرة وهو الفنان رؤوف ماهر الذي قدم "صنديدة" معرض متكامل أبهر الجمهور على مستوى المحتوى بأغاني ذات نفس تراثي جنوبي تتغنى بالعزة والفحولة والقوة والدفاع عن العرض والشرف وهي قيم تحتاج الى التذكير في مجتمعنا هذا مع سينوغرافيا وإخراج للفنان المسرحي أنور الشعافي وهو الذي أعطى زخما لعرض رؤوف ماهر كما أن بصمة أنور الشعافي كانت حاضرة في عرض "نوستالجيا "أو حنين للفنان ربيع الزموري وهو الذي إجتهد في تذكير الجمهور المحترم عددا ونوعية لتذكيره بأغاني المسلسلات والسلسلات الهزلية التي أثرت خزينة التلفزة الوطنية على مدار عقود .
و إن كان رؤوف ماهر ومرتضى قد أقنعوا الجمهور بألوان جديدة من الاداء لأغاني وترية في أصلها فإن الوافدين الجدد من عالم" الراب" مثل الفنان نوردو أو مروان الجبالي قد استقطبوا الالاف المؤلفة من الجماهير القادمة على عجل للاستمتاع بنوعية أخرى من الاغاني ذات المنحى الاجتماعي والملتصقة بمشاغل الشباب" الان وهنا" وهي مشاغل تهم الحب والغيرة والهجرة والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر وكل فنان راب يعبر عنها بطريقته ولم يؤثر الخلل الصوتي على محتوى سهرة نوردو الذي برمج بعد قرطاج عروضا اخرى هنا وهناك في المهرجانات والحفلات الخاصة .
* أصوات للتأكيد كل سنة
وإن كانت عروض صيف 2023 هي عروض الاكتشاف و"التعبئة "لفنانين صاعدين سينتهجون طريقهم الى المهرجانات خلال السنوات القادمة ويفندون مقولة "قنديل باب منارة ما يضوي كان على البراني " فإن أصوات أخرى أكدت على دوام عروضها وجمهورها من مهرجان الى آخر ومن ذلك الفنان صابر الرباعي فرغم سنوات الفعل منذ حفلات قرطاج ذات صيف مع" باطام " فإن قاعدته الجماهيرية لاتزال تتسع بالرغم من تكرار أغاني نجح بها من ذلك "يا للا "وصيد الريم "و"داي من الطفلة العربية "و"خلص ثارك "والكوكتال التونسي مثل الشرقي كوصفة جاهزة يلهب بها جمهوره .
القيمة الفنية للفنان صابر الرباعي متناغمة مع القيمة المالية لعروضه والتي ترتفع من سنة الى أخرى لتصل 85 الف دينار (وهو كاشي يلتهم احيانا جزء هام من ميزانية المهرجان مثل حال باجة وصفاقس ولكنه بالمقابل يعد متنفسا لخزينتها ) وهي كلفة اقل وبالدينار التونسي مقارنة بمئات الملايين بالدولار والتي يتقاضاها الفنانين العرب والاجانب ومنهم الفنان السوري ناصيف زيتون خريج ستار اكاديمي الذي ملأ قرطاج وشغل جمهوره خلال حفل الاسبوع الماضي او الفنان اللبناني راغب علامة المبرمج لليلة الخامس من أوت امام شبابيك مغلقة وذلك قبل حفل الفنان صابر الرباعي يوم 11 أوت وحفل الاختتام مع الفنان المصري محمد حماقي يوم 19 أوت وكلها امام شبابيك مغلقة بعد ان نفذت كل التذاكر أسابيع قبل العروض.
* الجبالي ينجح من الحمامات
ومن الفنانين التونسيين من إختاروا العمل من خارج أسوار قرطاج وأسراره ومنهم الفنان محمد الجبالي الذي أكد للشعب نيوز على أهمية تنويع العروض والربط بين الموسيقى والمسرح في عروضه من الحمامات حيث إفتتح سلسلة جولته الى باجة وجندوبة والمنستير وغيرها حيث يجمع بين أغاني ناجحة في رصيده ومقاطع من مسرحيات هزلية أعدها .
اما الفنان زياد غرسة فكان فنان "البرستيج "يهرع اليه مديري المهرجانات لحفلات الافتتاح والاختتام من صفاقس إلى قفصة مع مروره السنوي القار بمهرجان المالوف بتستور وذلك بالرغم من كلفة عرضه الباهضة وفي حدود 50 الف دينار .
هكذا يكسر الفنان التونسي القاعدة "قنديل باب منارة٠٠٠"