وطني

خيام في أنهج اسبانيا وديغول وروسيا تزيد في غربة المكان وفي غرابة الصامتين عن الفوضى

 الشعب نيوز/ رمزي الجباري - لماذا كلّ هذه الفوضى التي تعمّ أهمّ شوارع العاصمة.. ولماذا يحصل كلّ ذلك ولمصلحة من؟! أن يعمّ الضجيج وتنتصب الخيم في العاصمة التي هي رمز المدنيّة؟ ومن أين جاءت كلّ تلك البضائع والسلع ومن أين وصلت «الكراسات» على اختلاف ألوانها وأرقامها وأوزانها؟

يبدو أنّ حلّ جهاز الشرطة البلدية ساهم بشكل من الأشكال في التقصير وعمليّات انتصاب الخيام في نهج اسبانيا والأنهج الفرعية الواصلة إليه ـ لكنّ أين ذهب أعوان الأمن مرجع النظر في غياب جهاز الشرطة البلدية ومن سمح لهؤلاء بنصب الخيام والأغرب اتخاذ تلك الأنهج ليس للانتصاب فقط وإنّما كسكن ـ زوروا المكان ليلا والأكيد أنّكم ستتوقفون أمام عديد الأشياء الحاصلة هناك!

نعود من حيث بدأنا لنتحدّث عن أسعار عديد المواد الموجودة في هذه «النصب العشوائية» لنؤكد أنّها أقل بكثير من تلك التي تُباع في أماكن وفضاءات أخرى ـ نقول هذا في علاقة بالأسعار وليس بجودة المنتوج المعروض!!  

الحقيقة هي مشاهد مقرفة تزيد في غربة المكان وفي غرابة الصامتين عن الفوضى الذين يفترض أنّه موكول لهم أمر المقاومة بحكم المسؤولية الوظيفية وهي محاربة الانتصاب الفوضوي والدفاع عن المنتوجات الوطنية والدفاع عن أصحاب المحلات التجارية المنتصبين بأنهج اسبانيا وشارل ديغول وجمال عبد الناصر وفرحات حشاد وروسيا ممّن يدفعون الأداءات بصفة منتظمة دون أن تتوفّر لهم أدنى درجة من درجات المنافسة الشريفة ولو أنّ الذي يتحدّث على مثل هذه المنافسات يبقى كمن يحرث في البحر ـ

على كلّ حال، الواجب يفرض على السلط الأمنية واجب التدخل ليمكن المارّة من حقّهم على الأقل في التجوّل والتنقل ـ إذ أنّ المار من هناك سينزعج وسيبدي امتعاضه من هذا المشهد المقزز ـ لكنّه سينعت بأبشع النعوت إن لم يتعرّض للتعنيف ـ فلماذا يحصل كلّ هذا يا أولي الأمر فينا ؟ـ انقذونا.

* نشر في الشعب الورقية عدد 1760 بتاريخ 24 أوت 2023، تصوير: منتصر العكرمي