دولي

ايقاف كوميدي لبناني بسبب فيديوسخر فيه من اوضاع جنود اضطروا للعمل في خدمات التوصيل

بيروت / وكالات - أشعلت مقاطع من عرض لأحد الفنانين الكوميديين الجدل عبرمواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، وانقسمت آراء المعلقين بين الداعين إلى معاقبته والمؤمنين بأنّ ما قاله يندرج ضمن حرية التعبير، في الوقت الذي تتزايد حملات التحريض والدعوات إلى "حماية القيم والمجتمع".

وبدأ الهجوم على الكوميدي نور حجار، الأسبوع الماضي، بعدما انتشرمقطع فيديو من أحد عروضه يسخر فيه من الأوضاع الاقتصادية لجنود الجيش اللبناني حيث دفعت الكثيرين منهم للعمل سائقين في خدمات توصيل الطلبات.  

أدّى ذلك إلى استدعاء نور حجاز من طرف الشرطة العسكرية، الجمعة الماضي، وإخضاعه لتحقيق استمرّ إحدى عشرة ساعة، قبل أن يطلق سراحه، من دون إغلاق الملف. كذلك، استدعي المسؤولون عن مسرح أوكوورد، الذي استضاف عرض نور حجار، ومثلوا بدورهم، الاثنين، أمام الشرطة العسكرية.

وزادت الأمور سوءاً بالنسبة للكوميدي، بعد انتشار مقطعٍ من عرضٍ آخر له يتطرق فيه إلى سورٍ من القرآن الكريم.

وأثارت المقاطع غضب عددٍ من الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أن كلام حجار "يمسّ بمقدسات المسلمين" و"يستهزئ بآيات القرآن الكريم"، ودعوا إلى "معاقبته"، مطالبين المؤسسات الدينية الرسمية بالتدخل. مع العلم أنّ تاريخ تسجيل الأمسية يعود إلى العام 2018، أي قبل خمس سنوات.

وبالفعل، تقدم القاضي الشرعي، الاثنين، بإخبار ضد نور حجار أمام النيابة العامة الاستئنافية في بيروت بحجة "استهزائه بآيات من القرآن الكريم"، وكذلك ضدّ منصة سينيموز التي تعرض الحلقة، وتمّ تحويله بلاغه إلى مكتب الجرائم المعلوماتية للتحقيق.

وتواصلت البلاغات بحقّ نور حجار الثلاثاء، بعدما تقدمت دار الفتوى، بإخبار إلى النيابة العامة التمييزية ضدّ الكوميدي، يتهمه فيه بارتكاب "جرائم تمسّ الدين الإسلامي" و"بإثارة النعرات الدينية والطائفية" و"الاستهزاء بالقرآن الكريم والنيل من الوحدة الوطنية".

ودعت دار الفتوى في بيانٍ رسمي إلى "إجراء المقتضى القانوني اللازم بحقّ نور حجار"، الذي "يتناول القرآن الكريم بطريقة ساخرة ومشينة في مقاطعه المسرحية... ويعرّض السلم الأهلي للمخاطر".

وفي وقتٍ لاحق من الثلاثاء، أوقف نور حجار بقرار من النائب العام التمييزي، ونقل إلى قسم المباحث الجنائية في وزارة العدل للتحقيق.

وإثر انتشار الخبر، تداعى ناشطون للاعتصام أمام قصر العدل للمطالبة بالإفراج عن نور حجار، وعبّر الكثيرون عن غضبهم من قرار توقيفه، معتبرين أنّ ما يجري محاولة للقمع والحدّ من حرية التعبير. فيما قام آخرون بنشر الفيديو الكامل من غير اقتطاع، ليبيّنوا أنّ كلام الكوميدي "لا يحوي إهانة للمقدسات".