وطني

أوجه المقارنة بين الحكومة المصغرة لسنة 1956 وأي حكومة مصغرة في 2021 ؟(3)

يعمد العديدون الى الاستدلال بأول حكومة كونها الرئيس الحبيب بورقيبة في 1956 على أنها نموذج الحكومة المصغرة الذي يمكن النسج على منواله في هذه الأيام.

للتذكير فان الحكومة التي عينت في افريل 1956 تكونت من 17 عضوا منهم الرئيس الحبيب بورقيبة الذي جمع الوزارة الأولى ووزارتي الخارجية والدفاع فيما عين المنجي سليم ومحمد المصمودي كوزيري دولة بدون حقيبة باعتبارهما كلفا بملف المفاوضات مع فرنسا.

اما من حيث الـوزارات فقد حوت التقليدية منها وهي الخارجية والدفاع والداخلية والعدل والبريد (والبرق والهاتف) والفلاحة والاقتصاد الوطني والمالية والإسكان والاشغال العامة والتربية والشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية والصحة والاخبار. وبمقارنة هذه الحكومة بأخر حكومة عندنا لا نجد وزارة المرأة ولا نجد وزارة التكوين المهني والتشغيل ولا نجد وزارة السياحة ولا كذلك وزارة الاستثمار والتعاون الدولي ولا وزارة التجارة ولا وزارة الشؤون الدينية ولا وزارة الوظيفة العمومية ولا وزارة السياحة والصناعات التقليدية ولا وزارة أملاك الدولة ولا كذلك وزارة التجارة ولا وزارة الصناعة ولا وزارة المناجم والطاقة ولا وزارة الثقافة أيضا ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

طبعا حافظت وزارات السيادة – الخارجية والداخلية والدفاع والعدل- على اختصاصاتها تماما مثل البريد والصحة والشباب والرياضة والفلاحة والمالية. أما بقية الوزارات فقد نشأت منها وزارات مختصة واهم  وزارة أم هي وزارة الاقتصاد الوطني التي نشأت من صلبها وزارات السياحة والاستثمار والتجارة والصناعة والمناجم والطاقة. ومن وزارة الشؤون الاجتماعية نشأت وزارة التكوين والتشغيل ووزارة المرأة. ومن وزارة التربية نشأت وزارة التعليم العالي. ومن الوزارة الأولى نشأت وزارة الوظيفة العمومية ووزارة الشؤون الدينية.

وللعلم فان وزارة الاشغال العامة كانت تهتم بالطرقات وبما نسميه اليوم النقل نظرا للعلاقة الوطيدة بينهما وأصبحت اليوم تسمى التجهيز بينما تهتم وزارة الإسكان بالتهيئة الترابية وبناء المساكن.

نشير في الأخير الى ان وزارة البريد والبرق والهاتف هي التي تسمى اليوم وزارة تكنولوجيا الاتصال، فيما الحقت الاخبار في مرحلة أولى بوزارة الثقافة التي أنشئت سنة 1961 ثم حذفت في سنة 2011 والحقت مصالحها بالوزارة الأولى/ رئاسة الحكومة.

حمدي البرجي