ثقافي

فيلم " وحلة" يستحق كل التشجيع على أمل تجاوز كل المعالجات التبسيطية

الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم -  بعد عرضه ضمن المسابقة الرسمية لأيام قرطاچ السينمائية  بدأ عرض الفيلم التونسي "وحلة" في صالات العرض إبتداءآ من الكوليزيه للنقاد وسينما المعهد الفرنسي لعشاق السينما .

الفيلم هو العمل الدرامي الطويل الأول للمخرج نادر الرحموني  الذي أستطاع حشد عدد من الممثلين المعروفين كنجوم شباك لكي يقدموا أدوار غير تقليدية بالنظر لأعمالهم السابقة بالإضافة  للممثلين الشابين محمد مراد و فارس عبد الدايم .

الدراما السيكولوجية موضوع متواتر في السينما وهي عملية صعبة سواء في الكتابة للسيناريو أو الإخراج او التمثيل ذلك لإن الشخصيات مركبة وتحتاج لمهارة وخبرة في كتابتها وتمثيلها .

الموضوع الذي أختاره المخرج لعمله الأول هو دراما عائلية تتضمن أب ميسور و مسيطر وأم جميلة لاتعمل وخاضعة و إبنين ذكور احدهما منفلت يرتاد الحانات ويبدل الصديقات آسبوعيآ،وينتهي به الأمر لإدمان الهيروين والآخر منتظم في دراسته للطب وفي نفس الوقت مولع بالموسيقى ويعزف على القيتار الإبن المنفلت هو محبوب والده والإبن المحافظ هو محبوب أُمه ويشاركها أحزانها  وبينما الاسرة تعيش الحياة الروتينية للطبقة المتوسطة العليا تنتابها الحمم النفسية فالأم تعيش الإكتئاب والإبن المنضبط يقع في حب رومانسي لزميلته في الدراسة "ليلي" المخطوبة من آخر ويتسبب ذلك فى التجاءُه للطبيب النفسي صديق الأسرة والذي يعاني هو نفسه من حالة حب ضائع بوفاة محبوبته الذي يذهب دوريآ لوضع باقات الزهور على قبرها .

ينتهى أمر الأسرة إلى إفتراق الوالدين ويصبح الفتى الطائش عاقلآ يرعى صحة والدة الهرم والفتى الملتزم يصبح هيبيآ يعود للموسيقى ويقابل في النهاية حبيبته السابقة وهى تصطحب صغيرها الذي أنجبته مع من كان خطيبها وأصبح زوجها بالعقل .

الموضوع بكامله  إعتيادي ومطروح من أيام رومانسيات السينما المصرية في الستينات لكن  المعالجة الفيلمية مالت للتبسيط المُخِل للمعنى وتفسير التحولات السيكولچية الحادة دون تسويغ مريح للفهم كان لهذا تأثير ملحوظ على الممثلين الكبار الذين مثلوا ببرود ظاهر وهم في ذاكرتنا الفيلمية لديهم أدوار هامة مشحونة بالعاطفة والتأثير الدرامي القوي لكن بإعتباره العمل الدرامي الأول لمخرجه فهو يستحق كل التشجيع على أمل تلافي السلبيات التبسيطية في أعماله القادمة وخاصة إن عملية إنتاج فيلم روائي طويل صارت مسألة مرهقة في تونس في ظل شُح الموارد المالية وهروب المنتجين للمسلسلات التلفزية المضمونة الربح.. وتقلص أعداد دور العرض السينمائي .