وثائقي

الهادي الغضباني يكتب عن "وجوه ومواقف نقابية في الذاكرة" (6): رقم نقابي فاعل طوال خمسين سنة

أنا انتمى إلى جيل النقابيين التونسيين الذين عايشوا مسيرة الاتحاد العام التونسي للشغل منذ السبعينات من القرن العشرين إلى وقتنا الحاضر اي العشرينات من القرن الواحد والعشرين..

انا رقم من بين الأرقام التي شهدت الفعل النقابي وفعلت فيه طوال خمسين سنة. اقول رقما لان اسمي مدرج ضمن من انخرطوا في الاتحاد وناضلوا وتحملوا المسؤوليات فيه وكأني عابر سبيل او كائن نقابي بالصدفة. فالأجيال القيادية المتعاقبة تعتبر نفسها جاءت لتجبّ ما قبلها، يقودها في ذلك قول أبي العلاء المعري:

واني وان كنت الاخير زمانه *** لات بما لم تستطعه الأوائل.

ان من يكتب عن تجربة خاضها في الاتحاد العظيم لا شك واقع في شباك الذاتية واحلال الذات محل الموضوع.

سي الحبيب عاشور

لم يصدر إلى حد اليوم كتاب عن هذا الرجل النقابي والوطني الكبير فيما اعلم.

كيف عرفته؟

كنت طالبا سنة 1972. كان بعض الطلبة المتسيسين يسارا يبثّون كراهيته باعتباره ندد بالحركات الطلابية المعارضة للنظام واتهمها باللاّ وطنية منتصرا للبورقيبية. هكذا.

في عام 1975 شاركت في اضراب صنف من الأساتذة فعاقبني ضمن من عاقب بتجميد نشاطي النقابي تحت طائلة الفصل 14 من قانون الاتحاد الذي يخول له ذلك..

لكنه، رحمه الله، رفع عني ذلك القرار عندما اخذت السلطة تكشر عن انيابها لضرب الاتحاد سنة 1978.

الحلقة القادمة: سي الحبيب عاشور في القصرين