آراء حرة

ما هذه المفارقة: لماذا احتشد اليهود في الكابيتول الأمريكي من أجل فلسطين

تحت العنوان أعلاه، كتبت بولينا كونوبوليانكو، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، حول خروج يهود بمظاهرات مناصرة للفلسطينيين في واشنطن. وجاء في المقال أن واشنطن تغرق بشكل متزايد في الفوضى.

فلا يزال مجلس النواب الأمريكي غير قادر على انتخاب رئيس له، وقد نُظمت مظاهرة كبيرة لدعم الفلسطينيين في الكابيتول، يوم الأربعاء. والمثير للدهشة أن الاحتجاج تم تنظيمه من قبل مجموعتين يهوديتين يساريتين: الصوت اليهودي من أجل السلام (JVP) وIfNotNow.

من المهم أن نفهم أن المنظمات اليهودية الأمريكية هي التي نظمت المظاهرة المؤيدة للفلسطينيين. وهذه قنبلة موقوتة حقيقية لواشنطن، خاصة الآن (باعتراف عدد من المحللين). والحقيقة هي أن JVP وIfNotNow تعرضتا لانتقادات من قبل مجموعات يهودية أخرى. على سبيل المثال، لم يكتفوا بإطلاق وصف معاداة السامية على "الصوت اليهودي"، بل واعتبروها خائنة.

ويؤكد بعض المحللين السياسيين الأمريكيين أن تصرفات ومواقف JVP مجرد مؤشر واحد على تناقض استقطابي أوسع داخل المجتمع اليهودي الأمريكي ككل. وتجدر الإشارة إلى أن الاستقطاب، الآن، ليس فقط داخل الجالية اليهودية، إنما وفي الدوائر السياسية داخل الكونغرس. وقد قارنت الممثلة الجمهورية مارغوري تايلور غرين الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين بأعمال الشغب التي وقعت في الكابيتول في 6 جانفي 2021. على العموم، هي مشابهة، إنما الدافع مختلف.

والآن تمكنت الشرطة الأمريكية من إخماد الحريق. وبحسب JVP، اعتقل ضباط إنفاذ القانون "حوالي 500 يهودي" يوم الأربعاء. وبحسب المنظمة ذاتها، فإن “10 آلاف من أنصار هاتين الحركتين خرجوا إلى الشوارع يوم الاحتجاج". ولكن يجدر التأكيد، هنا، على ما يجري إطفاؤه بالضبط، وليس ما يخمد بالكامل.