دولي

صحفيو غزة..يأكلون وجبة واحدة، لا يشربون الماء والسوائل ويحتاجون 5 ساعات لقضاء الحاجة

 غزة - معا - أكد العديد من الصحفيين العاملين في مدينة غزة لتغطية الحرب الاسرائيلية على القطاع انهم يعيشون ظروفا استثنائية وغير انسانية في ظل تهديد دائم على حياتهم وهم الذين فقدوا نحو 22 صحفيا من زملائهم بين اكثر من 7 الاف مواطن قضوا بفعل صواريخ الاحتلال المنطلقة من الطائرات الإسرائيلية منذ السابع من الشهر الجاري .

حياتك أهم من الخبر صحفيو غزة..يأكلون وجبة واحدة، لا يشربون الماء والسوائل ويحتاجون 5 ساعات لقضاء الحاجة

أهم قواعد العمل الإعلامي ( حياتك أهم من الخبر) فالصحفي مطالب ألا يعرض حياته للخطر في سبيل الخبر وهذا المفهوم المهني سليم الا ان المهنية هنا في فلسطين بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص لا يمكن فصلها عن الوطنية والانتماء لهموم وهمة الحالة العامة لان الحالة الاعلامية لم تكن يوما انعزالية ولذلك تتجلى المهنية مع الوطنية وهذا له اثمان .

من بين الأمور الحياتية التي قد تبدو صغيرة وسط المجازر الاحتلالية هي " قضاء الحاجة" بالبعد الآدمي البيولوجي حيث ترك الصحفيون مكاتبهم بعد قصف أكثر من 50 مؤسسة اعلامية وتركوا بيوتهم بعد قصف أكثر من 20 منزل صحفي كان آخرهم منزل الزميل وائل الدحدوح مراسل الجزيرة الذي فقد زوجته وابنائه بقصف الطائرات الاسرائيلية لمنزله .

5 ساعات لقضاء الحاجة

يتواجد حوالي 80 من الصحفيين والصحفيات والطواقم الإنتاجية في محيط مستشفى الشفاء وفق تقديرات بعض الزملاء وهؤلاء الصحفيون ضاقت عليهم السماء والارض ولم يجدوا الا أطراف مستشفى الشفاء التي بها وفي محيطها الاف من المرضى والنازحين ممن تقطعت بهم السبل وفقدوا بيوتهم إضافة للطواقم الطبية والإغاثية حيث لا يتوفر بالمستشفى سوى عدد محدود من " المراحيض" هي اصلا مخصصة لعدد محدود من المرضى .

وقال الصحفي وسام زغبر وسط ذلك تجد ان لزاما عليك حجز دور حقيقة قد يمتد الى 5 ساعات واكثر حتى تتمكن من " قضاء الحاجة" بفعل زحمة المكان.

وجبة واحدة بلا ماء

كما اشار الصحفي عادل الزعنون من وكالة الأنباء الفرنسية الى ان العديد من الصحفيين يتكيفون مع الواقع من خلال التقليل قدر الإمكان من شرب الماء او السوائل وكذلك الاكتفاء بوجبة واحدة تحسبا لصعوبة إيجاد " مرحاض" من جانب وتحسبا من الانشغال بحاجة ادمية لساعات في سبيل قضائها وترك الميدان في ظل استدامة القصف وتوالي الأحداث .

فإذا كان هذا حال الصحفيين في غزة الذين كفل لهم القانون الدولي والمواثيق الاممية الحماية وحرية العمل فما بالكم بحال الشعب الأعزل الذي يتعرض للذبح أمام الشاشات ومجالس الأمم التي رفضت حتى اللحظة قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في إشارة لتشريع تلك النظم السياسية التي تمثل اممها باستمرار قتل شعبنا الفلسطيني .

صحفيو غزة.. بين ظروف عمل خطيرة وقلق على عائلاتهم 

غزة / وفا - بعدما اضطروا للفرار من غارات طائرات الاحتلال الاسرائيلية على مدينة غزة، يقوم مئات الصحفيين الفلسطينيين بتغطية العدوان المتواصل على القطاع، منذ السابع من أكتوبر الجاري، مجازفين بحياتهم في ظروف مروعة.

نصب صحفيون خياما في باحة أحد المستشفيات لتشكل قاعة التحرير نهارا ومأوى ليلا، ويعمل بعضهم لوسائل إعلام محلية وآخرون لدى الصحافة الدولية، لكنهم يعيشون نفس المعاناة لاداء عملهم منذ بداية العدوان.

24 استشهدوا

وبحسب نقابة الصحفيين الفلسطينيين، استشهد 24 صحفيا جراء غارات طائرات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من الشهر الجاري.

عند بدء العدوان كانت وسائل الإعلام الموجودة في الأراضي الفلسطينية تعمل من مكاتبها في مدينة غزة، إلا أن القصف الإسرائيلي الكثيف الذي دمر عدة أبراج، أجبرهم الى المغادرة مع فرقهم الى الجنوب، رغم ان الغارات الاسرائيلية لا توفر أي منطقة آمنة.

واستقر مئات الصحفيين  بينهم فريق فرانس برس في مدينة خان يونس في خيم نصبت في باحة مستشفى ناصر، وحين لا يكون لديهم تقارير لإعدادها، تستخدم الخيم "كقاعة تحرير" وينامون فيها ليلا إذا كان صوت القنابل يوفر لهم فترة هدوء ليغمضوا عيونهم.

تعج باحة المستشفى باستمرار بنساء ورجال يرتدون سترات واقية من الرصاص كتب عليها "صحافة" بالانكليزية، ويضعون خوذات على رؤوسهم فيما تتكرر عمليات القصف بالقرب من المستشفى وتكون دامية في معظم الأحيان.

ظروف النظافة صعبة

ويؤوي مستشفى ناصر أيضا في باحته وأقسامه المختلفة أكثر من 30 ألف فلسطيني نزحوا بسبب العدوان على قطاع غزة.

واذا كان الصحافيون تمكنوا بفضل مولدات الكهرباء في المستشفى من شحن الهواتف وأجهزة الكمبيوتر والكاميرات وغيرها من المعدات، فإن ظروف النظافة الشخصية صعبة. وغالبا ما تُقطع المياه الجارية وبسبب عدم وجود قاعات استحمام، يغتسل كثيرون في المراحيض.

وفي الخيام، ينام البعض على فرش أو على الأرض، ويغطون أنفسهم بسترة أو كنزات. وللحصول على بعض الخصوصية، ينام آخرون وخصوصا النساء في سياراتهم المتوقفة في باحة المستشفى.

هدى حجازي (25 عاما) تحمل الجنسية الاسبانية هي وعائلتها وتعمل مراسلة للتلفزيون الاسباني منذ عام 2018، قضت حياتها في اسبانيا قبل ان تعود مع عائلتها الى غزة قبل خمسة أعوام. تعمل من داخل مستشفى ناصر بينما بقيت عائلتها في غزة لعدم توافر منزل يلجؤون اليه.

تقول هدى لوكالة "فرانس برس": "هذه أول حرب أغطيها بهذا الحجم، الوضع مأساوي لم أر عائلتي منذ أسبوعين". مضيفة "حين طلبت اسرائيل التوجه الى الجنوب، قررت أن أبقى مع عائلتي لانهم أهم من العمل. بعد يومين اطمأننت عليهم وجئت هنا، لكنني أفكر بهم طيلة الوقت وهذا يزيد الضغط علي".

الاستحمام كل يومين أو 3

وتوضح "الوضع صعب في المستشفى. أنام في السيارة والجو حار بالكاد أتدبر الاستحمام كل يومين أو ثلاثة في أحد حمامات بعض الاقسام داخل المستشفى". ورغم انها تحمل الجنسية الاسبانية ويمكنها نظريا مغادرة قطاع غزة اذا فتح معبر رفح الحدودي، تقول "أحاول اقناع عائلتي بالسفر اذا فتح المعبر لكنني سأبقى لمواصلة عملي".

من جهته، يقول محمد ضاهر (34 عاما) مراسل تلفزيون رؤيا الأردني "كان علي تغطية النزوح وإخلاء عائلتي أيضا. كان في بيتي نحو 30 شخصا، ذهبت الى المنزل وأخليت جميع العائلة لمخيم النصيرات وسط القطاع واتيت للعمل من المستشفى".

يقول ضاهر الذي باتت لحيته طويلة "بالكاد نتدبر دخول الحمام والحفاظ على نظافتنا الشخصية. سأحلق حين تنتهي الحرب ان شاء الله". والى جانب نقص مستلزمات النظافة الشخصية يشير مراسل قناة "تي ار تي وورلد التركية" نزار سعداوي (36 عاما) الى "صعوبة الاتصالات" التي تسببها الغارات على الشبكة.

ويضيف "التواصل مع زملائنا وعائلاتنا ومصادرنا يصبح إشكاليا".وتابع انه في البداية كان ينام بالسترة الواقية من الرصاص في الموقف بين السيارات لكنه تمكن قبل يومين من الحصول على فراش ونصب ما يشبه خيمة.

من جهته، قال حازم البنا مراسل سكاي نيوز العربية "نعمل في ظروف شديدة الخطورة، ليس هناك مكان آمن، نأخذ كل وسائل السلامة لكن عنف الغارات لا يستثني أحدا".

ويعمل الصحفيون مع نفس المخاوف على عائلاتهم مثل كل سكان غزة، فالاربعاء استشهد عدد من أفراد عائلة مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، بينهم زوجته وابنته وابنه وحفيدته، جراء غارة اسرائيلية طالت منزلا نزحوا إليه.