ثقافي

ثلاث اشكاليات في كتاب "الصدع الكبير...محنة السياسة والسلطة والايدلوجيا في اختبارات الربيع العربي"  وأربعة إهداءات

 قسم الاخبار- أصدر مؤخرا صديقنا بل أخونا الكاتب الفلسطيني السوري ماجد كيالي كتابا يحمل كعنوان "الصدع الكبير...محنة السياسة والسلطة والايدلوجيا في اختبارات الربيع العربي"، يقول عنه أنه محاولة  لتلمس أسباب استعصاء التغيير المرغوب في الوطن العربي، الذي أدى، أيضا، إلى إحباط "الربيع العربي"، وهي التجربة الشجاعة، التي حاولت المستحيل، لإدخال مواطني البلدان العربية في السياسة، وإظهار مجتمعاتهم على مسرح التاريخ، لأول مرة في التاريخ. 


ثلاث اشكاليات 
الكتاب ليس بحثا أكاديميا، وإنما هو محاولة في التفكير السياسي، في بحث أسباب ذلك الاستعصاء، بحكم دراسة الكاتب ومتابعته التطورات والحركات السياسية في العالم العربي، منذ 1970، أي منذ نصف قرن، وأيضا بحكم انشغاله منذ أكثر من عشرة أعوام بتطورات الربيع العربي، ولا سيما في الحالة السورية؛ وهو ما عبر عنه، طوال العقد الماضي، في عديد من المقالات والدراسات.
يضم هذا الكتاب، بعد المقدمة، أربعة أقسام، الأول، في اختبارات الدولة والمواطنة والديمقراطية في العالم العربي. والثاني، مصادر الصراعات الطائفية وأبعادها ومصائرها. والثالث، إشكالية الديني والدنيوي في السياسة والدولة. والرابع، وقد خصص لنقاش إشكاليات الحالة السورية. 
هكذا، يكون ماجد كيالي قد تحدث عن ثلاث إشكاليات، أيضا، الأولى، تتعلق بنقص الدولة والمواطنة في العالم العربي، والثانية، تتعلق بمشكلات الانقسامات الطائفية والأثنية في البلدان العربية. والثالثة، تتعلق بذلك التوتر، أو الافتراق، أو التنازع بين الديني والدنيوي في السياسة والثقافة والدولة.

اهداء متفرد
ليس هذا فقط بل ان من أجمل ما في الكتاب الاهداء المتفرد الذي خص به العزيز ماجد كيالي أربع شخصيات انفردت بأفكارها ومواقفها وانتاجها الفكري وخاصة بنضالها من اجل الحرية والديمقراطية. 


الأولى: علي الشهابي، الكاتب الفلسطيني (من مخيم اليرموك) المعتقل من قبل النظام السوري، منذ أواخر 2012، وهو الاعتقال الثالث له، ومازال مصيره غير معروف.


الثانية: رزان زيتونة، الحقوقية والناشطة السورية المعروفة، التي اختطفت في دوما، (مع زوجها وائل حمادة، ورفيقيها سميرة الخليل وناظم حمادي) من قبل جماعة "جيش الإسلام" (أواخر 2013)، حيث كان يسيطر شرقي دمشق ولم يعرف مصيرها ورفاقها حتى الآن، رغم انتهاء سيطرة جيش الإسلام واستعادة النظام لتلك المنطقة.


الثالثة: ميشيل كيلو، الشخصية السياسية السورية، الأكثر شهرة، والكاتب السياسي والمترجم والمناضل، والذي تعرض لتجربة الاعتقال عدة مرات (توفي في 19/4/2021)،


الرابعة: سلامة كيلة، وهو كاتب وناشط فلسطيني، قومي ويساري، من بير زيت في الضفة الغربية، عاش ردحا من عمره في سوريا، وسجن عدة سنوات قبل اندلاع الثورة السورية، كما تعرض للاعتقال بعد اندلاعها، وتوفي في عمان أواخر 2018.
ماجد كيالي لم يبخل بإهداء كتابه، أيضا، إلى كل الذين حملوا لواء التغيير السياسي، لواء الحرية والكرامة والمساوة، في كل البلدان العربية...مع تأكيد أن هذا الحلم لن يتبدد، وإن هذا الأمل، لا بد أن يتحقق، بطريقة أو بأخرى.