ثقافي

"آخر البحر " لفاضل الجعايبي نص غير مسرحي  وأداء ممثليه حنجوري مثل خطب المحاكم

الشعب نيوز/ حسني عبدالرحيم - "فاضل الجعايبي" هو ربما أشهر مخرج مسرحي بألبلاد التونسيه وهو مدير سابق للمسرح الوطني ومؤلف ومخرج ذو علامة مسجلة. أخرج خلال السنوات العشرالأخيرة، على التوالي، تسونامي 2013 وعنف 2015 وخوف 2017 ومارتير 2020 ثم مؤخرآ "آخر البحر " 2023.

 هذه مسرحية موضوعة خارج المنافسة في الدورة الرابعة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية، المتزامنة مع أربعين عامآ من المسرح التونسي مع مسرحية أخرى لتوفيق الجبالي عنوانها "المجنون" في لوحة شرف خاصة بعنوان" مسارات" إحتفاءآ بمخرجين مؤسسين وطليعيين!

مسرحية ( آخر البحر ) لفاضل الجعايبي كما أعماله المذكوره أعلاه مثبته على العنف والذي تراه في معظمه بعد الحدث التونسي الكبير في 2011 وكأن ماقبله كان سلمآ هانئآ !

المسرحية التى قدمت كاملة العدد ليلة الثالث من ديسمبر على رٌكح الفن الرابع، وهو ما أعتدنا على مشاهدة أعماله عليه وسط جمهور خاص جدآ، تدور حول القتل، قتل إمرأة لطفليها من زواج أنتهى بألطلاق غيابيآ بعد قصة حب عاصفه بين يمنية (عتيقة)ورجل أعمال تونسي منخرط في كثير من أعمال غير شرعية. هي كانت معجبة وتحلم بتونس بلاد الحريات و خاصة ما يتعلق بمدونة الأحوال الشخصية (تحرير ألمرأة ) فتقتل أخاها(المثلي) الذي يحاول منعها من الرحيل مع حبيبها الذي كان بأليمن باحثآ عن نسخة نادرة من المصحف العثماني الشريف بحوزة أبيها يحتفظ بها بمكتبته!

في تونس تكتشف حقيقته زوجها وحقيقة الأوضاع القانونية حينما تؤول له الولاية على الطفلين دونها وهي التى أرضعتهما !  يطلقها غيابيآ لكي يتزوجً من أبنة مدربه ورئيسه ومُشغله في الأعمال غير الشرعية وهو رجل أعمال ذوعلاقات مشبوهة بألسلطات !

عتيقة اليمنية تنتقم من منافستها على رجل لم تعد تحبه فترسل لها طرد ناسف لتقتلها هي وأباها ! وتبدأ التحقيقات ولا تنتهي فألجميع متواطئ ضدها ! ولكن المحامية النسوية تنتصر لموكلتها تحت بند المرأة المقهورة والتى هي ضحية لأوضاع مجتمعية ظالمة و تدافع عن كرامتها! هناك حشو ليس له معنى لقضايا المثليين والجمعيات النسوية وغيرها! وكان كما لوكان الممثلون يقرأون مقتطفات من صفحات الحوادث في الصحف اليومية !  

نص غير مسرحي ولا يكشف شيئآ من تعقد الشخصيات ولا التفاعل الدرامي بينها بينما كان إداء الممثلين حنجوريآ كما خطب المحاكم ! الإخراج ليس به ما يثير المخيلة، مجرد طاولة وعدد من المقاعد الحديدية وخلفية سينوغرافيا مصورة لأحوال البحر بين هدوء وغضب! محاولة تفسير هذا النص الركيك والملفق بإرتباطه بأسطورة "ميديا" الأغريقية ل"يوربيدس" لا معنى لها ، وربما المعنى في بطن الشاعر وعقل" الجعايبي " لكن لم نر أيآ من ذلك على رُكح الفن الرابع.

نضع هذا العمل في السياق الذي ذكرناه من بارانويا الخوف عند هذا المخرج الكبير والذي أثرى المسرح التونسي قبلها بسنوات بأعمال باقية كمفخرة للمسرح والسينما التونسيتين !

لن ننهي قبل تعداد الممثلين والمنفذين بالترتيب:

الهيكل المنتج: المسرح الوطني بالشراكة مع مركز الفنون بجربة - نصّ : الفاضل الجعايبي بمشاركة فريق العمل - سينوغرافيا، إضاءة وإخراج: الفاضل الجعايبي - مساعدة مخرج: سهام عقيل

تمثيل: صالحة النصراوي، محمـد شعبان، ريم عيّاد، سهام عقيل، حمادي البجاوي

موسيقى: أحمد بنجامي - تصميم الملابس: آمنة بو عون - توضيب الإضاءة: فيصل صالح - توضيب فيديو: ياسين الجملي - توضيب صوت: يوسف التواتي، صابر القاسمي، الهادي التوتي

توضيب ركح: لطفي الجبالي - توضيب ملابس: مروى المنصوري - توضيب إنتاج: عدنان العبيدي - مكلفة بالإنتاج: فاطمة المرصاوي.

استشارة فنية: يوسف بن عمّار - استشارة علميّة: د.أيمن دبوسي.