تونس: فلسطين تشارك في أعمال منتدى "الألكسو" للأعمال والشراكات
تونس / وكالات -
* توقيع اتفاقية شراكة للتحول الرقمي عبر الجامعات العربية
شاركت دولة فلسطين في أول نسخة من منتدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" للأعمال والشراكات، الذي عقدته المنظمة في تونس، اليوم الإثنين 29 جانفي 2024 ، في تفاعل هو الأضخم من نوعه عربيا مع منتدى يقام لأول مرة، بحضور مختلف المؤسسات الأكاديمية والعلمية والجامعات بالوطن العربي.
وبحضور دولة فلسطين، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم علي زيدان أبو زهري، وقع رئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية في جنين يوسف عصفور، ومدير عام "الألكسو" محمد ولد أعمر، وأمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" دوّاس دوّاس، اتفاقية شراكة لتوحيد جهود التحول الرقمي وتعزيزها عبر الجامعات العربية، لتكون فرصة فريدة لتسريع وتيرة التحول الرقمي في الجامعات العربية الذي يضعها في موقع قيادي في مجال التعليم الرقمي على المستويين الإقليمي والعالمي، وذلك على هامش فعاليات المنتدى.
وضم وفد دولة فلسطين أيضا، نائب رئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية براء عصفور، والمستشار الأكاديمي وليد ديب، وعنان الديك من طاقم الجامعة، والقائم بأعمال مدير عام الشؤون الإدارية والمالية باللجنة الوطنية محمد صوافطة، وحضر فعاليات المنتدى سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية التونسية هائل الفاهوم، والمستشار في السفارة محمود حسين عباس.
وقال ولد أعمر: "إن منتدى الشراكات يمثل علامة فارقة في تاريخ العمل العربي المشترك، فعليه يُعقد رهان التأسيس لرؤية مستقبلية تخدم قضايا التربية والثقافة والتعليم في وطننا العربي تحقق أهداف التنمية المستدامة، وتقود قاطرة التنمية والشراكة الدائمة"، مقدما شكره وتقدير إلى المملكة العربية السعودية ممثلة بقيادتها الحكيمة على المبادرة الطيبة في إطلاق هذا المنتدى فكرة وهدفا لتعميق العمل العربي المشترك.
وأشار خلال كلمته إلى أن فلسطين تواجه عدوانا مستمرا من آلة الحرب الصهيونية الغاشمة التي تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ، مضيفا "أننا نرفع أكف الضراعة إلى العلي القدير أن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويرفع الظلم والقهر والاستبداد عن فلسطين المحتلة".
من جانبه، قال ممثل وزير التربية التونسي خميس بو علي: "يؤسفنا أن نُذكّر الجميع هنا بتواصل معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق الذي ينكل به العدو الصهيوني، ويتعرض لإبادة جماعية وتهجير قسري على مرٱى العالم ومسمعه، في تغافل عن الضحايا المدنيين، وفي غياب تام لرد المجموعة الدولية، إذ تجدد تونس دعمها للشعب الفلسطيني لاسترجاع كل حقوقه وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف".
من جهته، أكد عصفور أن الجامعة حريصة على العمل والتعاون مع مختلف المؤسسات العربية والدولية في إطار تبادل الخبرات والممارسات، مشددا على أهمية تعزيز حضور فلسطين على الخريطة العلمية العالمية، معبرا عن فخره بما تم إنجازه في الجامعة من مسيرة تطور من حيث: نوعية البرامج، والتطور المؤسسي والتخصصات التي تقدمها الجامعة في خدمة الطلبة الفلسطينيين.
وأكد أن الجامعة ماضية في مسار التحول الرقمي من خلال استحداث البرامج الرقمية ومواكبة التطورات العالمية في هذا المجال، وفي هذا المشروع ستسعى إلى تبادل الخبرات والممارسات مع مختلف الجامعات العربية.
بدوره، أشار دوّاس أمام المنتدى إلى أن فلسطين رغم الألم والمعاناة والحرب، ورغم كل التحديات التي تواجهها، حرصت على المشاركة في هذا المنتدى الهام من خلال الجامعة العربية الأمريكية، مشيدا بقرار الجامعة بالتفاعل والاستجابة لهذه المبادرة العربية، معززة بذلك حضور دولة فلسطين العلمي بين مختلف مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي العربية.
وأشاد دوّاس بمسيرة الجامعة العربية الأمريكية ومجلس إدارتها، التي حملت قصة تحدٍ ونجاح في ظل التحديات والظروف التي واجهتها منذ نشأتها، إذ شقت طريقها بثبات وتطور بين مؤسسات التعليم العالي، باعتبارها أول جامعة خاصة في فلسطين، باستثمار برأس مال فلسطيني للمساهمة في الاستثمار والتطوير في قطاع التعليم، الذي يُعتبر إحساسا بالمسؤولية الوطنية والمجتمعية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، مؤكدا أهمية حضور فلسطين في هذا المحفل العلمي العربي، ما يساهم في كسر الحصار الأكاديمي الذي تحاول سلطات الاحتلال فرضه على مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، داعيا إلى المزيد من الشراكات والتعاون ما بين المؤسسات العربية والجامعات الفلسطينية.
من جانبه، عبر ديب عن عميق شكره وتقديره "للألكسو" والقائمين عليها، واللجنة الوطنية الفلسطينية والقائمين عليها، على جهودهم القيمة في دعم التعليم والثقافة العربية، مشيرا إلى أن الجامعة قد تأسست كأول جامعة خاصة في فلسطين، ومنذ البداية، كان هدفها توفير تعليم عالي الجودة يتماشى مع متطلبات المستقبل، ومن هذا المنطلق ولوعيها الكامل بأهمية التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية وغير التعليمية، عقدت الجامعة المؤتمر الوطني الأول في فلسطين تحت رعاية الرئيس محمود عباس وبمشاركة إقليمية ودولية، والذي بدوره ناقش مواضيع مهمة في مجال التحول الرقمي، وتم عرض التجارب المحلية والدولية في هذا المجال، وقد كان من أهم مخرجات هذا المؤتمر إنشاء "المركز الوطني للتحول الرقمي" في الجامعة.
وأوضح ديب أن هذه الاتفاقية تهدف إلى إعداد "إطار عمل للتحول الرقمي في الجامعات العربية"، وهذا يمثل خطوة مهمة نحو وضع الجامعات العربية في موقع قيادي في مجال التعليم الرقمي على المستويين الإقليمي والعالمي، ويطمح المشروع إلى توحيد جهود التحول الرقمي وتعزيزها عبر الجامعات العربية، ويتمثل الجوهر الأساسي له في إرساء إطار معياري للتحول الرقمي، يُطبق بكفاءة في شتى الجامعات العربية، ما يُسهم في تجديد الهياكل التعليمية، البحثية والإدارية، ويُعزز قدرتها على التكيف مع المستجدات العالمية في قطاع التعليم العالي، مع التأكيد على الاستفادة من الخبرات العربية والعالمية في هذا المجال، وأضاف: "وإنه يسعدنا في الجامعة العربية الأمريكية التعاون مع الجامعات العربية لتنفيذ مشروع التحول الرقمي فيها، استنادا إلى الإطار الذي سيتم تطويره ضمن اتفاقية الشراكة التي تم توقيعها اليوم وضمن احتياجات الجامعات".
يُذكر أن برنامج المنتدى قد استعرض مجموعة من الفعاليات، أهمها: توقيع اتفاقيات الشراكات مع مجموعة من المؤسسات من الدول العربية الأعضاء، وعرض شريط فيلم منتدى الألكسو للأعمال والشراكات 2024، وتكريم أعضاء اللجنة العليا لمنتدى الألكسو، وفي يومه الثاني قام المنتدى بتكريم الأمناء العامين للجان الوطنية العربية وأعضاء المجلس التنفيذي، وإعلان البيان الختامي وغيرها من الأمور الإدارية والفنية.
وشهد منتدى الألكسو للأعمال والشراكات، الذي يُعقد لأول مرة في تاريخ منظمة الألكسو منذ تأسيسها قبل 54 عاما، ويعد الأول من نوعه في عمل المنظمات الإقليمية والدولية المماثلة، تسجيل أرقام غير مسبوقة، إذ بلغت قيمة الشراكات الموقعة 59 ضعف ميزانية المنتدى، فيما تخطت عوائد الشراكات الموقعة 5984% من موازنة المنتدى، في حين أن مجموع قيمة الشراكات الموقعة وهو 7,686 مليون دولار يمثل 84% من ميزانية المنظمة السنوية، إذ يشكل المنتدى نموذج عمل نوعيا، ويرتكز على عقد الشراكات وفق مشاريع محددة بأطر زمنية وأهداف واضحة ومخرجات قابلة للتنفيذ والقياس، وهو ما شكل عاملا بارزا في جذب الشراكات.