رياضي

كأس آسيا : الضفة الغربية فخورة بابنها البطاط ومشوار منتخب فلسطين

فلسطين / وكالات - رغم الحرب وبصرف النظر عن النتيجة، كان القميص الرقم 7 الذي يرتديه قائد منتخب فلسطين مصعب البطاط الحدث الأهم في الظاهرية بالضفة الغربية المحتلة مساء الإثنين 29 جانفي 2024 ، خلال المباراة مع قطر المضيفة في ثمن نهائي كأس آسيا لكرة القدم.

بالنسبة لسكان مسقط رأس المدافع البالغ 30 عاماً، ورغم الخسارة أمام قطر 1-2، كانت دقائق المباراة التسعين بمثابة الفخر لهم.

قبل ساعات من انطلاق ضربة البداية، كانت الكراسي البلاستيكية قد وُضعت على شكل نصف دائرة. حلويات، شعر مستعار للأطفال بألوان العلم السوداء، الخضراء والحمراء، فيما استهلك الرجال كمية كبيرة من السجائر.

اجتمعت أجيال عدّة على شرفة تحت مظلّة لتشجيع المنتخب المكنّى "الفدائي"، بينهم جدّة البطاط البالغة 80 عاماً رافعة يديها نحو السماء وهي تدعو لتحقيق فلسطين الفوز.

وبالفعل، افتتحت فلسطين التسجيل في الدقيقة 37 عبر عدي الدباغ، ما أحدث فرحة عارمة لدى متابعي المباراة على شاشة التلفزيون.

قد تكون قطر حليفاً سياسياً للفلسطينيين، لكن حسابات أرض الملعب تختلف.

أقيمت المباراة بموازاة حرب دائرة في غزّة بين الكيان الصهيوني وحركة حماس الفلسطينية، وشهدت بداية اللقاء الوقوف دقيقة صمت.

ورغم خسارة بعض أفراد المنتخب الفلسطيني أقرباء لهم في القطاع المحاصر، نجح "الفدائي" في بلوغ الأدوار الاقصائية للمرة الأولى في مشاركته الثالثة في النهائيات.

فاجأ الدباغ الجماهير المكتظة على مدرجات استاد البيت (63 ألفاً) في مدينة الخور الشمالية، بهدفه الافتتاحي، فاحتفل الفلسطينيون كالعادة بحركة تكبيل الأيدي التي ترمز إلى محنة شعبهم.

و إستشهد خمسة فلسطينيين برصاص الجيش الصهيوني أمس الإثنين في انحاء متفرقة من الضفة خلال عمليات عسكرية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء إستشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص قوات خاصة صهيونية داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين في الضفة الغربية، فيما أعلن الجيش أن عناصره قتلوا "إرهابيين" من حركة حماس.

ويحتل الكيان الصهيوني الضفة الغربية منذ العام 1967 ويقطنها نحو 490 ألف مستوطن صهيوني في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وتشهد الضفة الغربية تصاعداً في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023 بين الكيان المحتل وحركة حماس في قطاع غزة.

قبل ساعات من انطلاق المباراة، لم تظهر شوارع التسوّق الأساسية في الخليل، المدينة الأقرب الى القرية، علامات الحماس تجاه المباراة.

على بعد عشرات الكيلومترات، تتساقط القنابل في غزة في حرب مستمرة منذ نحو أربعة اشهر.

على الصعيد الرياضي تعقّدت الأمور مع توقف البطولات المحلية في الضفة الغربية وغزّة، فيما يتدرب المنتخب الوطني في الخارج.

لكن مع انطلاق صافرة البداية، وُضعت كل تلك المخاوف جانباً، ولو خلال فترة المباراة فقط إذ بدأت الجماهير بتشجيع الفريق.

و انتهت المباراة بخسارة مخيبة 1-2، لكن خروج فلسطين التي يشرف عليها المدرب التونسي مكرم دبوب كان مشرّفاً من البطولة.