كأس أمم إفريقيا: وفرة أهداف وطائرة موتسيبي والفرح وسط التوهج
الشعب نيوز / كاظم بن عمار - من النتائج الصادمة التي فاقت التوقعات والتي لم تتوقف عند حد معيّن، إلى وفرة الأهداف والجماهير النابضة بالحياة، كانت كأس أمم إفريقيا مليئة بالإثارة وتعد بالمزيد في المباريات الثماني المتبقية في كوت ديفوار المضيفة.
الرقم القياسي للأهداف المسجلة في نهائيات من 24 منتخباً هو 102 هدفين عام 2019 في مصر حيث احتل النيجيري أوديون إيغالو صدارة الهدافين بخمسة أهداف.
تم تجاوز هذا الرقم في كوت ديفوار حيث وصل عدد الأهداف الى 105 في 44 مباراة، وذلك مع بقاء 8 مباريات في الأدوار الإقصائية قبل اسدال الستار على البطولة القارية.
ويتصدر مهاجم غينيا الإستوائية إميليو نسوي (34 عاما) الذي يلعب في الدرجة الثالثة الإسبانية، ترتيب الهدافين مع خمسة أهداف، إلاّ انه لن يتمكن من زيادة غلته بسبب خروج بلاده غينيا الاستوائية أمام غينيا من ثمن النهائي (0-1).
بينما كانت الكاميرات تنقل صور الجماهير في مباريات ثمن النهائي في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، لفت شخص واحد الأنظار بتواجده الدائم في كل مباراة، وهو رئيس الاتحاد القاري للعبة الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي.
تقليديا، قضت العادة أن يتابع كبير مسؤولي كرة القدم في القارة السمراء مباراة واحدة كل يوم، إلاّ أن رجل الأعمال الملياردير موتسيبي رفع حضور المباريات إلى مستوى جديد.
وفي شرحه كيف يمكن لموتسيبي مشاهدة المباريات في مدينة كورهوجو الشمالية ومدينة سان بيدرو الجنوبية الغربية في المساء نفسه، قال مسؤول بالاتحاد الإفريقي إن رئيس "كاف" يستخدم طائرة خاصة.
الفرنسي هيرفيه رونار هو المدرب الوحيد الذي فاز بكأس أمم إفريقيا مع منتخبين مختلفين، حيث قاد زامبيا إلى المجد في عام 2012 وكرر هذا الإنجاز مع كوت ديفوار بعد ثلاث سنوات.
حالياً، يملك البلجيكي المخضرم هوغو بروس فرصة لمعادلة "الثعلب" مع جنوب إفريقيا، بعد أن توّج مع الكاميرون باللقب في عام 2017.
ويحمل المدربان الغاني شارل غيامفي والمصري حسن شحاتة الرقم القياسي لاكثر الفائزين مع ثلاثة ألقاب لكل منهما.
كان القاسم المشترك بين العديد من "قتلة" الكبار في كوت ديفوار هو الفرح الذي شعر به اللاعبون عند جلب بعض السعادة إلى مواطنيهم الذين يرزحون تحت عبء الصعوبات المالية اليومية.
ويعاني العديد من الأفارقة من ارتفاع تكاليف المعيشة، لذا فإن الانتصارات في أمم إفريقيا في قارة حيث كرة القدم هي الرياضة المهيمنة، تجلب الفرح وفور فوز المنتخب الوطني تنزل الناس إلى الشوارع للاحتفال.
قال قائد أنغولا فريدي (33 عاما) قبل مباراة نيجيريا في ربع النهائي "من الناحية الاقتصادية، الأوقات صعبة بالنسبة للعديد من الأنغوليين، لذا من الرائع سماع أن نجاحاتنا رفعت الروح المعنوية في وطننا".
أن تفوز جنوب إفريقيا على المغرب، رابع مونديال 2022، في ثمن النهائي 2-0، فهذه نتيجة مفاجئة جداً بالنسبة لكثر من عشاق الكرة المستديرة، إلا أن هذا الانجاز لم يدهش أسطورة كوت ديفوار يايا توري.
وفي حديثه قبل انطلاق البطولة، أدرج نجم خط وسط مانشستر سيتي الإنقليزي السابق "بافانا بافانا" ضمن المنتخبات التي يعتقد أنها يمكن أن تذهب بعيداً في المنافسة.
كما دعم المدرب الفرنسي كلود لوروا الذي شارك في تسع نسخات سابقة من البطولة القارية مع ستة منتخبات مختلفة، جنوب إفريقيا المتوجة عام 1996 لتكون منافساً جدياً على اللقب.
* كأس أمم إفريقيا: مدرب غينيا يتحدث عن بطولة "تاريخية" فجرت الدموع
لم تنتهِ منافسات كأس أمم إفريقيا بعد، لكنها باتت بطولة "تاريخية" لغينيا بعدما تجاوزت دوراً إقصائياً للمرة الأولى، في إنجاز جعل مدربها كابا دياوارا ينفجر بالبكاء.
وقال مهاجم أرسنال الانقليزي السابق لوكالة "فرانس برس" الاخبارية في مقابلة في فندق الفريق في أبيدجان قبل مباراة ربع النهائي الجمعة ضد جمهورية الكونغو الديمقراطية، إنه "بالنسبة لي ولطاقم العمل، هذا أمر استثنائي حقا. إنه يتجاوز كرة القدم".
ووصل المنتخب المُلقب "الفيل الوطني" إلى هذه المرحلة بعد أن سجل محمد بايو هدفاً في اللحظات الأخيرة ليمنحه الفوز 1-0 في ثمن النهائي على غينيا الاستوائية التي كانت من أبرز مفاجآت البطولة.
وقال الرجل القوي البنية بحماس "قد يتساءل الناس لماذا يبكي فيما أنه دور الـ16 وحسب، لكنها كانت حقًا لحظة الحقيقة بالنسبة لنا".
وتابع تحت أنظار فريقه الفني "لذا، لم أستطع حبس دموعي وكذلك جهازي الفني. كنا نبكي بشدة".
حلّت غينيا وصيفة للبطل المغرب في 1976، لكن في حقبة غابت فيها مباريات خروج المغلوب ولُعِبَ الدور الثاني بنظام البطولة، على غرار الدور الأول الذي تكون من مجموعتين، لتحديد الفائز باللقب.
ومنذ بداية القرن الحالي، خرجت غينيا من دور المجموعات في ست نسخات مختلفة، وتأهلت للدور الثاني في ثلاث مناسبات بما في ذلك عام 2006 عندما سجل دياوارا هدفاً افتتاحياً في الهزيمة أمام السنغال 2-3.
لكن هذه المرة، هناك عدة عوامل تحفز "الفيل الوطني" للمضي قدماً.
بداية، تقام هذه النسخة من البطولة في كوت ديفوار ، وهي دولة متاخمة لغينيا، وقد حظي فريق دياوارا بتشجيع كبير أمام غينيا الاستوائية.
يقول دياوارا (48 عاماً) والعرق يتصبب من رأسه في حرارة الظهيرة على شرفة مُظلّلة تطل على خليج كوكودي في أبيدجان "في كوت ديفوار ، نلعب عملياً على أرضنا".
وتابع "هناك مجتمع غيني كبير جدًا. ولدي أخ أكبر ولد هنا، لذلك في كوت ديفوار نعتبر أنفسنا في غينيا. نحن نتحدث نفس اللغة، ونتشارك نفس الدين".
أثار الفوز في دور الـ16 احتفالات جنونية في الملعب، لكن دياوارا شعر بأنه مضطر للدعوة إلى الهدوء بين المشجعين في وطنه. جاء ذلك بعد مقتل ستة أشخاص وسط احتفالات في العاصمة كوناكري بعد فوز الفريق على غامبيا 1-0 خلال دور المجموعات.
وتعاني غينيا أيضًا من مأساة أخرى وقعت في ديسمبر عندما قُتل 24 شخصًا وأصيب المئات في انفجار ضخم وحريق في مستودع للوقود في كوناكري.
قال دياوارا عن الكارثة الأخيرة "كان ذلك بسبب انتصارنا. الناس يشعرون بسعادة للغاية عندما يفوز الفريق لدرجة أن الاحتفالات تصبح غبية بعض الشيء".
وتابع متحسراً "بالطبع يجب أن تكون هناك احتفالات. بالطبع كانت هناك الكارثة (في ديسمبر)، لكن نريد تجنب الاضطرار إلى الحداد على المزيد من الوفيات".
وتولى دياوارا، المولود في فرنسا حيث لعب لأندية بوردو وباريس سان جرمان ومرسيليا ونيس، تدريب الفريق قبل كأس أمم إفريقية الأخيرة عام 2022، خلفا للفرنسي ديدييه سيكس.
وسرعان ما جعل من مهمته الاستفادة من العدد الكبير من اللاعبين ذوي الأصول الغينية المولودين في أوروبا.
وهذا يعني أن الفريق الذي كان يضم لاعب خط الوسط نابي كيتا، اللاعب السابق لليفربول الإنقليزي، عُزِزَ منذ ذلك الحين بأمثال المدافع مختار دياخابي والمهاجم سيرهو غيراسي اللذين لعبا للمنتخبات الفرنسية للشباب.
وبسبب الإصابة، بدأ غيراسي أساسيًا مرة واحدة فقط حتى الآن لكن المهاجم الفتّاك البالغ 27 عامًا هو النجم الكبير، حيث سجل 17 هدفًا في 14 مباراة في البطولة الألمانية هذا الموسم لصالح شتوتغارت.
وقال دياوارا "لا أحب أن أشير إلى لاعب واحد. أفضل الحديث عن الفريق، التشكيلة، وحتى العائلة. لكن صحيح أنه لا يمكنك تسجيل 17 هدفًا في البطولة الألمانية دون أن تكون لاعبًا مميزًا".
وأضاف "لكن علاوة على ذلك، تتمتع إفريقيا بخصائصها المميزة. فهي مختلفة تماماً عن أوروبا".
وأوضح "هناك الحرارة، والمناخ بشكل عام، والملاعب. كأس أمم إفريقيا بطولة غير عادية وهي على مستوى عالٍ حقًا. لذلك تحتاج إلى التكيف".
وقال "لقد أصيب (غيراسي) لكنه بدأ في العودة تدريجياً وأصبح الآن جاهزاً بنسبة 100 بالمئة".
لكن يبقى أن نرى ما إذا كان سيطيح بايو أمام الكونغو الديمقراطية.
وتأمل غينيا التي احتلت المركز الثالث في مجموعتها خلف السنغال والكاميرون، في كتابة المزيد من التاريخ.
وقال دياوارا "عندما تخوض بطولة ما، يكون هدفك الذهاب حتى النهاية، حتى لو لم يحالفنا الحظ بما يكفي للوصول إلى نصف النهائي من قبل".
لكنّه أضاف "هذه المرة اعتقد أن الطريق ينفتح أمامنا" لنصف النهائي، من دون أن يقلّل من فرص جمهورية الكونغو المنتخب الوحيد في ربع النهائي الذي لم يحقق الفوز مكتفياً بثلاثة تعادلات في دور المجموعات، ثم مع مصر في ثمن النهائي قبل أن تحمله ركلات الترجيح الى ربع النهائي.
- كابا دياوارا مدرب المنتخب الغيني : لسنا في هذه المرحلة للمغادرة بل للفوز بأمم افريقيا
تحدّث المدير الفنّي لمنتخب غينيا كابا دياوارا عن لقاء منتخبه ضد الكونغو الديمقراطية في الدّور ربع النّهائي من بطولة كأس الأمم الأفريقية، معتبراً أنّ فريقه لديه الثقة المطلقة بالذهاب إلى المباراة النهائية، وإقصاء الكونغو.
وقال دياوارا في المؤتمر الصحفي قبل المباراة: "أعلم أنّهم منتخب جيّد وقد أقصوا المنتخب المصري، لكنّنا غداً سنقصيهم أيضاً، وسنرسلهم إلى ديارهم، لأننّا لسنا هنا لنحمل حقائبنا من أجل المغادرة".
وعن طموحات غينيا في البطولة أضاف: " نحنُ نتطلع للوصول إلى المباراة النهائية وليس فقط نصف نهائي البطولة".
* ديسابر مدرب منتخب الكونغو الديموقراطية: الفوز على مصر منحنا الثقة
عبر الفرنسي سيباستيان ديسابر المدير الفني لمنتخب الكونغو الديمقراطية، عن سعادته بتحقيق إنجاز التأهل لربع نهائي كأس أمم أفريقيا 2023 بالفوز على مصر في دور الـ16، وملاقاة غينيا في دور الثمانية.
وقال ديسابر في المؤتمر الصحفى لمباراة غينيا: "سعداء بتحقيق إنجازين مهميّن حتى الآن وهما التأهل من دور المجموعات وتخطي عقبة مصر في دور ال16 يمنحنا المزيد من الثقة".
وأضاف: "نحنُ لم نعد هنا وليد الصّدفة بل لكوننا نستحق ذلك، ومباراة غينيا ستكون صعبة ولسنا المرشحين لتحقيق الانتصار، ولكن علينا السعي لتحقيق نتيجة إيجابية من أجل مواصلة الرحلة".
* جوائز مالية كبيرة لأنغولا في حال عبور نيجيريا
وصل منتخب انغولا إلى الدّور ربع النهائي من بطولة كأس امم افريقيا في مشوارٍ لفت أنظار القارّة السّمراء، بعد أداءٍ قويّ من لاعبي "الغزلان السوداء" ، وبهذا كشفت مصادر صحفيّة أنّ إحدى شركات الاتصالات في أنغولا تستعد لتقديم مكافآت مميّزة للاعبي المنتخب الأنغولي حال الفوز على نيجيريا في الدور ربع النهائي من بطولة كأس الأمم الأفريقية، حيثُ أنّها رصدت مبلغ 250 ألف دولار من أجل الوصول لنصف النهائي، ولم تكتف الشركة بذلك بل أيضاً جوائز أخرى مثل هواتف ذكيّة وبعض إمتيازات الإنترنت بمجرّد العبور إلى المربّع الّذهبي.
ويذكر أن منتخب أنغولا لم يسبق له من قبل أن تخطّى حاجز ربع النهائي بأمم أفريقيا، حيث وصل لهذه المرحلة مرتين في 2008 و2010 وخسر خلالهما .