عشرات الشهداء في قصف "إسرائيلي" على غزة ليلا وحماس تدرس مقترح الهدنة
غزة / وكالات - إستشهد العشرات في قصف استهدف مختلف أنحاء قطاع غزة ليل السبت الأحد، بعدما أكدت حماس أنها ستحتاج مزيدا من الوقت لدراسة مقترح يهدف لإيقاف حربها مع الكيان الصهيوني .
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة صباح الأحد 4 فيفري 2024 إستشهاد 92 شخصا على الأقل خلال الليل في قصف صهيوني ذكر المكتب الإعلامي التابع للحركة أن أهدافه شملت روضة تؤوي نازحين في رفح.
و تفاقمت المخاوف في الأيام الأخيرة من توغل صهيوني محتمل في مدينة رفح الجنوبية التي تؤوي مئات آلاف النازحين الفارين من المعارك.
وتوجّه كثيرون إلى المدينة التي قيل لهم إنها تعد منطقة آمنة قادمين من مناطق شهدت قتالا أعنف لكن القصف تواصل على رفح حيث تجمّع معزّون خارج مستشفى السبت للصلاة على أشخاص إستشهدوا في سلسلة ضربات أخرى.
و تستضيف المدينة التي كانت تعد 200 ألف نسمة قبل الحرب أكثر من نصف سكان غزة حاليًا، وفق الأمم المتحدة.
وأعرب المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه عن قلقه العميق من انفجار الوضع في ظل تفاقم "اليأس" في رفح.
وحذّر وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت الخميس من أن الجيش الذي بدأ عمليته العسكرية في شمال القطاع وتقدّم تدريجيا نحو الجنوب سيصل إلى رفح أيضا.
ويحاول النازحون الذين فروا إلى رفح على الحدود مع مصر، تجنب أجزاء من المدينة طالها القتال الدائر في خان يونس القريبة.
* مساع للتوصل إلى اتفاق
يضغط الوسطاء الدوليون على الطرفين للقبول بمقترح هدنة طُرح الأسبوع الماضي في باريس.
لكن القيادي في حماس أسامة حمدان لفت السبت إلى أن المقترح يفتقر لبعض التفاصيل.
وقال من بيروت إن حماس تحتاج مزيدا من الوقت لدراسة الصفقة حتى "نعلن موقفنا تجاهها مع التركيز على أن موقفنا سيكون مستندا إلى تقديرنا لمصالح شعبنا وحرصنا على وقف العدوان عليه بأسرع وقت".
اندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على الكيان الصهيوني في 7 أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة أعدتها وكالة " فرانس برس" الاخبارية تستند إلى أرقام رسمية.
كما احتُجز في الهجوم نحو 250 رهينة يقول الصهاينة إن 132 بينهم ما زالوا في غزة، و27 منهم على الأقل يُعتقد أنهم لقوا حتفهم.
وتعهد الكيان المحتل القضاء على حماس، وأطلقت هجوما عسكريا واسعا أسفر عن إستشهاد ما لا يقل عن 27238 شخصا في غزة، معظمهم نساء وأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع.
ومن المقرر أن يقوم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بخامس زيارة أزمة إلى الشرق الأوسط في الأيام المقبلة لإقناع الأطراف المعنية بمقترح الهدنة، وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية، بينما سيمر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في المنطقة أيضا، وفق ناطق باسمه.
وأوضح مصدر في حماس أن المقترح ينص على هدنة مبدئية مدتها ستة أسابيع من شأنها أن تشهد إدخال مساعدات إلى غزة وتبادل بعض الرهائن الصهاينة مع أسرى فلسطينيين.
من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان إنه أجرى مشاورات مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة "بشأن المبادرات لإنهاء العدوان على غزة".
وأورد البيان أن "دراسة المقترح الجديد لوقف إطلاق النار ترتكز على أساس أن تفضي أي مفاوضات إلى إنهاء العدوان كليًّا وانسحاب جيش الاحتلال إلى خارج القطاع ورفع الحصار والإعمار وإدخال كافة متطلبات الحياة لشعبنا وإنجاز صفقة تبادل متكاملة".
* ضغوط في الداخل
أثار فشل الحكومة الصهيونية في ضمان الإفراج عن الرهائن والإخفاقات الأمنية التي سمحت أساسا بوقوع هجوم السابع من أكتوبر 2023 انتقادات حادة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وشارك المئات في تظاهرات في تل أبيب ليل السبت للدعوة إلى انتخابات مبكرة والتحرّك لإطلاق سراح بقية الرهائن.
كما نُظّمت تظاهرات في مدينة حيفا وقرب مقر إقامة نتانياهو في القدس.
* ضربات جديدة على اليمن
وأدت الحرب إلى تصاعد التوتر الإقليمي، مع تزايد الهجمات التي تشنها فصائل مدعومة من إيران في المنطقة بحجة دعم الفلسطينيين.
وأعلنت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا قصف عشرات الأهداف في اليمن السبت ردا على هجمات متكررة للحوثيين على سفن في البحر الأحمر أدت إلى تعثر التجارة العالمية.
كما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) تنفيذ ضربة جديدة صباح الأحد ضد صاروخ مضاد للسفن تابع للحوثيين كان معدّا للإطلاق باتّجاه البحر الأحمر.
وجاءت الغارات في اليمن غداة سلسلة ضربات أميركية أحادية ضد أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا ردا على مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين في هجوم بطائرة مسيّرة في قاعدة بالأردن في 28 جانفي 2024 .
في الأثناء، أعلن الجيش الصهيوني السبت أنه ضرب 50 هدفا لحزب الله في سوريا و3400 هدف في لبنان منذ بدء الحرب مع حماس.
