دولي

مع تواصل الحرب على غزة منذ 7 اكتوبر : تنامي رفض التطبيع في الدول العربية حسب دراسة حديثة

الشعب نيوز / ناجح مبارك - 

* السعودية 68 ٪ وفي الاردن 83% و  19 % في المغرب لا يثقون في سلام مع  الكيان الصهيوني  

اكدت نتائج الحرب على غزة تنامي الرفض الشعبي العربي للتطبيع مع الكيان الصهيوني  و التشكيك في إمكانية إقامة سلام معها، فقد عارض 89% من المستحييين اعتراض بلدانهم للتطبيع  وهي نسبة قريبة من تلك التي سجلت في عام 2022 والتي بلغت 84% لكن الملاحظ هنا ارتفاع ذهنية الرفض في السعودية من 38% عام 2022، إلى 68% في استطلاع الحرب على غزة، مع تراجع نسبة الذين رفضوا التعبير عن موقف، من 57% إلى 29%.

* قناعة شعبية في السعودية 

 ذلك ما توقف عنده استبيان الرأي في 16 بلد عربي اجراه المركز العربي  للابحاث ودراسة السياسات ، وقدم له الباحث حارث حسن وهو ما يشير إلى أن الحرب الصهيونية على قطاع غزة  زادت من القناعة الشعبية السعودية برخص الاعتراف بالكيان المحتل  وشجعت على التصريح بهذا الموقف.

وفي المغرب، ارتفعت النسبة أيضا بين الاستطلاعين من 67% إلى 78%، وفي السودان من 72% إلى 81%.

أما البلد الوحيد الذي يبدو أنه سجل تراجعا فهو الأردن حيث كانت النسبة 94% في استطلاع عام 2022، في حين سجل استطلاع الحرب على غزة نسبة 83%، ولكنهم تظل تعبر عن موقف أغلبية ساحقة.

وبحساب هامش الخطأ المحتمل، فقد لا يعكس هذا الانخفاض تحولا مهما في الرأي العام الأردني، خصوصا بالقياس بالمواقف الأخرى التي عبر عنها المستجيبون الأردنيون، حيث قال %95 إنهم يعتبرون القضية الفلسطينية قضية العرب جميعًا، وهي نسبة أعلى من المعدل العام (92%)

* اي سلام مع الكيان الصهيوني  !!

 وقال 80% إنهم يتضامنون مع شعب غزة وحركة حماس، وهي نسبة أعلى من المعدل (69%).

وبخصوص السؤال عن مدى إمكانية إقامة سلام مع الكيان الصهيوني ، فقد أفاد 73% من المستجيبين أنهم إما متأكدون من عدم إمكانية ذلك أو بات لديهم شك كبير في إمكانيته، وهنا سجلت الأردن ولبنان النسبة الأعلى (81).

وهو أمر مهم نظرًا إلى أن البلدين مجاوران لتل أبيب ، وسجلت الضفة الغربية النسبة الأعلى بين من يقولون إنه لم تكن هنالك أصلاً إمكانية لإقامة السلام حتى قبل الحرب على غزة، وهو أمر مفهوم بسبب تماس سكانها. المباشر بإسرائيل وتأثرهم بتوسع المستوطنات وسياسات حكومة رئيس الوزراء الصهيوني  بنيامين نتنياهو اليمينية، إضافة إلى ذلك، سجلت الضفة الغربية النسبة الأعلى بين العينات الوطنية من المستجيبين الذين استبعدوا إمكانية السلام مع الكيان المحتل ، فبلغت 94%، ما يعكس درجة اليأس من مشروع السلام التي فاقمتها الحرب على غزة، وفي الوقت نفسه، قال 80% من مستجيبي الضفة إن الكيان الصهيوني  لن ينجح في إحداث نكبة جديدة.

وهو ما يشير إلى أن اليأس من إمكانية السلام لم يترجم إلى شعور بالهزيمة وبعدم جدوى المقاومة.

* 19% من اهل المغرب

 ومن الملاحظ أن السودان سجلت النسبة الأعلى من المستجيبين الذين قالوا بإمكانية إقامة سلام مع الكيان الصهيوني  (%20)، تليها المغرب (19) والعراق ومصر (17%).

وعلى الرغم من أن هذه النسب تظل متدنية، فإنها تعبر من جهة عن الطابع الإثني والهوياتي، حيث توجد أقليات غير عربية كبيرة في السودان والعراق، أو تعكس السياسات الحكومية والعلاقات الجيدة لهذين البلدين مع الغرب، ومن جهة أخرى فهي تعبر عن التطلع إلى الاستقرار والتركيز على القضايا الاقتصادية في المغرب ومصر.

لكن على أي حال، فإن اللافت هنا ليس كون هذه النسب عالية، بل كونها متدنية جدا في بلدان ارتبطت باتفاقات سلام أو تطبيع مع الصهاينة (مصر والمغرب والسودان)، فضلاً عن أن بلدين آخرين اتجهت الجهود الأميركية نحو تشجيعهما على التطبيع مع الكيان الغاشم، وهما السعودية و سلطنة عُمان، كانت فيهما نسبة عالية من المستجوبين الذين قالوا إنهم متأكدون من عدم إمكانية إقامة السلام مع الكيان المحتل أو صار لديهم شك أكبر في ذلك (71%).

من المهم الإشارة هنا إلى أن أقلية صغيرة بين المستجوبين دعمت خيارات ذات طابع عسكري للتعامل مع العدوان الصهيوني ، حيث دعم 5% فقط خيار التعبئة العسكرية من طرف الحكومات العربية، و8% فقط اعادوا خيار تقديم مساندة عسكرية لغزة، في مقابل نسب أعلى فضلت اعتماد إجراءات سياسية، حيث دعم 36% خيار قطع كل العلاقات الدبلوماسية أو عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني ، و14% خيار إدخال المساعدات إلى قطاع. غزة من دون موافقة صهيونية ، و11% خيار استخدام سلاح النفط إجمالاً، حصلت الخيارات السياسية على دعم 80% من المستجيبين، ويشير هذا، من جهة، إلى أن الرأي العام العربي يخشى توسع رقعة الصراع.