دولي

وابل من النيران والقصف والجوع في اليوم الأول من رمضان في قطاع غزة

غزة / وكالات - لم يهدأ القتال ولا القصف المدفعي والغارات الجوية حتى في وقت السحور مع حلول شهر رمضان  اليوم الاثنين 11 مارس 2024  في قطاع غزة المهدّد بالمجاعة، واستمرت أعداد الشهداء بالارتفاع مع وصول العشرات منهم إلى المستشفيات، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.

ورغم تكرار الدعوات إلى وقف الحرب، ما زال الكيان الصهيوني  يتمسك بخطته  لاجتياح مدينة رفح الجنوبية حيث يتكدّس 1,5 مليون من النازحين في ظروف كارثية. 

وقالت وزارة الصحة في القطاع إن غارة استهدفت وقت السحور منزل عائلة بركات في حي الجنبية برفح وخلّفت أربعة  شهداء بينهم ثلاث نساء وعدد من الجرحى. 

وصباح اليوم السابع والخمسين بعد المئة للحرب، أفادت وزارة الصحة في القطاع عن 67  شهيدا  و 106 جرحى سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وقالت الوزارة إن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرق، واتهم الجيش الصهيوني  بمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول اليهم.  

وقال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس إن الجيش الصهيوني  شنّ أكثر من 40 غارة جوية  ليلا طالت مناطق في خان يونس (في جنوب القطاع) وحي الزيتون وتل الهوى بمدينة غزة...

واستهدف القصف المدفعي المكثف مناطق في شرق رفح في أقصى الجنوب على الحدود مع مصر. 

وقال الجيش من جانبه إن قواته تخوض "في وسط قطاع غزة مواجهات قريبة وتستعين بالقنّاصة وبالضربات الجوية".

وأضاف "نفّذت القوات مداهمات مستهدفة عددا من المساكن المستخدمة في أنشطة إرهابية" مشيرا الى "اعتقالات والعثور على أسلحة وذخائر". 

وارتفعت حصيلة الحرب منذ خمسة أشهر في قطاع غزة، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، إلى 31112 شهيدا  و72760 جريحًا "72% منهم من الأطفال والنساء". 

وشكّك رئيس الوزراء الصهيوني  بنيامين نتانياهو في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية نشرت الأحد، في حصيلة الشهداء المدنيين في غزة.

وقال إن العدد "ليس 30 ألفًا ولا حتى 20 ألفًا وهو أقلّ من ذلك بكثير"، قائلا إن الجيش قتل "ما لا يقلّ عن 13 ألف" مقاتل. 

وتؤكد وزارة الصحة في قطاع غزة أن أكثر من سبعين في المئة من الشهداء هم من النساء والأطفال. 

وأعلنت الهيئة العامة للمعابر والحدود التابعة لحماس الإفراج عن "56 أسيرا" كان الجيش الصهيوني  اعتقلهم في مناطق مختلفة من قطاع غزة "خلال الأسابيع الماضية، وتظهر عليهم آثار تعذيب". 

وبعد فشل مفاوضات التهدئة، اتهم الكيان الصهيوني حماس "بالتشبّث بمواقفها وعدم إبداء اهتمام بالتوصل لاتفاق وبالسعي إلى إشعال المنطقة خلال رمضان".

في المقابل، حمّل رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية الكيان المحتل  مسؤولية الفشل في كلمة ألقاها لمناسبة حلول رمضان. 

وقال "أي اتفاق يجب أن يكون شاملا... وبضمانات دولية ... إذا تسلّمنا من الإخوة الوسطاء موقفا واضحا من الاحتلال بالتزامه الانسحاب ووقف العدوان وعودة النازحين، فنحن جاهزون لاستكمال حلقات الاتفاق وأن نبدي مرونة في قضية التبادل".

وقال مصدر مطلّع على المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة الأمريكية  ومصر وقطر كجهات وسيطة، إنه "سيتمّ تسريع الجهود الدبلوماسية في الأيام العشرة المقبلة" بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق خلال النصف الأول من رمضان.

وفيما يخيّم شبح المجاعة الوشيكة على القطاع المحاصر الذي يعاني معظم سكانه من نقص الماء والطعام والوقود، وفق الأمم المتحدة ومقاطع فيديو وروايات يومية من القطاع المدمّر، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس إن عدد الذين توفوا نتيجة "سوء التغذية والجفاف" ارتفع الى 25.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة الاثنين إن "عشرات الأطفال يتوفون أسبوعيا بسبب سوء التغذية والجفاف من دون أن يصلوا المستشفيات". 

وسيُحرم "مئات آلاف" الفلسطينيين من أداء صلاة التراويح، بحسب وزارة الأوقاف في غزة.

وقال المكتب الإعلامي لحماس إن الجيش الصهيوني استهدف "أكثر من 500 مسجدٍ، بينها 220 مسجداً هدمها بشكل كلي، و290 مسجداً بشكل جزئي وصارت غير صالحة للصلاة". 

في الأثناء، تشارك دول عربية وغربية كل يوم تقريبا منذ أسابيع بإلقاء طرود غذائية ومساعدات طبية على قطاع غزة بالمظلات. 

لكنّ الأمم المتحدة ترى أنّ عمليّات إلقاء المساعدات جوًّا وإرسال المساعدات من طريق البحر، لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي. 

لكن إضافة إلى شحّ المساعدات وقلة عدد القوافل التي يسمح لها  الكيان الصهيوني بالعبور، يبقى تسليم المساعدات وإيصالها لمن هم بأمسّ الحاجة إليها تحديا هائلا في ظل المعارك والقصف الصهيوني المستمر. 

وتحذّر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص من سكّان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون، مهدّدون بالمجاعة. وقد نزح 1,7 مليون من السكان بسبب الحرب، ويتكدّس 1,5 مليون منهم في مدينة رفح في أقصى الجنوب قرب الحدود المغلقة مع مصر.

وفي إطار الممرّ البحري الإنساني الذي يعمل الاتحاد الأوروبي على تجهيزه بمساندة بعض الدول العربية، ما زالت أوّل سفينة محمّلة بالمساعدات تنتظر في قبرص، مع توقع مغادرتها في أي وقت.