وطني

القيادي السابق في حركة أفاق محمد الصالح فليس للشعب نيوز: لا مجاهد اكبر إلا الشعب

الشعب نيوز / صبري الزغيدي -  اعتبر المفكّر والقيادي السابق في حركة افاق اليسارية محمد صالح فليس أن العلاقة بين الاتحاد العام التونسي للشغل ورئاسة الجمهورية  تمر حاليا بفترة  برود لا تخلو من تشنج وتسخين للطبول، ولفت الى ان هذا ليس بالجديد على تاريخنا المعاصر.

وذكر محمد صالح فليس في حديث خص به الشعب نيوز ان علاقة الطرفين قد مرّت  منذ 1956 بمراحل عسلية ادى فيها الطرف الاول للثاني خدمات جليلة ليس اقلها ترسيخ قدم هذا الاخير في السلطة واحكام سيطرته عليها، عندها، كان يوصف بالوطني والمتعاون، كما مرت العلاقة بأزمات وصدامات دموية ومأساوية، يضيف محدثنا، وقتها كان يُتهم بمحاولة الالتفاف على السلطة، ولذا تحققت فيه كل انواع الغلظة والتشدد والقمع.

*  شريك في بناء الوطن

محمد صالح فليس بيّن أنه ومن سوء الحظ، أنّ النخبة، ولا سيما الحاكمة، لم تقرّ بأنّ الاتحاد لم يكن منذ تأسيسه منظمة نقابية باهتة يقتصر دوره على الدوران في فلك المطلبية، بل كان شريكا أصليا وفاعلا ثابتا بالفكر والعمل في كلّ القضايا الوطنية بدءا بمقاومة المستعمر وانتهاء ببناء مضامين الاإستقلال في كلّ أبعاده والعمل علىإارساء الحريات والحقوق المواطنية في كليتها والذود على المواطنة، وهو الذي خطّ قبل الاستقلال في لوائح مؤتمراته جميعها برنامجا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا متكاملا وجريئا بلغت درجة عمقه ووضوحه ما لم يتوفّر للحزب الدستوري الجديد نفسه.

وأضاف أنّ الاتحاد  هو الذي استهدف إرهاب دولة الاستعمار في المقام الاول عبرأامينه العام الشهيد فرحات حشاد الذي كان وضوح رؤيته وعمق نضاليته ورسوخ تجذّره الوطني يضرب الاستراتيجية الاستعمارية في عمق منطلقاتها وأصل أهدافها.

وتساءل محدّثنا قائلا: "  فهل يحقّ للدّولة - أيّ دولة - في بلادنا أن تنفي عن المنظمة الشغيلة هويتها الاساسية كشريكأاصيل في بناء الوطن والحفاظ على مكتسباته وصيانة وحدته ودعم تحّفزه للذّود عن الحريات والحقوق؟ وهل من الوارد أن يتحوّل واجب الحوار معه إلى حلبة صراع تقوم على النفي والاقصاء والتعطيل وتصاغ بالايقافات والاتهامات وضرب مرتكزاته ؟ وطالما أنّ الاتحاد كان في كلّ المراحل صرحا وطنيا شامخا، فهل يحقّ له أن يتخلّى إزاء جماهيره وجماهير الشعب عامة عن دوره في صياغة المشاريع والبرامج والرؤى؟".

* رافد نضالي، فكري وعملي

المناضل محمد صالح فليس أبرز أنّ الاتحاد رافد نضالي، فكري وعملي يضيف للبناء ويحفّز ويجنّد ويدفع نحو الارقى، وهذا هو أساس هويته وشخصيتهّ، وأاشار إلى أاّنه ليس من بد استنهاض هذه القيم لديه واستثمارها في التجنّد العام الضروري للنهوض بأعباء الاصلاح و التأسيس والتثبيت.

فليس أكد للشعب نيوز أنّ ما من أحد له مصلحة في العودة إلى الماضي الذي وصفه بالبائس والذي كان يقوم وقتها على  الوحدة الضاحكة او التقاتل الكالح، مبرزاأاّن الحال الراهن يحتاج لإسهامات  كلّ مكوّنات البلاد، ومن باب أولى وأحرى أنّ الاتحاد، الذي هو مؤسّسة فوق  الاشخاص والفرديات وليس ملكا لجهة دون اخرى، لا يمكن أن ينهض بأعبائها كاملة ويحميها من الوهن والمحدودية والجزئية اي طرف بعينه دون سواه.

القيادي في حركة أفاق دعا الاتحاد العام التونسي للشغل إلى إطلاق مقترحاته وتصوّراته باعتبار ذلك واجبه الوطني الوطني الثابت.، كما شدّد على وجوب أن تنصت السلطة له ولباقي مكوّنات الشأن العام.

وختم حديثه بالقول : "هذا قدرنا الذي لا مناص منه، وكما قال المناضلون في بلادنا منذ امد بعيد، لا مجاهد إلا الشعب وكلّ قواه الحية ".