دولي

غزة : أمام خطر الجوع الذي يهدد الفلسطينيين...ما الذي نعرفه عن المساعدات الإنسانية حتى الآن؟

غزة / وكالات - وسط حديث وكالات الإغاثة عن أن تسليم الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة يواجه عراقيل بيروقراطية وانعدام الأمن منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، تحول الاهتمام نحو طرق بديلة منها البحر ومعابر برية جديدة، وقبل ذلك الإسقاط الجوي للمساعدات.

في هذا السياق، أقلعت سفينة الإنقاذ "أوبن آرمز" التي تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص الثلاثاء في تجربة أولى لتدشين طريق بحري جديد.

كما أعلن المغرب أنه أرسل الثلاثاء 40 طنا من المساعدات عبر مطار تل أبيب، ومن جانبها، ذكرت الأمم المتحدة أنها استخدمت طريقا عسكريا صهيونيا  يمتد بمحاذاة السياج الحدودي لغزة للوصول إلى شمال القطاع.

في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من نفاذ الوقت لتجنب المجاعة في شمال قطاع غزة ، يبدو أن تغييرات طرأت في الساعات الأخيرة بشأن توصيل المساعدات إلى مدنيي القطاع المحاصر، إذ أعلن الجيش الصهيوني أن شاحنات تحمل مساعدات إنسانية دخلت الثلاثاء إلى شمال القطاع في إطار ما سماه "مشروعا تجريبيا للجيش".  

بحرا، أقلعت سفينة تحمل نحو 200 طن من الأغذية من ميناء في قبرص الثلاثاء في تجربة أولى لتدشين طريق بحري جديد لنقل مساعدات إلى سكان غزة، تقول منظمات إنسانية إنهم على شفا المجاعة. 

وعلى الرغم من الترحيب بالمشروع، قال مسؤولون بارزون في الأمم المتحدة إنه لا يعوض نقل المساعدات الإنسانية برا من مصر والأردن. 

وحسب برنامج الأغذية العالمي، فإنه تمكن من إدخال أول قافلة مساعدات إلى مدينة غزة في شمال القطاع منذ 20 فيفري 2024 . 

وشوهدت سفينة الإنقاذ "أوبن آرمز" تبحر من ميناء لارنكا في قبرص وتسحب بارجة تحمل الطحين (الدقيق) والأرز والبروتينات. ويأتي معظم تمويل هذه المهمة من الإمارات، وتنظمها مؤسسة وورلد سنترال كيتشن ومقرها الولايات المتحدة الامريكية .

وتستغرق الرحلة إلى غزة نحو 15 ساعة، لكن ربما تستغرق رحلة سفينة القطر الثقيل وقتا أطول بكثير قد يصل إلى يومين. وتبعد قبرص ما يزيد قليلا على 320 كيلومترا إلى الشمال الغربي من غزة. 

ومن قاعدة في فرجينيا في الولايات المتحدة، انطلقت الثلاثاء أربع سفن تابعة للجيش الأمريكي على متنها نحو مئة جندي وما يلزم من تجهيزات لبناء ميناء مؤقت على ساحل غزة يتيح توصيل مساعدات يحتاج إليها السكان بشدة. 

السفينة الأولى هي مركبة مائية ضخمة مطلية باللون الرمادي تعرف باسم سفينة الدعم اللوجستي، أبحرت ببطء من رصيف في قاعدة لانغلي-يوستيس المشتركة. 

وتبعتها ثلاث سفن أصغر حجما ستبحر لنحو 30 يوما إلى شرق المتوسط لتنفيذ مهمة بناء الميناء الذي يندرج في إطار جهود تبذلها الولايات المتحدة لمساعدة غزة مع مواصلة الكيان الصهيوني  تأخير وصول المساعدات برا. 

الأمم المتحدة استخدمت هي الأخرى طريقا بريا جديدا الثلاثاء لتوصيل الأغذية إلى شمال القطاع للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى القطاع الساحلي وسط مجاعة تلوح في الأفق. 

في هذا السياق، قال جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للمساعدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي استخدمت طريقا عسكريا صهيونيا يمتد بمحاذاة السياج الحدودي لغزة للوصول إلى شمال القطاع.

وقالت شذى المغربي المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي إن البرنامج تمكن من تسليم مساعدات غذائية تكفي 25 ألف شخص إلى مدينة غزة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء. وكانت هذه أول شحنة يرسلها البرنامج إلى شمال القطاع منذ 20 فيفري 2024. وأضافت المغربي أن هذا يثبت أن نقل الغذاء عن طريق البر لا يزال ممكنا. 

في خضم ضغوط يمارسها المجتمع الدولي لتنويع طرق توصيل الدعم الإنساني إلى القطاع الذي تهدده المجاعة، أعلن المغرب أنه أرسل الثلاثاء "عن طريق البر" 40 طنا من المساعدات عبر مطار تل أبيب. 

وأفاد مصدر دبلوماسي مغربي بأن المساعدات الغذائية وصلت إلى مطار بن غوريون في تل أبيب ونُقلت إلى معبر كرم أبو سالم بين الكيان الصهيوني  وغزة حيث أصبحت في عهدة الهلال الأحمر الفلسطيني. 

وجاء في بيان لوزارة الخارجية المغربية أنه "تم توجيه مساعدة غذائية، عن طريق البر، لفائدة السكان الفلسطينيين في غزة ومدينة القدس الشريف"، بتعليمات من الملك محمد السادس. 

وشددت وزارة الخارجية المغربية في بيانها على أن "المغرب أول بلد يقوم بنقل مساعدته الإنسانية عبر هذا الطريق البري غير المسبوق وإيصالها مباشرة إلى السكان المستفيدين".