المؤرخ عادل اللطيفي: تجمع الاتحاد في 2 مارس نجح في كسر تصحر الشارع وأعاد الحيوية للتعبير المجتمعي
الشعب نيوز / صبري الزغيدي - اكد المؤرخ والناشط السياسي عادل اللطيفي أن التجمع العمالي الذي دعا له الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 2 مارس قد حقق نجاحا كبيرا على مستوى الحضور والتنظيم بشكل ربما لم يكن متوقعا حتى لدى القيادة .
وابرز اللطيفي في تصريح خص به الشعب نيوز ان التجمع جاء في سياق أصبح يشوبه الكثير من الشك حول قدرة فاعلي المجتمع السياسي عموما على تسجيل حضور شعبي في الشارع بسبب حساسية سلطة ما بعد جويلية 2021 لكل فعل سياسي يخرج عن منطقها.
* افاق جديدة
في هذا الاطار؛ اوضح اللطيفي أن لذلك عديد الدلالات ويمكن أن يفتح آفاقا جديدة إذا عرف الطرف النقابي كيفية توجيهها.؛ لافتا الى ان الحضور الكثيف للتجمع العمالي يعطي لوحده الوجاهة للحكم على نجاحه، ولكن هذا النجاح يُقَيَم أيضا بطبيعة السياق السياسي العام وخاصة منه علاقة السلطة بالاتحاد.
* تضييقات السلطة
اللطيفي اشار الى ان السياق العام يتسم بمجهود نظام الحكم للتضييق على كل مظاهر العمل السياسي وذلك في إطار ما تم الإعلام به صراحة حول نهاية دور الأجسام الوسيطة.، وهو في الواقع ليس إقرارا بوضع موضوعي حقيقي بقدر ما هو سعي من السلطة للوصول إليه عبر ضرب هذه المنظماتت، مبرزا أن الحضور النقابي ليوم 2 مارس قد كذب هذا التوجه.
من جهة ثانية يتميز السياق أيضا بسعي السلطة المحموم لضرب الاتحاد والعمل النقابي عموما، وهذا واضح من خلال حملة الإيقافات والتتبعات التي شملت عديد النقابيين لتمس حتى عضوا من المكتب التنفيذي يوما قبل التجمع العمالي في احالة لاحدى المشاهد المشابهة لأحداث 1978، بحسب قول محدثنا.
اللطيفي اكد ان تجمع 2مارس نجح في كسر تصحر الشارع وأعاد الحيوية للتعبير المجتمعي بعد أن احتكرت السلطة مجال الفعل السياسي التي اعتقدت أن ضرب الأحزاب قد يأتي بثماره على مستوى المنظمات كي تتراجع بدورها..
وبين ان ذلك يحيل الى ان سعي السلطة لضرب الاتحاد أدى عكسيا إلى زيادة التفاف القواعد النقابية حول منظمتهم. ويعكس ايضا توسع دائرة المعاناة الاجتماعية في ظل غياب أي أفق للمعالجة خاصة وأن السلطة ترفض الحوار الاجتماعي، واصفا بأن الاتحاد وكأنه عاد مجددا إلى لعب دور فضاء التعبير عن مختلف مظاهر الاحتجاج في ظل ريبة المجتمع من توجهات السلطة أو حتى فقدانه الأمل.
عادل اللطيفي اكد ان على قاعدة هذا النجاح، يمكن للاتحاد أن يبني أفقا جديدا ويخرج من عزلته التي فرضتها السلطة عليه.، مشددا على ضرورة ان تنفتح المنظمة أكثر على الرهانات السياسية (غير الانتخابية) وخاصة منها موضوع الحريات والديمقراطية.
في السياق ذاته، دعا محدثنا قيادة الاتحاد الى الادراك أن ما هو مهدد ليس فقط حق الإضراب، بل أن الاتحاد، كما أي منظمة أخرى، مهدد بالزوال أصلا، مشيرا الى ان وضعية استضعاف الاتحاد كشفت أن الخطر يأتي من الداخل، والمتمثل في ثقافات ما قبل الدولة. باعتبار ان الاتحاد منظمة وطنية تمثل عنصرا من عناصر الهوية الوطنية التونسية والتي يجب النأي بها عن القوى غير المؤمنة بالحرية وبالديمقراطية لأن في زوالهما، الحرية والديمقراطية، نهاية للاتحاد وللعمل النقابي.