الناشط الحقوقي أنور القوصري: من يضيق على الاتحاد وعلى المجتمع المدني يسعى لإرساء الحكم الفردي
الشعب نيوز / صبري الزغيدي - أقر العضو السابق في الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الأستاذ أنور القوصري ان الذي يضيق على الاتحاد العام التونسي للشغل وعلى مكونات المجتمع المدني يسعى إلى فتح الطريق أمام ارساء حكم فردي.
وابرز القوصري في حديث خص به الشعب نيوز ان ما أسماها الشعبوية الحاكمة شيطنت الأجسام الوسيطة من أحزاب ومنظمات لدى الرأي العام أان لها مصلحة في ذلك، وعملت مستندة على ذلك، على تهميشها والتضييق عليها بمختلف الوسائل.
وأضاف انه ولفتح الطربق لإرساء الحكم الفردي دون عراقيل، أسقطتها في صراعات داخلية وبينية حول قضايا جوهرية ليست جديدة ولكن أعطيت لها الأولوية في قائمة جداول أعمالها ، بفعل التجاذبات وانتشار نفس المواقف الشعبوبة صلبها، فتركت البلاد تصل إلى ما وصلت إليه، مبينا ان الكل يعلم علم اليقين مآل مشروع البناء القاعدي كما يستشرف نهاياته، والحال ان هذا الذي كان على الجميع وضعه على رأس القائمة، خاصة وأن هذا ليس بالجديد، والكل مارسه من قبل، فالدور كان واضحا و معروفا منذ الخروج عن الشرعية إضافة للدور الإجتماعي اليومي. وأصبح واضحا اكثر منذ افتقاد المشروعية الشعبية، لكن شاءت الأقدار والتجاذبات والحال ان لا شيئ يعلو فوق مصلحة الشعب، بحسب قوله.
* الرجوع للأصل فضيلة
الاستاذ انور القوصري ابرز انه منذ تأسيس الإتحاد العام التونسي للشغل على قاعدة الدفاع عن الحقوق الإجتماعية والإقتصادية للشغيلة، اهتم في نفس الوقت بالشأن العام، وساهم في الحركة الوطنية، وبعد الإستقلال في الدفع لإعطاء توجه إجتماعي لسياسة الدولة خصوصا في مجال التنمية وتكريس الحقوق الإجتماعية.
ولفت محدثنا ان ذلك امر طبيعي في عصرنا، لأن فعاليات المجتمع المدني بما فيها النقابات سلطة مضادة للسلطة القائمة مهما كانت، وسلطة اقتراح، لأن قرارات السلطة الحاكمة يتأثر بها منظوريها وعموم الشعب.
* اقصائية وشعارات هلامية
واوضح القوصري ان من يروج عكس هذا، وينظر لعدم تدخل النقابات والمنظمات في الشأن العام بدعوى انه "تدخل في السياسية" وانها من انظار السلطات السياسية دون سواها، فهو لا يقر فقط بسعيه للإنفراد بالقرارات الوطنية التي تؤثر على حياة المواطنين ومستقبل أبنائهم، وإنما أيضا بأنه إقصائي ولا يعترف بأن غيره من الأجسام الوسيطة شركاء في الوطن، خاصة لما يختلفون معه في النظرة لحاضره ولمستقبله.
محدثنا فسر ان هذا النوع من "التنظيرات" يتنامى خصوصا في الأزمنة التي تنتشر فيها الشعبوية السياسية، بشعاراتها الهلامية التي لا تطرح حلولا، في ظل تعمق الأزمات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية وبسببها، ومن بين تلك الشعارات رفض تدخل النقابات في السياسة برفض الحوار الإجتماعي .
واضاف الأستاذ القوصري ان الجمهور يتأثر بتلك الشعارات بقدر تأثره بالشعارات الشعبوية، ولا تنحصر هذه المواقف الشعاراتية لدى السلطة، لما تكون ذات توجه شعبوبي، وبما انها تنتشر لدى الرأي العام وفي المجتمع، فهي تطال بالضرورة معظم الأجسام الوسيطة ولو بدرجات مختلفة، خصوصا الجماهيرية منها لأنها نابعة منه وصورة عنه، وتكون مواقفها حسبما تسفر عنه صراعاتها الداخلية، فتؤثر على مواقفها فيما يتعلق بالشأن العام، وهذا حصل دائما كلما استفرد حكم فردي بالبلاد منذ الاستقلال.
الاستاذ انور القوصري اشار الى ان ذلك ما حدث أيضا إثر 25 جويلية وبعده، في المنظمات الوطنية، مؤكدا ان مختلف المواقف المصرح بها، ومنها الحوار المتعلق بالازمة السياسية والإقتصادية الذي كثر عنه الحديث ولم ير النور، رغم أن هذه المنظمات لها تجربة سابقة في الموضوع، شارك فيه الجميع ، وأسفر عن نتائج هلل لها هذا الجميع في الداخل، وأيضا الخارج.