هشام السنوسي عضو الهايكا للشعب نيوز: إما ان يخرج الاتحاد أقوى أو أنه سيفوت الفرصة
الشعب نيوز / صبري الزغيدي - بين هشام السنوسي عضو الهيئة المستقلة للاتصال السمعي البصري "الهايكا " ان هذه الفترة التي تعيشها تونس سوف تحدد خارطة مستقبل الإتحاد العام التونسي للشغل، مبرزا ان هذا الاخير إما ان يخرج أقوى ويعارض بالطرق الديمقراطية و السلمية توجه النظام الحاكم ويجابه مشروع قتل السياسة بكل ما تختزله الكلمة من قتل لقيم التداول السلمي على الحكم، باعتبار أن مشروع النظام القائم آيل للزوال بما أنه ضد حركة التاريخ، أو أن الاتحاد سيفوت في الفرصة ويخضع للضغوطات التي تمارس ضد قياداته وهياكله وبذلك يكون قد تحول إلى جزء من المشكل، معربا ان امله في ان يكون الإتحاد جزءا من الحل.
وابرز السنوسي في حديث خص به الشعب نيوز ان تونس تمر بظرف هو الأصعب منذ بداية الثورة، مشيرا في الوقت ذاته إلى انه من المجحف إجتثاث الواقع الراهن من سياقاته التاريخية والجيوسياسية شديدة التعقيد، بما ان الأحزاب التي حكمت وعلى رأسها النهضة والنداء بدرجة ثانية لم تكن في مستوى اللحظة التاريخية وبدل أن تقتنص الفرصة لبناء الجمهورية الثانية حولت الدولة إلى غنيمة وصبغت سلوكها السياسي بغرائز الماضي وقلة التجربة والدراية فكان من الطبيعي أن ترفض بناء المؤسسات الديمقراطية مثل المحكمة الدستورية والهيئات المستقلة، وشيئا فشيئا عم الارتباك وفتح الباب على مصراعيه أمام الفوضى، ناهيك أن حدود تونس لم تكن آمنة.
وذكر السنوسي بارتماء بعض الأحزاب والشخصيات في أحضان الأجنبي ونفذت أجنداته في المنطقة وحولوا تونس الى شقيقة صغرى لكل من هب ودب، ولفت الى أنه في ظل هذا المشهد كان على الإتحاد التحرك خاصة و أن جزءا من التنافضات المذكورة هي موجودة صلبه، وأن عدة محاولات لإختراقه من الداخل كانت موجودة، مبينا أن جزءا من الإرباك العام قد أصابه، حسب قوله.
في هذا الاطار اكد السنوسي أن الاتحاد في ظل تلك الظروف كان موجودا في اللحظات الصعبة خاصة تلك اللحظات التي تهددت فيها مكتسبات الدولة المدنية والسلم الاجتماعي، مؤكدا تفهمه للموقف المبدئي المناصر ل 25 جويلية باعتباره فرصة للخروج من النفق، إلا أن 25 جويلية في حد ذاته شهد تراجعا سريعا في سقف طموحاته وأصبح يبني علاقاته لا على أساس المشروع المشترك بل على أساس فكرة الولاء لرئيس الجمهورية باعتباره المخلص من محن الماضي والمستأمن على مستقبل البلاد.
السنوسي أوضح أن استنادا على تراجعات 25 جويلية تم الإعلان بالممارسة وليس بالتصريح أن عملية الإنتقال الديمقراطي قد توقفت وأننا بصدد بناء دولة تسلطية شعبوية تعتبر أن التعدد والتنوع ليسا سوى وجهان لعملة قوامها الفساد و المؤامرة، وبالتالي خذل الاتحاد ورفضت يده الممدودة وتبين بالدليل أن ليس في وارد تفكير رئيس الجمهورية ثقافة التشاركية .