وطني

الفنانة لبنى نعمان : على المنظمة الشغيلة أن تفتح حوارا للنهوض بالثقافة الوطنية وتعزيز حرية الإبداع وضمان الحقوق المادية والمعنوية للفنان

الشعب نيوز / صبري الزغيدي -  دعت الفنانة لبنى نعمان قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل ومختلف هياكله الجهوية والقطاعية والقاعدية الى ايلاء المسألة الثقافية الاهمية اللازمة والاهتمام أكثر بالفنانين الذين يعانون الامرّين في قطاع يفتقر إلى  آليات وسبل العمل المنظم واللائق.

وأكدت لبنى نعمان في تصريح للشعب نيوز أن كل الاسلاك الثقافية تقريبا تعيش تهميشا على المستويين المادي والمعنوي، باعتبار أن الفنان لا يحتكم الى "قانون فنان" يحميه، وقالت متسائلة: " كيف للاتحاد العام التونسي للشغل ان يكون فاعلا حقيقيا في الحقل الثقافي و الفني الإبداعي، وأن يدافع حقيقة عن الفنان الذي يحاول الدفاع عن الثقافة الوطنية و يعمل على إيجاد آليات و مشاريع كبرى تخلق توازنا في المشهد الفني والثقافي؟".

وأشارت الى أن ذلك لا يمكن ان يُضمن إلا عبر حوار مع كل الفئات الفنية والثقافية التي تدافع عن فكرة وعن قضية  وعن مبدإ بهدف النهوض بالثقافة الوطنية وبحرية الابداع وبضمان الحقوق المادية والمعنوية للفنان،  مبرزة ان المنظمة الشغيلة مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالنحت اكثر على صخرة الدفاع عن الحريات العامة والفردية  وعن حرية الابداع، هذه الاخيرة التي لن تتحقق في مناخ يفتقر للحريات.

في سياق أخر، بيّنت محدثتنا ان الاتحاد العام التونسي للشغل يشكّل صرحا وطنيا، ويمثل فكرة الطمأنينة في الذاكرة الشعبية التونسية ، وهو رغم كل الانهزامات والانكسارات منذ اغتيال الزعيم فرحات حشاد، متمسك بالنضال عبر مناضلاته ومناضليه الحقيقيين والنزهاء الذين يعملون على أن تبقى منظمتهم  صمام أمان الوطن وصوت المواطن .

ولفتت إلى ان  الهجمة المكثفة التي شًنّت ضده مرادها القضاء على كفّة تعمل على تعديل حال الشغالين الذين يعتبرون وقود البلاد، والقضاء أيضا على فكرة تعديل الواقع السياسي وعلى الحوار الاجتماعي، والبحث في إفقاد الاتحاد مصداقيته وتشويه صورته في وجدان التونسيات والتونسيين ومحاصرته، لذلك وجب الدفاع عنه بما انه المنظمة النقابية الوطنية التي لطالما كانت صوت المواطن وقوة ضغط ودفاع شرس عن حق الشغالين والكادحين وعلى المجتمع  التونسي بكافة شرائحه وفئاته لخلق التوازن داخله وحمايته من العنف و التطرف وتحقيق السلم الاجتماعية.

من ناحية أخرى، قالت لبنى نعمان أنه ورغم ذلك، وللتاريخ، لا يمكن إنكار ان البعض من النقابيين قدموا  للأسف فرصة لمن يريد تركيع الاتحاد و الصيد في المياه العكرة ومحاولة جعله هدفا سهل المنال من طرف اعدائه.

لبنى نعمان دعت الى القيام  بالكثير من المراجعات  والنقد الذاتي وضرورة ترسيخ فكرة ان النقابي ليس فوق القانون او المحاسبة وان المنظمة الشغيلة لا تدافع عن أي نقابي تورّط حقيقة في قضايا فساد، واجتثاث أورام كانت تنخر جسد المنظمة الشغيلة منذ سنوات طويلة، علاوة على وجوب تنقية الاجواء الداخلية وترتيب البيت الداخلي وتعزيز الوحدة واللُّحمة النقابية، حتى تتمكن حقيقة المنظمة الشغيلة من مواجهة أعداء الطبقة العاملة وأعداء تونس والتصدي لهم.