آخر ساعة

الخبير المالي بسام النيفر : ارتفاع نسبة الفائدة مرتبط بارتفاع الطلب على الدينار التونسي

الشعب نيوز / ناجح مبارك - استبعد المحلل المالي بسام النيفر، أن  يقوم البنك المركزي التونسي بخفض نسبة الفائدة المديرية تحت مستوى 8 بالمائة استئناسا بما أقدم عليه البنك المركزي الأوروبي.

* إرتفاع التضخم 

وكان البنك المركزي الأوروبي قد خفض الخميس 6 جوان 2024 أسعار الفائدة لأول مرة منذ ما يقرب عن خمس سنوات منذ 2019، مما يشير إلى نهاية سياسته المتشددة للقضاء على ارتفاع التضخم.

وخفض المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.75  بالمائة .

وتبلغ نسبة الفائدة المديرية حاليا في تونس 7.75 بالمائة مقابل استقرار نسبة التضخم في مستوى 7.2 بالمائة في ماي 2024.

وكان مجلس إدارة البنك المركزي التونسي، أعلن يوم الجمعة 30 ديسمبر 2022، الترفيع في نسبة الفائدة الرئيسية بـ 25 نقطة أساس لتصل إلى مستوى 8 بالمائة بعد ان كانت 7.75 بالمائة في فيفري 2019 لأجل تطويق التضخم.

* لا مقارنة مع البنك  المركزي  الأوروبي

وأوضح  بسام النيفر في تصريح لــ(وات)، أن تونس حاليا لا يمكنها التقليص من نسبة الفائدة المديرية مثلما أقدم على ذلك البنك المركزي الأوروبي وذلك لعدة عوامل أهمها أن  الجانب الأوروبي قد اشتغل كثيرا على المسألة،  بعد أن  وصلت نسبة التضخم في منطقة الأورو في أكتوبر 2022 إلى  مستوى قياسي بلغ  10.6 بالمائة لينزل حاليا إلى  مستوى 2.6 بالمائة.

وأردف ان نسبة التضخم في تونس وصلت في أكتوبر 2022 إلى  9.2 بالمائة لتنزل إلى  7.2 حاليا (ماي 2024)، إلى جانب أن التضخم الضمني في تونس لا يزال مرتفعا،  إذ  بلغ 7.4 بالمائة في أكتوبر 2022  لينزل إلى  مستوى 6.8 بالمائة.

وشدد في هذا الصدد على أنه  لا يمكن في الوقت الراهن خلق هامش تحرك كبير مقارنة بالتضخم يجعل البنك المركزي التونسي يراجع نسبة الفائدة المديرية.

* حماية الدينار التونسي 

وزاد في تفسيره للمسألة  "بأهمية حماية الدينار التونسي مستدلا في ذلك على رصيد المخزونات من العملة الأجنبية التي ناهزت 23 مليار دينار حاليا مقابل 15.6  مليار دينار في نوفمبر 2023 وهي جلها ودائع لغير المقيمين بالعملة الصعبة".

وقال بسام النيفر إنه" في حال التخفيض من نسبة الفائدة المديرية سيتم التقليص من مردودية ودائع غير المقيمين الممكن التحصل عليها محذرا من أنه  يمكن لهؤلاء غير المقيمين سحب ودائعهم" وفق تحليله.وأبرز في هذا الصدد، أنه  للحفاظ على هذا المستوى من الرصيد من العملة الصعبة فإنه من الضروري من وجهة نظره الحفاظ على المستوى الرهن من العملة الصعبة" وفق تفسيره. 

ومن جانب آخر، رجح المحلل المالي أن  تظل" نسبة الفائدة المديرية مرتفعة بسبب الطلب كبير على الدينار التونسي من قبل  الدولة من خلال اصدار رقاع الخزينة قصيرة المدى وكذلك إصدار القرض الرقاعي الوطني لحاجة الدولة للتمويل". وخلص بالتأكيد بأن  المخاطر التضخمية لا تزال مرتفعة حاليا في تونس.