وثائقي

وفاة غيثة بناني، أرملة القيادي اليساري المغربي المهدي بنبركة 60 عاما بعد اختفاء زوجها

* في الصورة، الشهيد مهدي بنبركة وزوجته واثنان من أبنائهما

الشعب نيوز/ وثائقي - توفيتْ السيدة الفاضلة غيثة بناني، أرملة القيادي اليساري المغربي والاممي الشهيد المهدي بنبركة، الذي تم اختطافه واغتياله في 29 أكتوبر سنة 1965، قرب مقهى "ليب" بالعاصمة الفرنسية. 

ففي تدوينة له على صفحته الخاصة، كتب الاستاذ شكري لطيف مضيفا : "60 عاما قضتها الفقيدة في انتظار عودة رفيق دربها حيّا او في انتظار تسلّم رفاته لتكريمه بمراسم الدفن والحداد لذكراه .

لكنّ الشهيد بن بركة بقي لليوم بلا قبر .

فمن أمر ونفذ جريمة اختطافه واغتياله واخفاء جثته متحصن لليوم بالافلات من العقاب لانّ الجريمة هي جريمة دول . ولان المشرفين والمشاركين في الجريمة عصابة اجرامية دولية مشتركة متكونة من مخابرات النظام المغربي والفرنسي والامريكي والصهيوني .

لقي المهدي بنبركة مصير ابرز الفادة الراديكاليين الذين واجهوا الاحتلال الغربي ودفعوا بالحركة التحريرية المحلية الى القطع مع اسس الهيمنة والنهب الراسمالي العالمي والتوحد الكفاحي بين شعوب وامم العالم المضطهدة.

كان مصير بن بركة هو نفس مصير باتريس لومبمبا وصالح بن يوسف وغيرهم من القادة التقدميين والثوريين وفي مقدمتهم تشي غيفارا.

وقد سبقت عملية اغتياله الجبانة، اصدار النظام المغربي منذ جويلية 1963 حكما غيابيا بالاعدام في حقه بعد اتهامه بالمشاركة فيما سمي ب «مؤامرة ومحاولة اغتيال الملك» .

وقبل اغتياله في عام 1965، نقل بن بركة زوجته وأبناءه الأربعة، إلى القاهرة، حيث عاشوا هناك في حماية جمال عبد الناصر، واستمرّتْ اقامتهم في مصر بعد اغتياله حيث منعوا من العودة الى المغرب.

وبعد ايواء اسرته في مصر ، تركّز اهتمام المهدي بنبركة طيلة ثلاث سنوات على حشد وتجميع جبهة القوى التقدمية من قارات افريقيا وأسيا وامريكا الجنوبية .

وفي شهر فيفري 1965 التقى مع تشي غيفارا في الجزائر واتفقا على عقد مؤتمر القارات الثلاثي (أفريقيا-آسيا-امريكا الجنوبية) في هافانا-كوبا سنة 1966 ، وذلك بمشاركة ابرز القيادات الثورية اليسارية العالمية ، وبتتويج أشغال المؤتمر باعلان تاسيس أممية ثورية عالمية جديدة .

ويعتبر هذا المشروع الثوري الكبير الذي ساهم بنبركة في الاعداد له احد اهم الاسباب التي ادت الى اتخاذ الفرنسيين والامركيين والصهاينة قرار تصفيته بالاضافة الى النظام المغربي العميل صاحب المصلحة الحيوية في التخلص من قامة تاريخية معارضة له.

لقد بقيت السيدة الفاضلة غيثة بناني وفية للشهيد المهدي بن بركة ، مخلصة لقيمه. وتحمّلتْ مسؤولية تربية أبنائها الأربعة، البنت فوز والأبناء البشير وسعد ومنصور، وأورثتهم المبادئ التي ناضل من اجلها والدهم وقدّم حياته في سبيلها .

أحرّ التعازي لعائلة الفقيدة الكريمة ، وكل الدعم لنضال ابنه البشير الذي لم يتوقف منذ عقود ، من أجل اجلاء الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن جريمة اختطاف واغتيال واخفاء الزعيم الشهيد المهدي بنبركة ".[...]

* في الصورة، المهدي بنبركة في لقاء مع الثائر الاممي تشي غيفارا