دولي

تواصل العملية العسكرية "الإسرائيلية" في مدينة غزة وآلاف يفرّون

غزة / وكالات - تواصل القوات الصهيونية  اليوم الثلاثاء 9 جويلية 2024  عمليتها العسكرية على نطاق واسع في مدينة غزة تقول الأمم المتحدة إنها أدت الى تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين مرة أخرى، وذلك عشية مفاوضات جديدة مرتقبة في الدوحة للتوصل إلى هدنة.

ومع دخول الحرب في قطاع غزة شهرها العاشر إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على  الكيان الصهيوني  في 7 أكتوبر 2023، تستمر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى التوصل لهدنة. 

ويتوجّه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز ورئيس جهاز الاستخبارات الصهيوني (الموساد) ديفيد برنيع إلى الدوحة الأربعاء للبحث في اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس والدولة العبرية، حسبما أفاد مصدر مطّلع على جهود الوساطة وكالة " فرانس برس"  الإثنين.

وأضاف أنّ الرجلين سيلتقيان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني .

والإثنين اتّهمت حماس رئيس الوزراء الصهيوني  بنيامين نتانياهو بعرقلة المفاوضات و"بوضع مزيد من العقبات". 

وقالت الحركة في بيان "في ضوء ما يجري من تهديد جيش الاحتلال لأحياء واسعة من مدينة غزة وطلب إخلائها وما يقوم به من مجازر وقتل وتهجير" فإنّ رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية "أجرى اتصالات عاجلة مع الإخوة الوسطاء، محذّراً من التداعيات الكارثية لما يجري في غزة، كما في رفح وغيرها". 

وحذّر هنية وفق البيان من أنّ "من شأن ذلك أن يعيد العملية التفاوضية إلى نقطة الصفر"، مؤكداً أنّ "نتانياهو وجيشه يتحملان المسؤولية الكاملة عن انهيار هذا المسار". 

وعلى الأرض، تواصلت المعارك في القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر واقتحمت الدبابات الصهيونية  العديد من الأحياء في مدينة غزة خلف وابل من القصف من الطائرات الحربية والمسيّرات وفق شهود عيان والدفاع المدني وحماس، ما دفع الآلاف إلى الفرار مجددا .

وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها الجيش الصهيوني  سكان غزة إلى إخلائها. 

ففي 27 جوان 2024  دعا الجيش إلى إخلاء جزء من شرق القطاع، خصوصا منطقة الشجاعية وحيي التركمان والتفاح.

وفي 7 جويلية 2024 ، أمر بإخلاء بعض المناطق المجاورة للشجاعية. والاثنين أمر بإخلاء منطقة أوسع نطاقًا تشمل حي الرمال وهو من أكبر أحياء مدينة غزة.

الثلاثاء، اعتبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أوامر الإخلاء الجديدة "مروعة". 

وطلب الجيش الاثنين من سكان مدينة غزة الانتقال إلى دير البلح التي يقول مكتب الأمم المتحدة إنها "مكتظة أصلا بالفلسطينيين النازحين من مناطق أخرى في قطاع غزة". 

وقال الثلاثاء إنه "يواصل عمليته لمكافحة الإرهاب في مدينة غزة استنادًا إلى معلومات استخباراتية تفيد بوجود بنية تحتية إرهابية لحماس والجهاد الإسلامي في المنطقة". 

وأضاف "حتى الآن قضى الجنود على عشرات الإرهابيين وعثروا على العديد من الأسلحة". 

وليل الاثنين - الثلاثاء، أعلن الجيش الصهيوني  أنه ضرب "إرهابيين" يستخدمون "مباني مدرسة في منطقة النصيرات لا سيّما في وسط قطاع غزة". 

 

وفي 7 ماي 2024 ، شن الجيش الصهيوني  عملية برية في رفح وُصفت بأنها المرحلة الأخيرة من الحرب ضد الحركة الإسلامية، ما دفع مليون فلسطيني إلى الفرار، وفقًا للأمم المتحدة.

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر 2023  بعد هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب الكيان الصهيوني  أسفر عن 1195 قتيلاً معظمهم مدنيّون.

ومن بين 251 شخصا خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزّة، بينهم 42 لقوا حتفهم، حسب الجيش الصهيوني.

وردّ نتانياهو متعهّدا القضاء على حماس وأدّى الهجوم الصهيوني  على قطاع غزّة حتّى الآن إلى  إستشهاد 38243 شخصًا على الأقلّ غالبيّتهم مدنيّون بحسب وزارة الصحة في حكومة حماس.

وتسببت الحرب في نزوح جماعي وكارثة إنسانية في قطاع غزة حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية وسط شح المياه والغذاء، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وقال قيادي في حماس لفرانس برس الأحد إن الحركة وافقت "أن تنطلق المفاوضات" حول الرهائن الصهاينة  "من دون وقف إطلاق نار" دائم في قطاع غزة.

 

من جهته، قال مكتب نتانياهو الأحد إن "أي اتفاق سيسمح للكيان المحتل  بالعودة والقتال حتى تحقيق كلّ أهداف الحرب"، مضيفًا "سيعمل الكيان الصهيوني على ضمان إعادة أكبر عدد من الرهائن الأحياء من أسر حماس".

وأكّد لفرانس برس الإثنين مسؤول فلسطيني مطّلع على المفاوضات أنّ جولة مباحثات الدوحة ستحضرها حماس على الرغم من عدد من نقاط الخلاف التي لا تزال عالقة.

وأبرز نقاط الخلاف هذه هي أنّ " دولة الإحتلال  وضعت فيتو على مئة أسير فلسطيني من ذوي الاحكام العالية ممّن أمضوا أكثر من 15 عاماً في السجون الصهيونية  ومن بينهم عدد من القادة الكبار في حماس وفتح والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية" وفق قوله.

وأضاف أنّ "حماس اشترطت أيضاً تعهّد الوسطاء بانسحاب صهيوني  كامل من معبر رفح ومحور فيلادلفيا في الأسبوع الخامس لسريان الاتفاق حال البدء بتنفيذه".

وأكّد أنّ "هناك نقاطاً (عالقة) أخرى يمكن أن يتم تجاوزها، تتعلق بآلية عودة النازحين من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وشمال القطاع".