نقابي

أين رئيس الدولة من المظلمة التي يعاني منها عمال معمل سكر تونس ببنزرت والمضربين عن الطعام؟

الشعب نيوز / صبري الزغيدي - لليوم السابع  على التوالي يخوض عدد من عمال معمل سكر تونس ببنزرت الكائن بفضاء الأنشطة الإقتصادية ، اضرابا عن الطعام  احتجاجا على مظلمة يواجهونها منذ حوالي السنتين، من طرد واحالة على بطالة قسرية وعدم خلاص اجور ومتخلدات  مالية بالذمة علاوة على حرمانهم  من التغطية الاجتماعية ومن توفير شروط حفظ الصحة والسلامة المهنية.

هذه الوضعية ادت بطبيعة الحال الى تردي أوضاع العمال الاجتماعية والمادية والصحية، والى توتير المناخ الاجتماعي في المؤسسة وفي الجهة بعد ان اضطرت مجموعة من العمال إلى الاضراب عن الطعام والذي لقي مساندة نقابية وحقوقية باعتبار عدالة قضيتهم ومبدئيتها، في وقت عجزت فيه السلطات الجهوية والمركزية في حل مشكل مصنع ينتج مادة السكر  بانتاج يتراوح بين 1600 و 1800 طن لليوم الواحد والقادر على تحقيق الإكتفاء الذاتي  على المستوى الوطني و القضاء نهائيا على أزمة السكر الحالية .

لكن للأسف، وحسب مصادرنا فإن السلطات عوض ان تجتهد في خلق الحلول وتنقية المناخ الاجتماعي فقد علمنا انها، اي السلطات، تبالغ في تعكير الوضع عبر التهديد والوعيد وصل حد التهديد باقتحام  مقر الاضراب عن الطعام واعتقال منفذيه...

في هذا الصدد، التأمت اليوم الاربعاء جلسة بمقر ولاية المكان بعد ان فرض الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت خلاص أجرة شهر جوان وعشرة أيام من شهر جويلية يوم امس، وفي الوقت الذي تم الإتفاق فيه اليوم على حلحلة الملف بخلاص  باقي المتخلدات بالذمة، فوجىء الطرف النقابي منذ قليل بموقف اخر للإدارة بكونها في حل من اي التزام بخلاص المتخلدات وبأنها ستقدم شكاية قضائية ضد اللجنة الطبية للاضراب عن الطعام.

هذا الوضع المتردي وصفه الأخ البشير السحباني الكاتب العام للاتحاد الجهوي في تصريح للشعب نيوز بالمؤسف وبأنه  سيعمق من تعكير المناخ الاجتماعي محملا المسؤولية للإدارة و للسلطات المركزية.

وكشف في هذا السياق ان رئاسة الحكومة ووزارتي الشؤون الاجتماعية والتجارة رفضت الدعوات المتكررة للاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت للحوار وإدخال كافة الأطراف بما في ذلك البنوك لإيجاد الحلول الكفيلة بإعادة الحقوق إلى العمال والى توضيح افاق ومستقبل المؤسسة.

 الاخ البشير السحباني اكد ان ما يجري لعمال المصنع تونس هي مجزرة بأتم معنى الكلمة، داعيا السلطات إلى  اتخاذ قرار  سياسي عاجل و شجاع لإنهاء الأزمة و انقاذ المؤسسة و مواطن الشغل و ينهي معاناة العمال وأسرهم و لا تفريط في حقوقهم الاقتصادية و الاجتماعية مهما كان.

* مساندة نقابية وحقوقية واسعة

الملحمة النضالية لعمال مصنع سكر تونس ببنزرت لقيت تضامنا نقابيا وحقوقيا واسعا في الجهة، اذ زار المضربين عن الطعام يوم الاثنين 15 جويلية الجاري  وفد متكون من الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت ممثلا في كاتبه العام الاخ بشير السحباني والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع بنزت ممثلة ممثلة في السيد هشام الطرابلسي والدكتور بولبابة مخلوف عن اللجنة الطبية.

وقد تابع الوفد النقابي والحقوقي والطبي المساند الحالة الصحية للمضربين عن الطعام،  وعبروا لهم عن تضامنهم ومساندتهم المطلقة لتحقيق مطالبهم المشروعة، منددين بسياسة التجويع و التهميش المتوخاة من طرف الإدارة رغم جلوس الطرف الاجتماعي عديد المرأت مع سلط الإشراف و المستثمر الأجنبي و التوصل إلى إتفاقيات محررة في محاضر جلسات سابقة.

وطالب الوفد المساند  بالتسريع بإعادة العمال إلى سالف نشاطهم و صرف كافة  مستحقاتهم المالية و تفعيل الإتفاقيات المبرمة  وبضمان حق العمال في العمل و الحيطة الإجتماعية و العيش الكريم والتعحيل بفتح ملف معمل سكر تونس جيدا و إيلائه الأهمية الوطنية  القصوى لما يكتسيه من  قيمة في تنشيط الدورة الإقتصادية  و تحقيق الأمن الغذائي و غلق كل المنافذ أمام اللوبيات المتنفذة و المتلاعبة بالامن  الغذائي و بالاقتصاد الوطني.

* متابعة طبية للاضراب

ومنذ  انطلاق هذا التحرك النضالي تشكلت لجنة طبية يترأسها الدكتور بولبابة مخلوف وذلك  بالتنسيق مع الاتحاد الجهوي للشغل ببنزرت و فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، لمتابعة الحالة الصحية للمضربين.

 و قد ثمنت اللجنة الطبية  التفاعل الايجابي للعمال مع طلبها  بان يشارك في الاضراب فقط من هم بصحة جيدة، واستغربت من غياب اي تعاطي رسمي مع الملف و مع صحة المضربين خاصة ان زيارة ممثلي السلط الجهوية لمقر الاضراب يمكن ان تساهم في حلحلة الاوضاع و ايجاد الحلول اللازمة.

اللجنة الطبية طالبت  السلط المركزية بالتحرك العاجل لتلبية مطالب المضربين المشروعة مؤكدين ان الاضراب عن الطعام في درجة حرارة عالية كالتي تمر بها البلاد يهدد بصفة جدية صحة المضربين و يعجل من وقوع مضاعفات لا تحمد عقباها .

هذا واكدت  اللجنة الطبية انها ستبقى  مفتوحة لكافة الأطباء والممرضين للعمل بصفة تطوعية مع تأكيدها على اهمية ان تكون المتابعة رسمية من طرف الادارة الجهوية للصحة ببنزرت ، مجددة دعوة المضربين و كافة عملة مصنع السكر ببنزرت بالعمل على انتهاج اشكال نضالية بديلة لافتكاك حقوقهم مع تأكيدها على تبنيها لكافة مطالبهم و انحيازها التام لحقهم في العيش الكريم .

ما يحدث لعمال مصنع سكر بنزرت هي سياسة تجويع بامتياز و بينت بوضوح مدى تخبط الحكومة وعجزها عن إدارة ملفات اقتصادية واجتماعية ومهنية بدأت تداعياتها الاجتماعية بالظهور، ليذهب ضحية هذا العجز تلك الحلقة الضعيفة الا وهي العمال الذين اضحوا  لا يملكون غير اجسادهم لمحاربة الاستغلال وامتصاص عرقهم...

فوسط هذا العجز الحكومي...أين رئيس الدولة من ذلك؟!