ثقافي

العرض الفرجوي " القرية" لغسان المرابط

الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - مسرحية لا يوجد بها كبار كل الممثلين لو جاز لنا القول أطفال و هم وهن تحت السن وحتى مؤطر ومخرج العرض "غسان المرابط" لايتجاوز العشرين!وهذا مايجعل العرض ممتعآ فهو بالرغم من التنظيم المسرحي المُٰحكم في قاعة "أرتيستو" المدودة العدد كان تعبيرآ فنيآ عن تلقائية الصغار وخاصة بإمتلاء صالة العرض بعائلا تهم وأصدقائهم خلال سهرتين ! وظيفة الفن الجوهرية هي البهجة والعرض بمن فيه يبعث على البهجة والأمل.

الإستخدام لكل إمكانيات القاعة وإختلاط الممثلين بالمشاهدين والدخول والخروج للرُكح والتعامل مع الموسيقى كعنصر حاسم في إضفاء الطابع التلقائي على الامسية المبهجة.

"القرية" هي قرية أطفال (S.O.S) مهددة بالإغلاق بسبب ضغوط مالية ويعلن المدير ذلك وهو من نفس العمر لكنه أطول بألنسبة للأطفال المقيمين الآخرين! رفض الصغار إغلاق القرية التي تأويهم وبها ذكرياتهم ويبحثون بشراسة عن حل لإستمرار مأواهم وبينما يقومون بذلك يبحثون في الصحف عن أخبار تعلمهم عن إستقرار معيشتهم.

يجري كل ذلك الحدث ليس بواسطة كلمات تلقى وخطابات بل بإستعراضات راقصة وتبادل للحديث مع جمهور القاعة !على الرغم من بساطة الفكرة التى يمكن تفسيرها على إنها مسألة جزئية لكن في مشهد ختامي يخرج الجميع من الرُكح لكي يقوم بتقطيع الصحف ورميها على وجوه المشاهدين!وهذا يحيلنا لمفهوم آخر فهي ليست مجرد قرية معزولة ولكن ربما وطن بأكمله ليس له بديل و يمكن إنقاذه بمعونة أطفاله.

الفكرة والتنفيذ يحتويان عناصر مبدعة فليس كل ماهو معقد يكون حقيقيآ ومفيدآ ففكرة بسيطة شكلت إنعكاس لأزمة إجتماعية كبرى دون فذلكة فكرية والتنفيذ هو إختراق للمفاهيم الإحترافية للتمثيل المسرحي المقيد فألصغار يمثلون ولا يمثلون وهم ربما يلعبون ويتسلون كما تعودوا ولكن مع توجيهات من المؤطر أتفق معهم عليها قبل العرض ودون رقابة صارمة بمنطق دع الأمور تجري كما تجري في ملعب المدرسة أو في بطحة الحومة أو دخلة البكالوريا سبورت.. وكانت إستجابات الصغار التي تدربوا عليها مبدعة!بعد إنتهاء العرض خرج الصغار مع عائلاتهم واصدقائهم لكى يستمر المشهد في نهج دمشق ويخرج الجيران ليشاهدوا تتمته من البلكونات والشبابيك ويرمون لهم ألشيكولاته! وكانت ليلة للمزيكا الواعدة والمبهجة.

المشاركون المبدعون هم وهن :جواد بن براهيم وشريفة عزوز ومرام الزغباني ويوسف زيتوني وحسنه منجور ويوسف سيرجيني وغاليه نعاس وطاهر بو خريس وملك بلعيد وخليل عياشي وفاطمة عياشي وهادي جريدات و لينا مخلوف !وهم جميعآ تلاميذ وتلميذات اجتازوا أمتحاناتهم بنجاح هذا العام ونتمني أستمرارهم في النجاح والتفوق والتمثيل لإسعادنا نحن الجمهور وكذلك عائلاتهم! تقدير خاص ل"غسان المرابط" الذي نجح هو أيضآ في إمتحان المسرح الحر و تخيل ونفذ هذا العرض الجميل وأستطاع توجيه الصغار لكي يمثلوا دون تمثيل.