جامعة التعليم العالي تبرئ أساتذة تونسيين من شبهة التطبيع وعريضة تطالب بندوة لبحث التعاطي معه
الشعب نيوز/ متابعات - على اثر صدور مقالات وبيانات تشهر بتعمد عدد من اساتذة علم الاجتماع التونسيين المشاركة في فعالية علمية دولية حضرها اساتذة من جامعات الكيان الصهيوني، اصدرت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي مساء الاثنين 29 جويلية 2024 بيانا امضاه كاتبها العام الاخ نزار بن صالح اوضحت فيه ملابسات القضية وتفاصيلها. من جهة اخرى، امضى أكثر من 500 جامعي تونسي نص عريضة حملت عنوان "عريضة وطنية لمناهضة التطبيع" طالبوا فيها بالخصوص بعقد ندوة وطنية لبحث الموضوع. وحتى نمكن قراءنا من الاحاطة بمختلف جوانب الموضوع، ننشربيان الجامعة العامة كما ننشر نص العريضة.
الموقف الثابت
اطلعت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي على ما ورد في ثلاثة مقالات صحفية نشرت مؤخرا تباعا على أعمدة صحيفة يومية تونسية، من اتهامات لثلة من أساتذة علم الاجتماع في جامعات تونسية بالمشاركة في مؤتمر صهيوني" و"الخيانة الأكاديمية" و"التطبيع" و"التورط في زيارة مشبوهة ومن دعوة الرئيس الجمهورية بالتدخل، وذلك إثر مشاركتهم في مؤتمر علمي دولي لعلم الاجتماع انعقد في كندا خلال الأسبوع الثاني من شهر جويلية الحالي.
وعلى إثر اتصال الأساتذة المعنيين بالجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي لتوضيح الأمر وعرض كل التفاصيل ذات العلاقة بهذا المؤتمر وبمشاركتهم فيه وبالجهة المنظمة له، فإنَّه يهمها أن:
1 - تذكر الرأي العام الجامعي والوطني بالموقف الثابت تاريخيا للجامعيات والجامعيين التونسيين المنحاز والمنتصر لقضية الشعب الفلسطيني ولحقوقه وعلى رأسها حقوقه الوطنية في تقرير المصير وفي إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة
2 - تؤكّد غياب أي علاقات أكاديمية بين جامعاتنا ومؤسساتنا الجامعية مع أي من نظيراتها في كيان الاحتلال وتعيد التأكيد على رفضها وتصدّيها المبدئي لمثل هذه العلاقات. 3 - تحذّر من استغلال القضية الفلسطينية لكيل التهم وشنّ حملات التشويه واعتماد المزايدات في هذا الشأن مهما كانت دوافعها شخصية أو إيديولوجية أو سياسية.
4 - تبين للرأي العام الجامعي والوطني أن مشاركة جامعيين تونسيين في مؤتمر علمي في اختصاصهم في جامعة بدولة تربطها بتونس علاقات ديبلوماسية (جامعة أوتاوا بكندا) تنظمه جمعية علمية دولية (الجمعية الدولية لعلماء الاجتماع الناطقين باللغة الفرنسية مقرها الاجتماعي في جامعة بدولة أخرى تجمع تونس أيضا بها علاقات ديبلوماسية (جامعة تولوز جان جوريس بفرنسا) ولم تضم هيئاتها المديرة المتعاقبة أي عضو من كيان الاحتلال لايمت للتطبيع بأي شكل من الأشكال.
5 - تنزه الأساتذة الذين وجهت لهم هذه الاتهامات الخطيرة عن أي شبهة من شبهات التطبيع وهم المعروفون بالجدية والنزاهة وبنضالهم سواء النقابي أو السياسي أو الجمعياتي وتنبه من خطورة توجيه مثل هذه الاتهامات جزافا لما قد يمثله من تحريض للرأي العام عليهم وتأليبه ضدّهم وتذكّر بأن الجمعية المذكورة قد تداول على رئاستها وعضوية هيئاتها المديرة عديد الأساتذة الجامعيين التونسيين المرموقين المختصين في علم الاجتماع.
6 - تهيب بوسائل الإعلام للتدقيق والتثبت مما تنشر قبل نشره وللاتصال بالمعنيين بالأمر قبل ذكرهم بالأسماء وتشويههم وتوجيه اتهامات خطيرة لهم والتي بلغت حد اتهامهم بممارسة "جريمة ضد الإنسانية".
7 - تدعو الزميلات والزملاء للنأي بأنفسهم عن بث وتغذية الإشاعات المغرضة في حق جامعيين محترمين عرفتهم ساحات الجامعة التونسية في معارك كان لهم شرف خوضها والالتزام فيها بالحق والانتصار له وللقيم والمبادئ الجامعية السامية.
8 - تحذر من الإنزلاقات الخطيرة التي أصبحت تعرفها الجامعات التونسية في علاقة بمسألة التطبيع وما يقع فيها في بعض الأحيان - عن قصد أو دونه - من توسيع لا يخضع لأي مقياس موضوعي بقدر ما يعبر عن نزوات شخصية أو إيديولوجية أو سياسية ودون أي مبرر في بلد لا يزال إلى اليوم وسيظل يحمل شرف التواجد في الصفوف الأولى لمساندة حركات التحرر الوطني وعلى رأسها حركة التحرر الوطني الفلسطيني.
مئات الجامعيين التونسيين يوقعون عريضة موسعة يدعون فيها إلى ندوة وطنيّة لمناهضة التطبيع الأكاديمي
الشعب نيوز/ خليفة شوشان - الى حدود كتابة هذا المقال امضى أكثر من 500 جامعي تونسي نص عريضة وطنية حملت عنوان "عريضة وطنية لمناهضة التطبيع" بمن فيهم رؤساء ونواب رؤساء جامعات، وعمداء ومديرين ومديرين عامين ورؤساء أقسام ورؤساء مخابر وأعضاء مجالس علمية ونقابيين.
جدل جامعي
مثلت هذه العريضة ومازالت الحدث الجامعي الأبرز منذ بداية هذا الأسبوع، حيث شكلت مدار جدل ونقاشات مستفيضة بين الجامعيين التونسيين. وتحولت إلى حدث وطني وعربي بالنظر إلى السياق الذي جاءت فيه والمتمثل في بلوغ جرائم العدو الصهيوني العنصري أكثر أشكالها فاشيّة وهمجيّة في حق الشعب الفلسطيني منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى بارتكابه جرائم ابادة جماعية ضد البشر والحجر أطفالا ونساء وشيوخا ومرضى والمستشفيات والمدارس والكنائس والمدارس حتى الخيام التي لجؤوا اليها لم تسلم من القصف والحرق وخربت البنية التحتية من طرقات وجسور ومرافئ صيد وخزانات مياه ومولدات كهرباء، وكل ذلك يتم على مرأى ومسمع العالم وبتشجيع وتواطؤ أغلب الحكومات الامريكية والغربية أو ما يسمى مجازا "بالعالم الحرّ"، التي انحازت فيه الحكومات ومراكز القرار والنفوذ والتأثير ولوبيات الاقتصاد والمال والسلاح الى الكيان الصهيوني و"حكومته" الارهابية بينما انتفضت الشعوب وانحازت للحق الفلسطيني وفي مقدمتها الجامعات التي خاض طلابها وجامعيوها ويخوضون اليوم حالة احتجاج غير مسبوقة في كبرى الجامعات الامريكية والاوروبية التي لطالما مثلت سابقا الحاضنة الثقافية والعلمية والاكاديمية لنشر سردية الكيان الصهيوني في أحقيته بأرض فلسطين.
الصمت خيانة
هذه الانتفاضة في الجامعات الأمريكية جعلت الصمت الثقيل في الجامعات العربية بطعم الخيانة، في حين كان الأحرى بهم أن تكون في مقدمة المدافعين عن القضايا العادلة وفي مقدمتها الحق الفلسطيني وعن شرف الحقيقة العلمية والتاريخية التي تروم ماكينة الدعاية والتضليل الصهيونية وأذرعها الاعلامية والاكاديمية المتصهينة تزييفها. وهو ما يجعل من هذه العريضة واعدة بفاتحة انتفاضة وعي مقاوم ٱكاديمي عربي وتونسي لطالما كانت جامعاتنا سباقة اليه. وخوض صريح في المسكوت عنه منذ عقود في جامعاتنا (شبهات التطبيع الاكاديمي) وارادة حسم في اشكالية لطالما أرقت الرأي العام الجامعي والوطني والمتمثلة في محاولة بعض الجامعيين التوسل بالبحث الأكاديمي وتحويله إلى مدخل وجسر للاختراق الصهيوني لجامعاتنا لتتحول الى "بؤر" تطبيع ٱكاديمي" تحت شعار "حياديّة البحث العلمي". خاصة مع تواتر المعطيات بوجود "عديد الشبهات" التي تفضح تحوّل بعض المخابر البحثية الجامعية في تونس الى "بؤر" مفضوحة لفرض التطبيع الٱكاديمي مع الجامعات الصهيونيّة سواء كان ذلك بشكل مباشر أو من خلال واجهات علمية وبحثية تتخفى خلفها، وتحت مسميات عديدة مثل "الشراكات العلميّة" و"التعاون الاكاديمي" ..،الخ ومن خلال ندوات دولية مشتركة حاول البعض توطينها في جامعاتنا وتتصدّى لها شرفاء الجامعيين والطلبة.
نصّ العريضة
وقد جاء في نص العريضة "في هذا الظّرف الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني في غزّة منذ 7 أكتوبر 2023، من حرب إبادة جماعيّة لكلّ أفراده نساء ورجالا، أطفالا وشبابا وشيبا، وكلّ فئاته ومنهم عشرات الجامعيّين والطّلبة، وتدمير شامل للبنية التحتية في غزّة ولمستشفياتها ومدارسها وجامعاتها، أمام أنظار العالم وصمت مهين لأغلب الأنظمة العربيّة، بل وبمشاركة بعضها في تلك الجرائم، ووعيا منّا بضرورة التّعبئة العامّة عربيّا ودوليّا للعمل على صدّ هذا العدوان الغادر وبكافّة الوسائل، وعلى رأسها سلاح المقاطعة للكيان الغاصب وأعوانه ومؤسّساته ومنتجاته وكلّ المتعاونين معه، وتهمّنا في هذا السّياق المقاطعة الأكاديمية المعرفية والثقافية للصهاينة، كوسيلة من وسائل الضغط السياسي على هذا الكيان وباعتبارها تهديدا استراتيجيا للكيان الصهيوني باعتراف جنرالاتها، فالجامعات الصّهيونيّة والنخب الجامعية بها هي في خدمة نظام الاحتلال الغاصب و الفصل العنصري، لذا فإنّنا، نحن الممضين أسفله، جامعيّون وباحثون تونسيّون متشبثون بمبادئ الحرّيات الأكاديميّة التي نرى من اهم أسسها الدّفاع بحرية عن حق الشعوب في الحرية والعدالة والعيش الكريم، نعلن:
1- إدانتنا لهذا العدوان المتواصل وللجرائم المرتكبة في حقّ أبناء الشعب الفلسطيني في غزّة، ونحيّي صمود مقاومته الباسلة التي تدافع عن حقّ الشعب الفلسطيني في استرجاع أرضه وتحريرها من الاحتلال الصّهيوني وتقرير مصيره بنفسه في إطار دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشّريف.
2- تنديدنا بالسّياسة التي تنتهجها العديد من الأنظمة العربيّة في علاقة مع ما يجري في غزّة والجرائم الصهيونية ضدّ الفلسطينيين، من صمت البعض إلى مشاركة آخرين في دعم العدوان إلى تواصل التّطبيع مع دولة الكيان المحتلّ الغاصب، وندعو إلى تكثيف حملات التّشهير والإدانة لها، وتحريض شعوبها على التحرّك لإجبارها على التّراجع عن تلك السياسات المخزية، ودعوة نخبها وجامعيّيها ومثقّفيها والضّمائر الحيّة فيها إلى التّحلّي بأسس الأخلاقيات الأكاديمية والتنسيق فيما بينها لتحقيق هذه الغايات.
3- تقديرنا وإجلالنا لمواقف العديد من الشّخصيّات الأكاديمية في العالم، وللجامعات والهيئات والجمعيات العلمية في العديد من البلدان الغربية، والتي استجابت لنداء طلبتها الذين انتفضوا وسجّلوا ملاحم خالدة، وقوى الحرية والعدالة فيها سواء في الأحزاب السياسية أو في جمعيات المجتمع المدني ومنظّماته، وقامت بقطع علاقاتها مع الجامعات الصّهيونية وجرّمت التّطبيع معها.
4- حثنا كافّة الجامعيّين التّونسيّين لرفض المشاركة باسم جامعاتنا التونسيّة وهياكلها البحثية إلى جانب أيّة جامعة صهيونيّة، فهذه المشاركة هي تطبيع مدان بكلّ القوانين، فلا يعقل أن يشارك الجامعي مع مؤسسات تعدّ في قوانين بلده تنتمي لبلد عدوّ له، أو يستقبل جامعيّين أو باحثين يعلنون انتماءهم لجامعات صهيونية، فالكيان الصّهيوني هو عدوّ لنا وهو كيان لا زالت آثار عدوانه قائمة حتّى في بلدنا.
5- دعوتنا لتنظيم ملتقى أو ندوة وطنية حول موضوع التطبيع الأكاديمي وسبل التعاطي معه ووضع تصور ناجع لنصرة الشعب الفلسطيني ودعم صموده في مواجهة حرب الإبادة الجماعية ضده.