المهرجان الدولي لسينما الهواة بقليبية يحتفل بستينينته، يكرّم المؤسسين وينتصر لفلسطين
الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - بينما تدور المهرجانات الفنية والغنائية في كل حدبِ وصوب وبينما الزاردات الفلكلورية تتسمى مهرجانات دولية بينما تفقد مدلولها الشعبي و الثقافي الحميم ... يبقى مهرجان السينما للهواة بقليبية دليلا ساطعا على روح المقاومة الثقافية ! فلا نذيع سرآ لو قلنا ان هذا الحدث الذي يأتي في النصف الثاني من شهر أوت من كل عام في المدينة الساحلية التى تتميز بالتعدد الثقافي المُدهش والذي يمكن رؤيته في الطريق العام.
تأتي الدورة هذا العام متلازمة مع مرور ستين عامآ على تأسيس الجامعة التونسية للسينمائين الهواة والتى تضم العديد من الفروع الجهوية، أنشطها على مر السنين ذلك الذي بضاحية حمام الأنف والآخر في قفصة واللذان أنتجا خلال الأعوام، العديد من الأفلام، روائية قصيرة وتسجيلية حازت على التتويج في مهرجانات عدة وكذلك عدد من السينمائين المحترفين الذين دخلوا مجال الإخراج والتمثيل على الصعيد الوطني نتذكر منهم على الأقل المخرجين "سلمى بكار" و "الحبيب المنستيري" وعشرات الممثلين.
منذ الدورة السابقة والجميع يتطلع لهذه الدورة خاصة إنها تأتي في الذكرى الستين لتأسيس الجامعة مع إدراك الصعوبات المالية التي عاصرها المشاركون في العام الماضي بعد إنقطاع التتابع لعامين بسبب جائحة الكورونا.
تأخرت الندوة الصحفية المعتادة لهذا العام لكي تتم بعد إنتظار صباح الخميس الثامن من أوت مع حضور العديدين من المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة.
بالطبع هناك توتر بسبب إرتباك مفهوم ومتوقع في الظروف الحالية والتي ينتظر فيها الجميع ماذا سيجري بشأن الجمعيات الثقافية والإجتماعية المستقلة وخاصة فيما يتعلق بالتمويل ! وغني عن البيان أن معظم هذه الجمعيات تفتقر للتمويل المحلي المناسب من الهيئات العامة وتضطر لسد العجز من خلال تقبل الهبات من هيئات خاصة- محلية ودولية- حتى تتمكن من إخراج فاعليتها بالمستوى اللائق!
وطبيعي أن "FIFAC" يواجه نفس التحدي وخاصة مع إرتباط النشاط السينمائي بإستضافة فنانين دوليين كمحكمين وكذلك المشاركة بأعمالهم الإبداعية وممثلين عن وسائل إعلام محلية ودولية حتى لا يصبح المهرجان محصورآ كنشاط جهوي! المساهم الرئيسي في دعم المهرجان هو بلدية مدينة قليبية بالنظر للفوائد الترويجية السياحية للمدينة بالزوار الذين يتعرفون على طبيعتها السمحة ويعاودون الرجوع سواء هناك مهرجان أولا وثانيًا بسبب السمعة الثقافية التى تتحصل عليها المدينة محليآ ودوليآ كموصل متميز ولا مثيل له للإبداعات الشابة والبديلة.
الندوة الصحفية لهذا العام كانت بمدينة الثقافة بقاعة" صوفيا قلي" و أثثها الكاتب العام للجامعة ورئيس المهرجان الأكاديمي "عادل عبيد" مع المسؤول عن لجنة الإختيارات والذي أعلن عن إستقبال 350 فيلم من 27 دولة سيكون منها34 فيلم في المسابقة الرسمية .
بعد إستعراض التوجهات العامة لهذه الدورة والتى وضعت في أولوياتها الشأن الفلسطيني كتوجه عام وتخصيص العديد من العروض للسينما الفلسطينية المناضلة وخاصة التى تم ترميم العديد منها بواسطة سينمائيين إيطاليين بعضهم كانوا قد شاركوا في إخراجها وتركيبها . هذا ماتم إنقاذه من أرشيف السينما الفلسطينية عند غزو بيروت وفقدان الكثير.
كما أن الحدث الهام هو إطلاق المنصة الخاصة بأفلام تم إنتاجها بواسطة فروع الجامعة لكى تكون متوافرة للمشاهدين والباحثين في المجال السينمائي ! تكريم العديد من الرواد على الأخص المخرج الرائد " نوري بوزيد" والمخرج المساعد في كثير من الأفلام "سمير حرباوي " والذي أخرج مؤخرآ شريطه المميز "لنتريت"(Mandat).
وهناك تكريم وتذكر لفنان قليبية "محمد صمود" والذي قام بتصميم معلقات المهرجان في دوراته الأولى .
المهرجان الدولي لسينما الهواة بقليبية يحتفل بستينينته، يكرّم المؤسسين وينتصر لفلسطين
هناك ورشة حول النقد السينمائي وحلقة نقاش هامة حول تاريخ ومستقبل الجامعة من المفترض أن يحضرها عدد من المساهمين من أجيال مختلفة من السينمائيين الهواة .
"عادل عبيد" يُكمل تكليفه الثاني ككاتب عام للجامعة ورئيس للمهرجان ومع مجهود وافر للحفاظ على إستقلالية ومرونة الجامعة وقد تحدث بوضوح عن الصعوبات المالية وعن شح التمويل العام والحرج من الدخول في نزاعات حول مصادر التمويل الخاص!
كان متواضعآ و صبورآ في التفاعل مع الملاحظات والمقترحات التى تكرم بها الحضور. بشكل عام، كانت هناك غيوم وسحب بلا أمطار ولكن الجامعة والمهرجان يقاومان و نتوقع أن يظلا على قيد الحياة لأن وجودهما ضروري لمقرطة الحياة الثقافية وإستمرارآ لتقاليد تعددية إستطاعت الصمود طوال ستين عامآ والحصاد كثير ومُبهج ومُبشر بالمزيد .