يوسو ندور على ركح قرطاج : غنى للقضايا العادلة بايقاعات افريقية
الشعب نيوز / ناجح مبارك - بعد مرور عشر سنوات على آخر حفل له في مهرجان قرطاج الدولي سنة 2014، عاد المغني السنغالي الشهير "يوسو ندور" ليعتليَ مسرح قرطاج في سهرة الخميس 15 أوت 2024 ضمن فعاليات الدورة 58 لمهرجان قرطاج الدولي، حيث قدّم عرضا يليق بمكانته كأحد أبرز نجوم الموسيقى الإفريقية في العالم، وذلك أمام جمهور كبير من الجالية السينغالية والافريقية المقيمة بتونس، إلى جانب عدد كبير من التونسيين من عشاق الموسيقى الافريقية.
* جمهور الحنين
بعد تقديمه من قبل أحد أعضاء فرقته، اعتلى يوسو ندور مسرح قرطاج مصحوبا بمجموعته الموسيقية التي أبهرت الجمهور بتنوع آلاتها الموسيقية وتكامل أدائها اذ تميزت باستخدام مزيج متناغم من الآلات الحديثة مثل الغيتار والباس والدرامز، والتقليدية مثل آلة "الجيمبي" الإفريقية، والتي أضفت على العرض عمقا ثقافيا وأصالة فنية.
ولم يقتصر التميز على الإيقاعات الموسيقية فحسب، فقد تألق أعضاء الفرقة بأزياء مستوحاة من الثقافة الإفريقية التي تجسدت في الألوان والأنماط التقليدية لتلك الثقافة الغنية فكان لهذا الظهور رمزية ورسالة قوية تعبر عن فخرهم بهويتهم وارتباطهم العميق بجذورهم كما كان العرض احتفالا نابضا بالثقافة الافريقية.
* بين التقليدي والعالمي
وعلى مدى 90 دقيقة، قدم "يوسو ندور" باقة من أغانيه التي جمعت بين أسلوب الـ "مبالاكس"، وهو نوع موسيقي سنغالي شهير يمزج بين النمط التقليدي والإيقاعات الموسيقية العالمية الأخرى مثل الريغي.
وأدى هذا المغني الملقب ب "أمير داكار الصغير" باقة من الأغاني التي تمجّد افريقيا ووطنه السينغال وتدعو إلى الثورة والتغيير والحرية وإلى السلام والحب منها Bamba و Birima و New Africa و Senegal و Baykat وأدى "يوسو ندور" أيضا أغنيته الشهيرة 7seconds الصادرة سنة 1994 والتي حققت أكثر من 177 مليون مشاهدة على يوتيوب.
وقد شاركته في تأديتها على المسرح المغنية الكاميرونية Kali Kamga وغادر "ندور" المسرح على وقع التصفيق الحار والهتافات، حيث أكد مجددا أن موسيقاه وجذوره الإفريقية تمتد عميقا في قلوب جماهيره حول العالم.
* مفعم بالحب
وفي تصريح إعلامي عقب انتهاء الحفل، عبّر "يوسو ندور" عن سعادته البالغة بلقائه بالجمهور التونسي بعد 10 سنوات، واصفا إياه بالجمهور النابض بالحيوية والمفعم بالحب.
وقال إنه لا يزال يشعر بنفس مشاعر السعادة والدفء التي احتضنته بها تونس في السابق.
كما تحدّث عن عشقه للموسيقى واختياره هذا المسار بالتحديد، حيث يرى في الموسيقى قوة قادرة على إحداث التغيير في مجال حقوق الإنسان وحتى في السياسة العالمية.
وأكد أن هذا هو ما يسعى لتحقيقه من خلال موسيقاه، فهو يعتبرها أداة فعالة يمكن استخدامها لإحداث تغيير في المجتمع والدفاع عن القضايا الإنسانية العادلة.