دولي

حرب مفتوحة، من كلّ الجبهات وعلى جميع الاحتمالات

الشعب نيوز / خليفة شوشان - مع توسّع رقعة المواجهة مع العدو الصهيوني من حيث رقعة الاشتباك وقواعده ونوعيّة الأسلحة المستعملة ومن حيث الأهداف المعلنة، تحييد الجبهة اللبنانية عن حرب الابادة في غزّة واعادة المستوطنين الفارين من شمال فلسطين المحتلة الواقع تحت نيران المقاومة اللبنانيّة، يأتي قرار حكومة العدو الصهيوني بالاجماع بوقف بث قناة الجزيرة القطريّة بالعربية والإنجليزية، وإغلاق مكاتبها، ومصادرة الأجهزة التي تستخدمها لبث المحتوى وتقييد والوصول إلى مواقعها على الإنترنت.

يأتي هذا القرار ليذكر بجملة من الحقائق تأتي في مقدمتها كذبة ما يسمّى "الديمقراطيّة الصهيونيّة" الضامنة للحقوق والحريات ومنها حرية الاعلام والتعبير، حيث يثبت للمرّة الألف أن هذه الأقنعة والمساحيق الصهيو-غربيّة التي تغطي وجه أبشع كيان فاشي عنصري في التاريخ تسقط بمجرّد أن يتعرّض وجوده للتهديد. كما تؤكد هذه الخطوة غير المفاجئة أمرين على غاية من الأهميّة،

الأمر الأوّل أنّ ضربات المقاومة اللبنانيّة الأخيرة في الرد على "مجزرة البيجر واللاسلكي" والتي طالت كل من قاعدة ومطار رامات ديفيد ومُجمعات الصناعات العسكرية الإلكترونية في حيفا، كانت ردا نوعيا مزلزلا للكيان أصاب أهدافه بكل دقّة، لم تجد أمامه حكومة العدوّ سوى اعتماد التعتيم والتغطية على خسائرها الحاصلة والمتوقعة كلّما تطورت المواجهة المفتوحة مع جبهات المقاومة، إذن سيكون المنع والحجب والتعتيم  سيّد الموقف في الأيام القادمة وهو جزء من الاستراتيجيا الاتصالية التي لطالما اعتمدها الكيان في كل الحروب التي خاضتها ضد جبهات المقاومة.

أما الأمر الثاني الذي يؤكده هذا القرار فهو امكانيّة كسر كل قواعد الاشتباك في الايام القادمة وتوّسع المعارك لتتحوّل إلى حرب مفتوحة يدرك العدوّ أن خسائره فيها ستكون فادحة. لذلك يسعى إلى فرض الصمت الشامل باستبعاد قناة الجزيرة ٱخر القنوات العربيّة المسموح لها بالتغطية من داخل الأراضي المحتلّة بالرغم من كل ما أبدته من حرص على التقيد بـ"كذبة" الحياد والتوازن الاعلامي بعد أن سبق للعدو استبعاد القنوات التي أظهرت انحيازا واضحا للمقاومة منذ انطلاق طوفان الأقصى.

الخلاصة أن تطورات الايام والساعات القادمة تحمل مؤشرات قويّة وجادة أنّ المواجهة ماضية إلى مرحلة "لا قواعد للاشتباك" وأن الحرب ستكون مفتوحة مع العدوّ من جميع الجبهات وعلى كل الاحتمالات.