ثقافي

الشاعر والروائي عبد الجبار العش يفارقنا الى الابد

الشعب نيوز/ وسائط - فارقنا اليوم والى الابد الشاعر المبدع عبد الجبار العش بعد مسيرة طويلة من العطاء والابداع والنضال بالحرف والكلمة من اجل الحرية والانعتاق ومن أجل التقدم والكرامة.

لم تخل ساحة من ساحات النضال في البلاد التونسية وعلى مدى الاربعين سنة الماضية من شعرعبد الجبار العش ومن حضوره المبهر. في الكليات والمعاهد، في الساحات والشوارع وفي الفضاءات اللائقة بمقامه وشعره، كان عبد الجبار العش يشدو باعذب الكلمات، يثير الاعجاب، يعلن الغضب، يروض العصيان ويسبق الى التمرد والانتفاضة.

الف ابلغ الشعرعن الوطن، عن الحرية، عن الكرامة، عن الحقوق، عن الشباب، عن المرأة، عن كل المستضعفين.

كتب عن فلسطين والمقاومة وابطالها ما لا عد له ولا حصر مشيدا بعظمة الشعب الفلسطيني وشموخه وكبريائه ووكالته عن الامة جمعاء في الدفاع عن الشرف والذود عن الحياض واعلاء الشأن والوقوف ندا لند أمام الالة العسكرية الصهيونية الامبريالية الامريكية منددا بخذلان الرجعية العربية ومشهرا بعمالتها وخضوعها.

رفيق للعمال، صديق للنقابيين، وفي للاتحاد العام التونسي للشغل، صدح بالشعر في اغلب مقراته وتنوع احتفالاته. لم يتأخر يوما عن مساندة قضايا الشغالين بل كان دائم الانتصار لها ولهم.

بوفاته، تفقد الساحة النقابية نصيرا بارزا وشاعرا فذا وروائيا مبدعا. تحية لروحه الطاهرة وحفظا لذكراه العطرة، ننشر هنا مجموعة من صوره التي خلدتها الكاميرا. لكن لا  يمكن الحديث عن عبد الجبار العش دون العودة الى أشعاره وعلى الاقل الى قصيدة له حفظها الجميع:

لن يمروا

لن يمروا دمي اتحد الآن بالشهداء

لن يمروا وشرعت صدري لأحمي الجدار

لن يمروا وإن عبروا...! على جثتي لا خيار

أظل هنا واقفا كالجبال أغني

وأرسم وجه الوطن العنيد بدمي

وأنحت من الكبرياء النهار..لا خيار

قبضتي والرفاق هنا

نخلة شامخة كالمنار

وهذه العيون العاشقة

تضئ الظلام كشعلة نار

قبضة واحدة لاتكل

وتربة المصنع الآن حبلى بجمر وفل

نشنق الخوف بالأغنيات..

ونبني..ونبني..برغم الدمار

فلا القلب كف عن النبض..

ولا الحبر جف من الرفض..

ولا العشق كل برغم الحصار..

لا خيار...لاخيار...لا خيار...

لن يمروا.....لن بمروا...لا خيار.