في وداع سيّد المقاومة "نعزّي أنفسنا فيك" وبعض عزائنا نّك هزمت أكثر المشاريع الصهيونية اختراقا للأمّة
الشعب نيوز/ خليفة شوشان - بعض عزائنا في الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، أنّه هزم بموته أكثر المشاريع الصهيونية اختراقا للأمّة، الطائفيّة العفنة الخائنة والعميلة الحليف الموضوعي لكلّ الغزاة ومخلب الصهيونيّة المسموم.
رغم مرارة الحزن والغضب والقهر لا تهتمّوا بما يكتبه ويهرف به الموتورون والخونة من جيوب الوهابيّة والسلفيّة التكفيريّة والأخونة والشعوبيّة البائسة، فهم يجدّفون خارج التاريخ ويتقيؤون أحقادهم وخياناتهم. فلا يعرف قدر الرجال وقيمة الزعماء الاستثنائيين إلا الماسكون على جمر القضيّة، المرابطون على الثغور وفي الخنادق حيث منازلات الشرف الحقيقيّة في غزّة وجينين والقدس المحتلّة وطول كرم واليمن ...الخ، وهم يودّعونه بالصواريخ وبالمسيرات وبالقذائف تسقط على رؤوس شذّاذ الافاق وحثالة الشعوب وتلزمهم غيتوهات الرعب والمذلّة.
رحم الله القائد المعلّم سماحة السيّد حسن نصر الله الذي ألهم أجيالا من الثائرين على درب تحرير الأرض والانسان. نعزّي أنفسنا وشرفاء الأمّة في زعيم فذّ قهر الصهاينة وأذلهم وأيقظ ضمير الأمّة خلال عقود الردّة والاستسلام والهرولة نحو التطبيع، وأذكى جذوة المقاومة التي لطالما عمل ويعمل الأعداء ومن خلفهم حكّام العمالة والتخاذل العرب والمسلمون على اخمادها لنشر ثقافة الهزيمة والاستسلام والتسليم للعدوّ بالهيمنة على الأمة والمنطقة.
رحم الله زعيما ورمزا خالدا ترك بصمته في التاريخ وكان الشاهد والشهيد على عصره، رحل نصر الله في 28 سبتمبر ليذكّر الأحرار بجريمة اغتيال عبد الناصر الذي لطالما كان أحد ملهميه..
ستبقى روح نصر الله وعبد الناصر وأرواح كلّ الثائرين على درب التحرير تلهم الأجيال. وسيبقى درب الأحرار شعار مهدي عامل "لست مهزوما مادمت تقاوم". لا تحزنوا ولا تهنوا ولا تخافوا "إننا أمةٌ لو جهنمُ صُبَّت على رأسِها واقفة ما حنى الدهرُ قامَتَها أبداً إنما تنحني لتُعينَ المقاديرَ إن سَقَطت أن تقومَ تُتِمَّ مَهماتِها الهادِفة" (النواب)
حسن نصرالله واحد من تسعة أبناء، أب لخمسة استشهد أكبرهم في عملية ضد الجيش الصهيوني (18:07)
الشعب نيوز/ الوقائع الإخبارية - ولد السيد حسن نصر الله في حي شعبي ببرج حمود في الضاحية الشمالية لبيروت في 31 أوت 1960، وهو واحد من تسعة أبناء لأسرة متواضعة نزحت من بلدة البازورية في جنوب لبنان.
تلقى العلوم الدينية لمدة ثلاث سنوات في حوزات النجف الأشرف في عام 1978.انخرط في النشاط السياسي واكتسب خبرة في صفوف "أفواج المقاومة اللبنانية" (حركة أمل)، لكنه انفصل عنها مع العديد من زملائه عام 1982 وشارك في تأسيس حزب الله، إذ تولى مسؤوليات شملت تعبئة المقاتلين وإنشاء الخلايا العسكرية.
وتدرج في المهام وصولا إلى الأمانة العامة.
وهو متزوج من فاطمة ياسين ولهما خمسة أبناء، أكبرهم يدعى هادي وقد استشهد بدوره سنة 1997 في عملية عسكرية ضد الجيش الاسرائيلي.
سرية الحركة
عاش الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله منذ سنوات طويلة في الخفاء، لأسباب أمنية. ومنذ عام 2006، تاريخ الحرب مع "إسرائيل"، لم تتعدّ ظهورات حسن نصرالله علنا على أصابع اليد الواحدة، مثل تلك التي فاجأ فيها الآلاف من أنصاره في العام 2011، خلال مسيرة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت ومشى بينهم لدقائق قليلة، قبل أن يعود ليخطب فيهم عبر شاشة عملاقة ويقول إن حزبه "يزداد تسليحا وتدريبا يوما بعد يوم" و"المقاومة ستبقى وتستمر" في وجه "إسرائيل".
وفي مقابلة مع صحيفة "الأخبار" اللبنانية القريبة من حزبه، قال في 2014 "يروّج الإسرائيلي لفكرة (...) مفادها بأنني مقيم في ملجأ بعيدا عن الناس، فلا أراهم ولا أتواصل معهم، ومنقطع حتى عن إخواني".
وأضاف "المقصود بالإجراءات الأمنية هو سرية الحركة، ولكن هذا لا يمنعني نهائيا من أن أتحرك".
وبين الحين والآخر، تنشر له صور مع أشخاص يزورون لبنان، ويتحدث بانتظام في مناسبات عدة دائما عبر الشاشة وغالبا أمام الآلاف من مناصريه الذين يعلّقون أنظارهم به ويقاطعونه بالتصفيق والهتاف "لبيك نصرالله".
ستائر سميكة
وروى مسؤولون وصحفيون التقوا به خلال السنوات الأخيرة أنهم لم يعرفوا المكان الذي اقتادهم إليه عناصر أمن من الحزب وسط تدابير مشدّدة وفي سيارات أسدلت على نوافذها ستائر سميكة.
ويقول عارفوه وخبراء يتابعونه، إن نصر الله، يتمتع بذكاء حاد ومعرفة واسعة لا سيما في الشؤون الدينية والسياسية. وهو خطيب مفوّه ومتحدث فصيح قادر على التحدث لوقت طويل من دون أن يتردّد أو يتلعثم.
أما خصومه فينتقدون لهجة التحدّي التي يتكلّم بها التي تقترن غالبا برفع سبّابته اليمنى، ويعتبرونها ترهيبا للداخل اللبناني.
منذ 32 سنة
انتخب نصرالله أمينا عاما للحزب في 1992 بعد اغتيال إسرائيل سلفه عباس الموسوي مع زوجته وطفله وأشخاص آخرين في غارة جوية في جنوب لبنان في فيفري من العام ذاته. وفي عهده، طوّر حزب الله قدراته العسكرية بدعم رئيسي من طهران التي تمدّه بالمال والسلاح.
وبات يمتلك أسلحة دقيقة متطورة يؤكد أنها قادرة على أن توجه ضربات موجعة لـ"إسرائيل". ويقول نصرالله، إن حزبه يضمّ 100 ألف مقاتل. كذلك، يملك الحزب مؤسسات تربوية واجتماعية وصحية تؤمن خدمات لأنصاره وتحصّن شعبيته.
وحزب الله هو التشكيل الوحيد في لبنان الذي احتفظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، بحجة "مقاومة إسرائيل" التي احتلت مناطق واسعة في جنوب البلاد بين العامين 1978 و 2000.
راس الحربة
وينظر إلى حزب الله على أنه رأس الحربة في العمليات التي دفعت الاحتلال إلى الانسحاب من لبنان في العام 2000 بعد احتلال دام ثلاثين عاما تقريبا، فصارت لنصرالله مكانة كبيرة لدى أنصاره والملايين في العالم العربي.
وتعزّزت شعبيته خلال حرب 2006 التي استمرت 33 يوما، واستشهد فيها 1200 شخص في لبنان غالبيتهم من المدنيين، وقتل 160 في "إسرائيل" غالبيتهم من العسكريين.
بعد انتهائها، ألقى خطابا أمام عشرات الآلاف من أنصاره في الضاحية الجنوبية التي تعرضت لدمار هائل، أعلن فيه تحقيق النصر على "إسرائيل".
لكن شعبيته تراجعت، بسبب اتهامه من شريحة بالارتهان لإيران، واستخدام السلاح في الداخل والتحكّم بالقرار السياسي اللبناني. واتسعت الشريحة المعارضة له خصوصا بعد انفجار مرفأ بيروت في 2020 وتقارير عن ضلوع الحزب في عرقلة التحقيق لمعرفة ظروف الحادث المدمر.
دور إقليمي
غداة اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر أعلن حسن نصرالله جبهة "إسناد" لغزة وحماس. وتصاعدت المواجهة بين حزب الله و"إسرائيل" منذ نحو أسبوع وبعد إعلان "إسرائيل" نقل تركيز عملياتها من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية.
وأقرّ نصرالله في آخر خطاب له الأسبوع الماضي بتلقي حزبه "ضربة كبيرة" بعد تفجير "إسرائيل" آلاف أجهزة الاتصال التابعة للحزب.
حزب الله يعلن استشهاد زعيمه حسن نصر الله (12:47)
بيروت / عاجل / تحيين- أكد حزب الله اللبناني إستشهاد أمينه العام حسن نصر الله، في الغارات التي استهدفت، مساء أمس الجمعة 27 سبتمبر 2024، مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وجاء في بيان للحزب "التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحوا من 30 عاما".
وجاء بيان حزب الله سويعات بعد تأكيد الجيش الصهيوني نجاح عملية الاغتيال وقوله إن مقاتلاته ألقت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل منها طنا من المتفجرات لاغتيال نصر الله.
وأضاف الجيش الصهيوني أن قواته "تركز على إزالة التهديدات بهجمات إرهابية، بما فيها صواريخ موجهة قد تستهدف نقاطا إستراتيجية".
من جهته، أفاد المتحدث باسم الجيش الصهيوني أفيخاي أدرعي على منصة "إكس"، بأن الجيش اغتال أيضا قائد جبهة الجنوب في حزب الله علي كركي وعددا آخر من القادة خلال الغارات نفسها.
وقالت "أكسيوس" نقلا عن مسؤولين صهاينة أن العميد عباس نيلفروشان قائد فيلق القدس في لبنان قتل أيضا بهجوم الضاحية.
ونقلت "رويترز" عن المتحدث باسم الجيش الصهيوني قوله إن "تأثير عملياتنا في الأسبوع الماضي أظهر التأثير على ما يمكن لحزب الله أن يفعله وأمامنا طريق طويل وحزب الله لا يزال بإمكانه مواصلة إطلاق النار علينا".
كما قالت إذاعة الجيش الصهيوني إن التقديرات تشير إلى أن القيادي في حزب الله هاشم صفي الدين لم يُستشهد في الهجوم.
وفي طهران، أكدت لجنة الأمن والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني على "ضرورة الرد بحزم، وجعل الكيان الصهيوني يندم على جرائمه"، كما نقلت رويترز عن مصادر مطلعة أن "إيران على اتصال دائم بحزب الله وحلفائها الإقليميين الآخرين، لتحديد الخطوة التالية".
وفي بيروت، قالت رئاسة الوزراء اللبنانية إن الحكومة ستعقد جلسة استثنائية مساء اليوم لبحث التطورات الراهنة.
وفي وقت سابق، قال مسؤولون صهاينة لصحيفة "نيويورك تايمز" إن غارة أمس الجمعة كانت تهدف إلى كسر شوكة حزب الله من خلال قتل كبار قادته، وإذا نجحت فإنها ستسمح للصهاينة بتجنب غزو بري للبلاد.
واعتبروا أن إغتيال الأمين العام لحزب الله "سيوجّه ضربة حاسمة للتنظيم السياسي والعسكري للحزب في لبنان، ولأي خطط أخرى للعنف من جانب إيران".