ثقافي

مدارس السينما : هل تكون تقني ام مبدع ؟

الشعب نيوز / ناجح مبارك - حسم المخرج السينمائي هشام بن عمار المدير الفني للمكتبة السينمائية بمدينة الثقافة الامر عندما اكد ان معاهد السينما لا يمكن ان تفرز المبدعين في الاخراج وادارة التصوير مثلا بل ان ادوار اساتذة السينما في المدارس العمومية بين قمرت ومنوبة وكذلك الخاصة تنحصر في تكوين تقنيين متميزين يمكنهم الاسهام في انتاج واعداد مشاريع سينمايية وسمعية بصرية في تونس وخارجها .

جاء ذلك خلال الجلسة الاخيرة لمجمع السينما بكنفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية بحضور عدد من اهل الاختصاص من اساتذة في السمعي البصري ومديري مدارس وعدد من التقنيين واهل الاختصاص .

* مخرجون دون شهادات

 وكان هشام بن عمار المخرج السينمائي والمدرس قد قال ان عدد من المبدعين مثل جون لوك قودار وفليني وبازوليني والفراد هيتشكوك كمخرجين عمالقة وكبار لم يدرسوا السينما في مدارس مختصة بل تم التكوين في ميدان التصوير .

واضاف ان المدارس المعترف بها يكون تقنيين وهذا هام ولكن وجب النظر واعادة النظر في محتوى التكوين وهو تكوين مكلف .

هذا التكوين المكلف تطرق له المدير الاسبق لمعهد السينما والسمعي البصري يقمرت وهو الذي كان وراء تاسيس اول معهد عمومي للسينما والسمعي البصري بعد ان اقترح الامر على الوزير الاسبق الدالي الجازي فماكان من وزير التعليم العالي والبحث العلمي ان رد عليه بان اربعة تذاكر سفر ومنحة اقامة سنوية لاربع طلبة عند دراستهم في رومانيا يكون اقل كلفة بكثير من فتح معهد مختص .

* صرخة فزع للدغري

 الا ان امر التاسيس لمعهد السينما كان مع الوزير الصادق شعبان واضاف حمادي بوعبيد ان التكوين مكلف وان المعاهد وان لا تعمل على "تخرج "مبدعين فانها تحفز على الابداع ولابد من اعادة النظر في اليات النموين وربط ذلك بالممارسة الميدانية من خلال تصوير الافلام .

وقال حمادي بوعبيد ان جودة التكوين والتعليم مطلوبة وهذا ما برز من خلال الطلب المتزايد على التقنيين الخريجين من معهد قمرت للسينما والسمعي البصري وعدد منهم يشتغل بقنوات تلفزية عالمية .

واطلق استاذ السينما والسمعي البصري فتحي الدغري صرخة فزع من الفوضى التي يعيشها قطاع التكوين في السمعي البصري عامة مؤكدا على ضرورة التنسيق والتنظيم وتطوير القطاع وتامين تكوين ملائم لسوق الشغل كما ان اختيار الطلبة يتم وفق معايير المعرفة بالسينما فلا يعقل ان "نقبل طالب لم يدخل يوما لقاعة سينما "وعاد الى النموذج الفرنسي مع الوزير الاسبق جاك لونغ الذي كرس الثقافة السينمايية في المدارس الابتدائية والاعدادية ومنها تم خلق جيل من محبي السينما والمخرجين والتقنيبن .

* ترايط بين التكوين وسوق الشغل

 ومن جهته احد محمد علي بن حمراء رئيس المجمع المهني للسينما بكونلكت على اهمية ربط التكوين بسوق الشغل الداخلي والخارجي مع وجود اكثر من 700 تقني سمعي بصري في مختلف الاختصاصات من العاملين في الافلام والتلفزات الاجنبية من الخليج الى اوروبا .مضيفا ان المطلوب هو تشريك سلطة الاشراف الثقافي والمركز الوطني للسينما والصورة في اي تصور للتكوين في مجال السينما والسمعي البصري.