ثقافي

" ثورة مرت من هنا "عنوان كتاب يسلط الضوء على تجارب جمنة وسمامة والهوايدية

الشعب نيوز/ وسائط - "ثورة مرّت من هنا"، عبارة اخترناها في جمعية "نشاز" لتكون عنوان ورقة العمل التي أعلنّا من خلالها عن مشروعنا في تسليط الضّوء على تجارب ثلاث متنوّعة في أهدافها، متباعدة جغرافيا، ودون تنسيق أو تواصل فيما بينها بالرغم من تلاقيها في أشياء عدّة يصعب حصرها ولعلّ أوّلها التقاؤها في صناعة المعنى، وحفاظها على شعلة الأمل زمن الجزر وفي وقت ما فتئت تنطفئ فيه مصابيح الطريق الواحد تلو الآخر. "

بهذه المقدمة، اعلن الكاتب والمناضل السياسي فتحي بن الحاج يحيى عن قرب صدور كتاب له ولرفيقه هشام عبد الصمد يحمل العنوان المومأ اليه في طالع الخبر والمخصص كما كتب على صفحته الخاصة في موقع فايسبوك لتسليط الضّوء على تجارب ثلاث متنوّعة في أهدافها، متباعدة جغرافيا، ودون تنسيق أو تواصل فيما بينها بالرغم من تلاقيها في أشياء عدّة وهي تجربة واحة جمنة من ولاية قبلي وجبل سمامة من ولاية القصرين وغابة الهوايدية من ولاية جندوبة.

ويضيف ان "للثورة تعريفات شتّى، والجدل الفكري حولها لا ينتهي، والكتب والمقالات التي تناولتها لا تحصى ولا تعدّ. عندما جاءتنا إلى تونس دون استئذان، لم يتعرّف عليها البعض وظلّ يسألها، ويدقّق في ملامحها، ويستقصي مقوّماتها، ويبحث في سجلّ معارفه عمّا إذا كانت روسية الهوى، أو فرنسية الرّوح، أم هي قادمة للتوّ من وراء جدار برلين المتهاوي.

البعض الآخر رأى فيها شاهدا على يوم النّصر المبين ورُبّ ملائكة مُرْدَفين. فكان ما كان من أحداث شهدتها البلاد بحُلوها ومرّها. ولا أحد فهم إلى اليوم سرّ إصرار ثورتنا على ألاّ تشبه أحدا، وأن تظلّ لا شرقية/بولشيفية ولا غربية/فرنسية، ولا أحد أدرك سبب انسحاب الملائكة من الميدان تاركة إيّانا لوحدنا نغوص في الوحل أكثر كلّما خطونا خطوة إلى الأمام، أو ربّما فهم الجميع أنّها إن انسحبت فلأنّها لا تحتمل الرياء، ولا تروم تحويلها إلى مطية لمآرب في الدّنيا ملتحفة ثوب المقدّس."

ويجزم بن الحاج يحيى في الاخير" أنّ الثورة لم تنسحب ولم تنته خلافا لما ذهب إليه الكثيرون. فهي ليست باب عرش يُفتح في وجه الشعوب عند مطلع الفجر، وإنّما هي مسيرة طويلة، عسيرة، لا تنهج بالضرورة خطّا تصاعديّا، وقد تمرّ بسلسلة طويلة من الإخفاقات والنجاحات والتراجعات، بمعنى أنّ رهاناتها تُلعب في سياقات التاريخ الطويل، ولا تتجسّد دوما في الأحداث الكبرى والأصداء الإعلامية اللافتة للأنظار."