يصلون مساء الغد الى العاصمة..مجموعة من عمال شركة تيسالكو بالقيروان يسيرون على الاقدام للقاء الرئيس
في خطوة تصعيدية يحركها الشعور بالظلم والحيف ودفاعا عن حق مشروع وعن حلم يحاولون اجهاضه، يتجه عدد من عمال شركة تيسالكو للقاء رئيس الجمهورية سيرا على الاقدام.
قرابة ال250 كلم هي المسافة التي قرر العمال قطعها سيرا على الاقدام غير مبالين بطول الطريق ولا بمخاطرها.
وضيعة توسالكو التي سبق ان فتحنا ملفها في الشعب نيوز هي شركة إحياء وتنمية فلاحية في معتمدية نصرالله من ولاية القيروان تبلغ مساحتها 2700 هكتار وتحتوي على 18000 الف "عود زيتون" ساحلي، و300 هكتار زيتون مكثف اي حوالي 360 الف "عود زيتون". فيها 3 نقاط ماء 45 لتر في الثانية و55 لتر للثاني و 25 لتر الثالث.
وتحتوي الضيعة أيضا على منطقة سقوية لحوالي 800 هكتار للزراعات الكبرى و الأعلاف.
وتشغل تيسالكو حوالي 100 عامل وخمسة إطارات.
ويحتج العاملون بها بسبب تحولها الى خراب حيث تم التفريط في جل الثروة الحيوانية وتم قطع الماء لعدم خلاص فواتير الستاغ، كما لم يتم صرف مستحقات التغطية الاجتماعية منذ اكثر من سنة ونصف. بينما لم تصرف أجور الاعوان من أربعة أشهر وأجور التقنيين منذ تسعة أشهر.
ما يميز هذا التحرك الذي نفذه عمال تيسالكو، هو تجاوز مجرد المطالبة بسداد أجورهم ليطرحوا ضرورة تغيير كراس الشروط وفتح ملفات الفساد وصولا إلى المطالبة بافتكاك الأرض من المستثمر وإسقاط حقه باعتباره استغل الأرض للاستثراء ونهب خيراتها ودمّر ثرواتها الحيوانية والنباتية وأوقف عمدا دورة الإنتاج بالشركة.
كما رفعوا شعارات للمطالبة بتمكينهم من تسيير هذه الأرض من قبيل "الهناشير هناشيرنا…حقنا في تقرير مصيرنا"، "الثروة ملك المنتجين" ، "الأرض لمن يفلحها لا لمن ينهبها"… مقتنعين أنهم وحدهم القادرين على تنميتها فعلا وتنمية قطاع الفلاحة في الجهة بأكملها.
وتحرك عمال شركة "تيسالكو" هو تحرك يجب أن يلتف حوله طيف واسع من القوى الوطنية والديمقراطية بغاية إسناده ومزيد تجذيره وإعادة طرح ملف مهم على طاولة المسؤولين وهو ملف الأراضي الفلاحية الدولية وبشكل أشمل ملف الإصلاح الزراعي.
حياة الغانمي