"فيلم" أنا مغتصبة
الشعب نيوز / حسني عبد الرحيم - الفيلم التسجيلي" أنا مغتصبة" إخراج وفاء الخريفي " ليس مجرد تسجيل لحالة إجتماعية وإقتصادية بل محاولة للشهادة على وضعية الركود في قطاعات هامة من المجتمع وهو الموضوع الذي تناولته دراسات إقتصادية كدراسة "عزيز كريشان" والتي تعالج موضوع حبس الأراضي الدولية دون إستثمارها في الإنتاج.
المغتصبات في الفيلم هن نساء فلاحات قمن خلال سنوات بزراعة أراضي محبوسة كملكية دولية انتجوا منها محاصيل ثم في نهاية الأمر يُعتبرن مغتصبات ولسن مالكات للأراضي التي أستثمروا حياتهم في زراعتها .
التصوير الحي لنساء قرويات ملتصقات بالأرض بأجسادهن وبأدوات بدائية ينزعن الحشائش الضارة ويغرزن البذور في ضنى ولكن في سعادة بتحويل هذا البوار لزراعات تنتج خيرات تذهب لدورهم لإستهلاكها وللأسواق لبيعها لكي تعِلن أسر وأبناء وتبنى مجتمعات ريفية .
الأبناء يحملون ثمرات الأرض خضر وفاكهة لبيعها في الأسواق يحملونها على عربات بدائية تجرها الدواب ويعودون لقراهم بعد أن أشتروا الحاجات الضرورية للمعيشة من ذات الأسواق وهكذا تدور الحياة وتبني الأُسر والمجتمعات.
لكن تبقى الحالة القانونية لهؤلاء النساء والرجال كمغتصبين ومغتصبات لأراضي دولية وليس لهم الحق في إستزارعها وعليهم أن يرحلوا لكي يتركوها للبوار ويتحولوا لعاطلين عن العمل الذي أنتزعوه (أغتصبوه) وحولوا اراضي بور لمزارع منتجة لكنهم بل مستندات ولا يملكون سوى قوة عملهم .
تستمر المرأة في غرز الزرع وهي تهتف بمرح "أنا مغتصبة"
الحكاية تحكيها "نجية" فلاحة بلا أرض، مُصنفة كمغتصبة من قبل الدولة، تكشف لنا عالمها وجهودها في ترميم سبخة لتحويلها إلى واحة، والتحديات التي واجهتها."
المُدهش في الفيلم هو العلاقة العضوية بين أجساد الفلاحات والأرض ذاتها ويبدون كما لو هن أنفسهن مخرجات منها كألشجر والزرع الذي يقومون على غرزه!صورة مختلفة لريف غير مذكور ومسكون عنه يكافح في صمت لتحويل الأرض الخراب لمزارع وارفة لكنهم يعتبرون مغتصبون!
الفيلم التسجيلي كان ضمن مهرجان الأفلام القصيرة "خطوات "بمدينة الثقافة في النصف الثاني من أكتوبر وبدعم من ألمركز الوطني للصوت والصورة وهو مبرمج عرضه في مهرجانات أخرى خلال الموسم الحالي و عما قريب ضمن المسابقة الرسمية بمهرجان الدولي السينما بالصحراء.
الفريق الفني المنفذ للفيلم يضم كلا من "وفاء الخريفي" و"رفيق الشيباني" و "نور بن جايس و"سوار الطرابلسي "و"زياد البوتاني" و"أشرف بن يزا" و"فداء الهاني".