حقائق عن وضع الاعلام في تونس يكشفها توقف أسبوعية "الشارع المغاربي " عن الصدور
الشعب نيوز/ وسائط - تعليقا منه على توقف النسخة الالكترونية من جريدة " الشارع المغاربي "، نشرالدكتور صلاح الدين الدريدي، الأستاذ بمعهد الصحافة في تونس وكلية الاعلام في دولة الامارات العربية، المدير العام الاسبق للاعلام في تونس، تدوينة ضمّنها رأيه في الموضوع وفي مسائل أخرى تتعلق بالقطاع.
فقد كتب انه "بحجب النسخة الالكترونية بداية من اليوم (29 اكتوبر 2024) بعد حجب النسخة الورقية منذ مدة، تتاكد عدة حقائق طالما حجبناها عن اعيننا منذ 2010 منها:
- فشل المطالعة المجانية كمنوال اقتصادي في قراءة الصحف -business model -
- فشل جلب المستشهرين قد يعود الى فشل الماركيتينغ في اقناعهم بان الجريدة تمثل un bon produit d'appel .
- فشل الرقمنة التي تقتصر على تحويل النص المكتوب الى نص مرقمن . الشارع المغاربي ليست بصحيفة رقمية في المعنى الحرفي . مقالات سوداء طويلة وقراءتها مرهقة . لا تتوفر فيها الروابط وتعدد المنصات ولا تسمح بالتفاعلية ولا تقوم بالتحديث المستمر . الخ الخ . وهذا وجه اخر من وجوه تخلف الصحافة الالكترونية.
- قطاع الصحافة لم يحظ باي اهتمام من قبل مخططي اصلاح الاعلام طوال العشرية واقتصر شغلهم على مطالبة الدولة بحصة من الاشهار العمومي . وضعية دار الصباح ودار لابريس خير دليل . صحف ورقية كئيبة تنتظر الدمج في صحف ورقية جديدة .
- يطالبون الدولة بالاسناد وهم ينزعون عن الدولة اي دور في المشاركة في تعديل المشهد الاعلامي .
- يتواصل النزيف وتتواصل نكبة الاعلام وخاصة صحافته المكتوبة والالكترونية . قبل الثورة كانت تصدر 300 دورية لم يبق منها اليوم سوى النزر القليل تحت التنفس الاصطناعي .
- كان المطلوب سنة 2010 نظرة اخرى للاعلام ومقاربة اخرى للمسالة الاعلامية يتولاها خبراء القطاع وليس خبراء اليورو والدولار .
- تهافت بعض النخبة على الجريدة ليس دليلا على نفاذها بقدر ما هول دليل على فشل الاعلام السيار في الانصهار مع النخبة وتبني خطابها باسلوب جماهيري متاح للجميع يختلف عن الاسلوب المغلق في الشارع المغاربي ."
* الاستاذ صلاح الدين الدريدي وسط جمع من طلبته.(الصورة من صفحته الخاصة)